وصفت صحف عالمية الوضع الإنساني في قطاع غزة، بأنه "مأساوي وفوق التحمل"، وقالت إن الجيش الإسرائيلي يمارس قتلًا غير قانوني وغير مبرر.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أحرق خلال حربه على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي "نحو 3 آلاف وحدة سكنية بخسائر تقدر بحوالي عشرات ملايين الدولارات".
وأضاف الإعلامي الحكومي، في بيان: "حرق جيش الاحتلال 3 آلاف وحدة سكنية خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة".
حرق المنازل والوحدات السكنية
وأضاف "بلغت خسائر عمليات حرق جنود الاحتلال للمنازل والوحدات السكنية المملوكة للفلسطينيين عشرات ملايين الدولارات، وكانت أغلب هذه الوحدات السكنية في محافظتي غزة والشمال".
وأوضح أن "عمليات الحرق تمت وفق تعليمات وأوامر واضحة ومباشرة من قادة جيش الاحتلال لتحويل الوحدات السكنية لأماكن غير صالحة للسكن نهائيا، ما تسبب في مفاقمة ومضاعفة معاناة السكان حيث أنهم يعانون أصلًا من ظروف صعبة بسبب النزوح والحرب".
وحمّل الإعلامي الحكومي، إسرائيل والمجتمع الدولي المسؤولية "الكاملة عن هذه الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني".
وفي 1 فبراير الجاري، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية النقاب عن إصدار قادة الجيش الإسرائيلي أوامر لجنودهم بإحراق منازل في غزة "دون موافقة قانونية".
وبحسب الصحيفة: "بدأ جنود إسرائيليون في الأسابيع الأخيرة بإضرام النار في المنازل في قطاع غزة، بناء على أوامر مباشرة من قادتهم، دون الحصول على الإذن القانوني اللازم للقيام بذلك (..) حتى تصبح عديمة الفائدة".
الوضع في غزة مأساوي
وأبرزت صحف ومواقع عالمية الجرائم الصهيونية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وتناولت الوضع الإنساني المأساوي والدعم الأمريكي لإسرائيل، فضلًا عن التوتر المتصاعد في البحر الأحمر.
وركزت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية على الوضع الإنساني في قطاع غزة، ونقلت شهادة أطباء فرنسيين عادوا للتو من غزة، حيث وصفوا الوضع بأنه "مأساوي وفوق التحمل"، وقالوا إن الجيش الإسرائيلي يمارس قتلًا غير قانوني وغير مبرر.
وتحدث أحد الأطباء عن تجربته القصيرة في القطاع قائلًا "عملت في مناطق سورية محاصرة وفي أوكرانيا بعد الغزو الروسي، لكن ما شاهدته في غزة غير مسبوق"، وفقًا لـ"الجزيرة".
أما الحل الوحيد لإنهاء الحرب على غزة كما يرى الكاتب ليف غرينبيرغ في صحيفة هآرتس فيكمن في الاحتجاجات الشعبية من قبل الإسرائيليين والضغط الدولي.
وشدد الكاتب على عدم وجود حل عسكري للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن "خروج إسرائيل من غزة وإعادة الأسرى والجنود الغارقين هناك في الوحل ليسا أولوية الآن ما دامت القيادة السياسية والعسكرية مستمرة في التمسك بالنصر ورفض الحلول السياسية".
التدمير الذاتي تجاه الفلسطينيين
وفي مجلة "فورين أفيرز" كتب ألوف بن عما سماه التدمير الذاتي الذي تمارسه إسرائيل بسياساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين.
ويرى الكاتب أنه لا يمكن للإسرائيليين أن يتوقعوا الاستقرار إذا استمروا في تجاهل حقوق الفلسطينيين ورفض تطلعاتهم، بل وحتى وجودهم".
ويرى الكاتب محمد بازي في صحيفة "جارديان" البريطانية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يمتلك القدرة على كبح جماح إسرائيل، لكنه يرفض استخدامها، موضحًا أن إدارة بايدن بذلت قصارى جهدها لإخفاء حجم شحنات الأسلحة والمساعدات الأمريكية لإسرائيل على عكس ما فعلت بشأن الشحنات الهائلة من الأسلحة لأوكرانيا.
من جهة أخرى، سلطت مجلة "نيوزويك" الضوء على تصاعد التوتر في البحر الأحمر، ونقلت عن محللين قولهم إن هذه الأزمة قد تتسبب في موجة جديدة من ارتفاع التضخم العالمي وعرقلة سلاسل الإمداد، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار.
وتطرقت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى موقف الصين من التوتر في البحر الأحمر، حيث رأى تحليل للصحيفة أن بكين فضلت النأي بنفسها بعيدًا وتجاهل طلب واشنطن منها التدخل لدى إيران.
وتضيف الصحيفة أن "الصين تجني فوائد من بقائها خارج اللعبة، إذ علاوة على أن اقتصادها لم يتضرر من تعطل حركة الملاحة في البحر الأحمر فإنها تدرك أن للتدخل المباشر ثمنًا".