خالد حمدي

خرجنا في سبيل وكل بغيتنا أن يقع أجرنا على الله...

وظننا أن مجرد الخروج نجاة!!

فإذا بالخروج امتحان فوق امتحان البقاء..

امتحان في الثبات على عمل المهاجرين:

ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَٰهَدُواْ وَصَبَرُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ"

وامتحان في أخلاق المهاجرين... من إخاء، وإيثار، وتواص بالحق والصبر.

وامتحان في الوفاء لمن غادرناهم في بلادنا... وأداء حقوقهم.

وامتحان حتى في صدق أخوَّتنا نحو بعضنا نحن معاشر المهاجرين!!

بل ولا أبالغ والله إن قلت أن الأمر قد بلغ أننا نمتحن فيما آمنا به، وخرجنا من أجله...

وكأن الله سبحانه يأبى ألا يحوز لقب المهاجر إلا صادق!!

فمنا من وفَّى حتى لقي الله... ومنا من يقوم ويكبو يسأل الله النجاة...ومنا من لم يستطع ضريبة الخروج فاستسلم قبل أن يبدأ.

والذي أعلمه أن فرج الله آت... وأن رحمته ستدرك جميع الممتحَنين بإذنه تعالى...

لكن شتان بين من تدركه الرحمة وقد وفى لله ولو كان في مهاجره وحده..

وبين من حاز الاسم وضيَّع المسمَّى!!

شتان بين مهاجر الله والدار الآخرة، وبين مهاجر أم قيس!!

فعند الصباح يحمد القوم السُّرى.

وعند نهاية الرحلة تعرف القوافل من ضاع منها ومن سلم.

فانتبهوا لأنفسكم