مر بألأمس الأول من فبراير 12 سنة على ذكرى واحدة من أشد المذابح وأٌقساها في التاريخ الحديث والتي شهدتها ملعب كرة ببورسعيد.


في 2016 حصل المتهم الرئيسي في مجزرة استاد بورسعيد اللواء محسن شتا على عفو "رئاسي" بقرار باسمه فقط من عبدالفتاح السيسي رقم 416 لسنة 2016، وذلك بعد تعيين اللواء الغضبان محافظا (فوق السن) لبورسعيد، ليؤكد أنه من فعلها إلى جوار المتهم طنطاوي باعتباره رئيس المجلس العسكري.


ومثل إفراج السيسي عن محسن شتا، إعلان لا جدال فيه أن العلاقة الوحيدة التي يقبلها العسكر مع الشباب والثورة هي قتلهم، لتنتشر الصدمة بين الناشطين على مواقع التواصل، وسط جدل حول العفو الرئاسي وحقيقته، بالإضافة للحقيقة التي رآها ناشطون في العفو، وهي "العسكر وراء مذبحة بورسعيد".


منى سيف، الناشطة الحقوقية علقت على العفو عن شتا بالقول: "عفو نص وتلتين المدة وتلات أرباع المدة اجراء روتيني ومتكرر مع كل عيد ومناسبة كبيرة، لكن أي حد متابع أو أي حد يعرف حد في السجن، هيبقى عارف كويس أوي إن القاعدة - غير المكتوبة لكن سارية دايما - إن المساجين في قضايا جنائية هم اللي بشكل دوري ملفاتهم بتتفرز عشان يشوفوا مين ينطبق عليه شروط العفو - مع توضيح إن حتى دي فيها درجة من المحسوبية والعك - والمساجين اللي في قضايا سياسية القاعدة دائما إنهم مستثنين، إلا إذا صدر لإدارات السجون ومصلحة السجون توجيهات بغير ذلك".


وتابعت "وبالتالي الكلام بتاع ده هو بس انطبق عليه الشروط، نقوله لما يبقى كل ملفات المساجين أيا كان تصنيفهم وبدون انتقائية بتخضع بشكل دوري لتقييم، وكل من ينطبق عليهم شروط العفو بشكل اوتوماتيك تضاف أساميهم لقرارات العفو! أتمنى أشوف اليوم ده. لكن لحد ما نشوف اليوم ده الوضع الحالي بيقول إن في قضية زي مذبحة بورسعيد - لو حقيقي صحيح الخبر- قرار العفو عن متهم مدان فيها استوفى شرط العفو، ماهواش قرار عشوائي ولا صدفة لكنه ترجمة لارادة و قرار عند السلطة".


المذبحة التي حصلت لجمهور الأهلي في ستاد بورسعيد من 12 سنة كانت حدثا سياسيا فارقا في تاريخ تعامل العسكر من الشعب ومع جماهير الألتراس بشكل خاص، لاسيما وكانوا من مقدمة من شارك في الثورة واحتجاجات ما بعد الثورة.

72 مشجع مصري استشهدوا في 1 فبراير وبعد 10 سنين ما زال الملف غامض، أضاف إليهم "ألتراس أهلاوي" محمد مصطفى (كاريكا) عضو الرابطة والمتوفي في ميدان التحرير خلال أحداث مجلس الوزراء، وأحمد كمال عضو الرابطة الذي توفى في أحداث جمعة الغضب، وأصبح الرقم المتعارف عليه 74.


وعلاوة على العفو عن شتا واستمرار الغضبان محافظا إلى اليوم وهو الحاكم العسكري لبورسعيد وقت المذبحة والذي طالب بعزله مجلس شعب الثورة يدعم بقوة مسؤولية اللواء عبدالفتاح رئيس المخابرات الحربية عن المذبحة فإن حل راوابط الألتراس في مقدمتها "ألتراس أهلاوي" يدعم المؤامرة ضد مكونات الثورة في مصر ومفاتيحها ورسخ السيسي الافتقاد بعد إغلاقه الاستاد وحدد حجم المشجعين في المباريات لدرجة اعتقاله من يهتف ضد المجلس العسكري أو طنطاوي أو يرفع علم فلسطين!
 

في 2018 حل شامخ الانقلاب الروابط فعليا بعد القبض على أعضاء منها ومحاكمتهم وبعد مذبحة أخرى في الدفاع الجوي لجمهور الزمالك راح على إثرها 22 شهيدا.


وفي إطار هزلية محاكمة مذبحة بورسعيد، حكم الشامخ على المتهمين نهائيا بأحكام تشمل 10 إعدام و 11 بين سجن مؤبد وأحكام أخرى. 


وفي مقدمة من وضعوا بالقضية ذرا للرماد في العيون، اللواء عصام الدين محمد عبدالحميد سمك، مدير أمن بورسعيد سابقا، والعقيد محمد محمد محمد سعد، رئيس قسم شرطة البيئة والمسطحات المائية ببورسعيد سابقا، ومحسن مصطفى محمد السيد شتا، المدير التنفيذى للنادى المصرى، وتوفيق ملكان طه صبيحة، مهندس الكهرباء والإذاعة الداخلية باستاد بورسعيد.

وفي الفترة ما بين من 2011 وحتى اليوم يرى مراقبون أن غياب شبه كامل للحقيقة، عن المحرضين والمتواطئين على جماهير الألتراس، حيث لا حساب لصناع القرار بشكل حقيقي.


يقول متابع إن الجيش المصري تاجر بأرواح أبناء مصر عندما وقف أحد ضباطه أمام كاميرا التلفزيون الرسمي للدولة المصرية ليؤدي التحية العسكرية لشهداء ثورة 25 يناير الذين قتلهم زميله اللواء عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية ثم عاد ليقتلهم مرة أخرى تارة وهو بنفس الرتبة بمذبحة بورسعيد وثانيا وهو برتبة فريق ووزير الدفاع في 14 أغسطس 2013.


المجلس العسكري بدأت مجازره، منذ الأسبوع الأول لمغادرة الثوار ميدان التحرير، وإشعال الميدان بألوان الألعاب النارية، وهو يغلق ميدان التحرير شيئا فشيئا  لزحزحة الثوار عن مناط قوتهم ويفرض سيطرته، واستهدف الضابط أحمد (تعهد السيسي في 2012 بألا يحاسب أحمد ولا من أتي به) عيون ثوار محمد محمود وشارع وزارة الصحة المواز والقريب من ميدان التحرير والجامعة الامريكية، ثم مجزرة ماسبيرو بعدها المجزرة الأضخم بستاد بورسعيد ثم مجزرة وقفة وزارة الدفاع مستهدفا الثوار ثم الالتراس متحضرا للثور الأبيض والأكبر الإخوان المسلمين الذين قتل المئات منهم في عدة مذابح أكبرها رابعة والنهضة.