بدأ الجيش المصري عملية إخلاء آلاف الأسر من قرى منطقة "جميمة" بمحافظة مرسى مطروح، شمال غربي البلاد، بناءً على قرار صادر من وزير الدفاع الفريق أول محمد أحمد زكي تنفيذاً لأوامر عبد الفتاح السيسي، والذي ينفذ أمر الكفيل محمد بن زايد رئيس الامارات الذي زار المنطقة ضمن رحلة مقناص مطروح التي دشنها السيسي بالكنطقة خصيصا له، دون الالتفات لحقوق أهالي المنطقة ولا امتلاك أهالي هذه القرى عقود ملكية للأراضي والمساكن التي يقيمون بها منذ فترة طويلة.


العضو السابق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان الحقوقي د. أسامة رشدي وعبر (اكس) @OsamaRushdi قال: "السيسي يتعامل مع المصريين كما يتعامل الصهاينة مع الشعب الفلسطيني .. مصادرة الأراضي وتهجير السكان قسريا .. على الاقل الصهاينة لديهم مشروع استيطاني قائم على ايدولوجية دينية استعمارية.. أما السيسي فيحتقر المصريين ويستكثر عليهم بيوتهم وأراضيهم واملاكهم ويتاجر بها في مشروع ضخم للفساد لبيع #مصر التي لم تشهد في تاريخها هذا القدر من الانهيار وإهدار الملكية الخاصة للناس وحقوقهم.".


أما الأكاديمي المختص في العلوم السياسية د. عصام عبد الشافي فكتب عبر (اكس) @essamashafy، "السيسي الذي جاء بِه الصهاينة لحكم مصر .. لم يكفه تهجير وتشريد أهلنا في سيناء.. ولم يكفه تهجير وتشريد أهلنا في الوراق.. مع بداية ٢٠٢٤ بدأ مخططات تهجير وتشريد أهلنا في مطروح.. وراء كل مخطط تهجير سنجد إما صهاينة تل أبيب أو صهاينة تل أبو ظبي.. لا مجال للتضليل والقول إنها مشروعات تطوير.. فكل ما يقوم به هذا العميل هدفه الكبير تفكيك وتدمير هذه الدولة وبيع أرضها ومقدراتها ..".


"المجلس الثوري المصري" عبر منصة (اكس) @ERC_egy أشار إلى أن عسكر مصر يمارسون "دور البلطجي ويقوم بانتزاع أراضي من أصحابها لصالح مستثمرين بالرغم من وجود عقود مسجلة وموافقة سابقة، لكن مصر بلد بلا قانون. هذه المرة يتم تهجير أهالي مطروح للاستيلاء على ٥٥٤٠فدان لصالح مشروع South Med Egypt بمشاركة الهيئة الهندسية والقاتل طلعت مصطفى.".


وعبر الأهالي عن غضبهم أمام قادة الإخلاء من ضباط القوات المسلحة بعدنا رفعوا بوجوه الضباط صورا للعقود التي يمتلكون بها الأراض مسجلة الملكية بموجب الدستور والقانون، ويقيمون في 7 قرى بها كثافات زراعية وسكانية مرتفعة، بالإضافة إلى العديد من المدارس والمستشفيات والمنشآت الخدمية.


إلا أن الجيش لم يلتفت لعقودهم وبدأ حملة تهجير لأهالي القرى التابعة لمرسى مطروح لمصلحة المستثمر الاماراتى والذى حصل في غفلة على ٥٥٤٠ فدان لانشاء مشروع ( south med egypt ) والتعاقد مع شركة طلعت مصطفى للإنشاءات (إيكون) قبل أن يتعاقد الصندوق من خلال شركتين إماراتيين إحداهن أدنيك العقارية على 7 فنادق تاريخية مصرية استحوذ عليها قبل 3 أسابيع هشام طلعت مصطفى!!


حيث استحوذت شركة "أيكون" التابعة لمجموعة طلعت مصطفى على حصة الحكومة في ملكية 7 فنادق تاريخية مقابل 800 مليون دولار، وفي 20 ديسمبر الماضي، وهي فنادق شتايغنبرجر سيسيل الإسكندرية، وكتراكت أسوان، وموفنبيك أسوان، وسوفيتيل ونتر بالاس الأقصر، وشتايجنبرجر التحرير، وماريوت مينا هاوس، وماريوت عمر الخيام الزمالك.


ومنطقة جميمة التي يدور حولها الاستحواذ ومن ثم التهجير تقع جهة الغرب من محطة الضبعة النووية التي تشرف على إنهائها القوات المسلحة، وشمل الاخلاء جميع التواجدات العسكرية والمدنية من المنطقة، وذلك لإقامة مشروع استثماري تحت إشراف الهيئة الهندسية للجيش، وفقاً لبنود التعاقد المبرم بين الأخيرة ومجموعة طلعت مصطفى القابضة.


السيسي في 2017 (قبل نحو 5 سنوات) اصدر قراراً رئاسيا بالعفو عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى وهو مدان بالمؤبد في جريمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم عام 2008، والصادر في حقه حكم نهائي بالسجن لمدة 15 عاماً في 2010 بدلاً من الإعدام (حكم أول درجة)، بتهمة الاشتراك وتحريض الضابط السابق محسن السكري على قتل المطربة الراحلة في دبي مقابل مليوني دولار فأفرج السيسي عنه وعن السكري!


ويأتي تهجير قرية جميمة و6 قرى بمطروح ضمن حالة من التهجير القسري للمواطنين الأحياء والأموات في مصر تحت مزاعم التطوير، ومنها ما حدث في منطقة ألماظة بالقرب من مطار القاهرة الدولي، وبعض الشوارع بمنطقتي المرج وعزبة النخل لإقامة محور مروري، وأزال نظام الانقلاب مئات من العقارات المأهولة بالسكان من أجل توسعة الطريق الدائري، الذي يربط بين محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، مقابل منح المواطنين تعويضات هزيلة تبلغ 40 ألف جنيه للغرفة الواحدة، مع اعتبار صالة الاستقبال والمطبخ غرفة واحدة، أي ما يصل إلى 160 ألف جنيه عن الوحدة السكنية المكونة من ثلاث غرف، إضافة لممارسة الإجراء الانقلابي نفسه بشمال سيناء (رفح والشيخ زويد والعريش) ومناطق نزلة السمان والوراق وجزيرة الذهب بالجيزة وغيرها بمحافظات مصر، وعلى امتداد الطريق الدائري (القاهرة) بحجة توسعته إضافة لما شهدته إزالات مقابر المماليك والسيدة نفيسة والسيدة عائشة والإمام الشافعي.