لا تتوقف كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة عن إدخال أسلحة جديدة إلى ترسانة مقاومة الاحتلال الصهيوني، حيث تربك حسابات جيش الاحتلال وتصفعه على وجهه أمام العالم لتثبت أن "الجيش الذي لا يقهر" قد أمكن قهره على يد فصائل مقاومة خلال 3 شهور من الصمود أمام ترسانة الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية.
ومؤخرا استخدمت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، صاروخ "سام 18"، في استهداف مروحية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، لأول مرة منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وكانت هذه المرة الأولى، التي تعلن فيها "القسام" استخدام هذا الطراز من "صواريخ كتف" الدفاع الجوي، حيث أعلنت سابقًا استخدام طراز "سام 7"، الأقل مدى وتطورًا من سام "18"، وفقًا لـ"قدس برس".
الخبير الإستراتيجي والعسكري الأردني محمد المقابلة، قال إن " من ضمن إستراتيجية الاحتلال في الانتقال للمرحلة التالية من العدوان، استعمال مروحيات الهليكوبتر أباتشي المقاتلة، لإسناد قوات الجيش المشاة على الأرض، إلى جانب تنفيذ عمليات نوعية".
وأضاف المقابلة، أن "طائرة أباتشي -يعالجها- صواريخ (سام) الروسية"، موضحًا أن "الأباتشي مزودة برشاشات قاتلة ضد الأفراد من عيار 30 ملم، وبصواريخ صغيرة ضد الأفراد".
واستخدمت طائرات أباتشي في أفغانستان، وضُربت بقذائف (RBG) ولم تُسقطها بسبب قوة بدنها، غير أن صواريخ "سام" الروسية قادرة على إصابتها وإسقاطها، وفقًا للمقابلة.
وبحسب المقابلة، فإن "صاروخ (سام 18) التي أعلنت القسام استخدامه لأول مرة الأربعاء، روسي الصنع وأكثر تطورًا من "سام 9" الذي ظهر مرات عدة لدى القسام، ويُحمل على الكتف، ويستعمل في حالات الدفاع الجوي، في حين يصل مداه إلى 5 كيلومترات".
ويقول المقابلة، إنه "إذا كان الرامي ذكيًا ومتمكنًا وماهرًا، فإن إصابة المروحية ستكون مدمرة، لأن الصاروخ غير موجه بأشعة رادارية، ولا يمكن اكتشافه، حيث يُوجه بأشعة تحت الحمراء، فيما تتناسب سرعته مع سرعة مروحية الهليكوبتر أباتشي".
وإلى جانب ذلك، فإن صواريخ الكتف "سام"، تلامسية، أي أنها تعتمد على التلامس مع الهدف للانفجار، وتحمل رأسًا متفجرًا فيه كميات كبيرة من المتفجرات، تكون كفيلة بتدمير الهدف.
ولدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، 142 مروحية، من بينها 42 مروحية أباتشي هجومية، إلا أنه طلب تعزيزًا للأسطول من الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل التوسع في العمليات على الجبهة الشمالية، وبدء مرحلة جديدة تستهدف "عمليات نوعية" في غزة، على ما ذكر المقابلة.
وأشار المقابلة، إلى أن "جيش الاحتلال يستطلع قوة المقاومة في غزة، من خلال إرسال مروحيات مقاتلة ليتأكد من وجود صواريخ قادرة على ضربها".
وبيّن أن "الاحتلال إذا تأكد من وجود صواريخ دفاع جوي لدى المقاومة، فإنه سيجبر قائدي المروحيات على التحليق والارتفاع خارج مدى رماية الصواريخ، مما يعني عدم قدرة المروحيات على إسناد المقاتلين المشاة، أو تنفيذ عمليات نوعية كما هو مخطط".
وصاروخ "سام 18"، (تسمية حلف الناتو)، صاروخ روسي الصنع، وأكثر تطورًا من أجياله السابقة التي استخدمت المقاومة منها "سام 9"، ويحمل اسم "ايجلا" في الشرق الأوسط، فيما يصل مداه إلى 5 كيلومترات، ويعد من الأسلحة الفتاكة، وفقًا لـ المقابلة.
وفي وقت سابق، أعلنت "القسام" استهداف مقاتليها طائرة مروحية إسرائيلية بصاروخ (سام 18)، في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، قد كشفت عن رفض الولايات المتحدة الأمريكية طلبًا إسرائيليًا للحصول على طائرات مقاتلات حربية إضافية، من طراز أباتشي.
وقالت الصحيفة، إنه "جرى تقديم الطلب إلى وزارة الدفاع الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، كما أثاره وزير الدفاع يوآف غالانت خلال اجتماعاته مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، إلا أن الولايات المتحدة قابلته بالرفض".
ولليوم الثاني والثمانين على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وبعد 93 يوما من العدوان، أدى إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، كماارتفع عدد ضحايا الحرب الصهيونية على غزة إلى 22 ألفا و835 شهيدًا. واستشهد 10 آلاف طفل و7 آلاف امرأة جراء القصف العشوائي لجيش الاحتلال على القطاع منذ بدء الحرب.
كما ارتكب جيش الاحتلال 1915 مجزرة بحق المدنيين في القطاع المحاصر.