خالد حمدي

يوم اليمامة... تفوق جيش مسيلمة أول الأمر.... وكثر القتل في المسلمين... وكان أكثره في الحافظين والسابقين..

عظمت المحنة، واشتدت الأزمة...

فأخرج كل صادق ما في جعبته...كل يبغي حث إخوته، ونصر دينه وأمته..

فوقف سالم مولى أبي حذيفة مظهرا الثبات والقدوة من نفسه قائلا:

بئس حامل القرآن أنا إن أتي الناس من قبلي...

وقال زيد بن الخطاب:

أيها الناس، عضوا على أضراسكم، واضربوا في عدوكم، وامضوا قدما، والله لا أتكلم حتى ألقى الله فأكلمه بحجتي..

وينادي أبو حذيفة: يا أصحاب سورة البقرة فيجتمع عليه حفظتها بعد شتات...

ولا زالوا كذلك حتى نصر الله المسلمين...واختارهم شهداء.

ما أكثر اليمامة في أمتنا...وما أقل الصائحين.

كل منا ينتظر غيره وينسى دور نفسه حتى كادت سيوف بني حنيفة أن تحصدنا جميعا!!

غابت عن أرجائنا صيحة سالم، وعزمة زيد، ونداءات أبي حذيفة... لا لفقدهم وإنما لأن جميعنا يستصغر نفسه، ويظن أنه مبحوح الصوت، ضائع الأثر..

مع أنهم يوم اليمامة الأولى لم يكن عندهم مكبر صوت، ولا هواتف ذكية، ولكن الصدق رفع أصواتهم، وخلد كلماتهم!!

أيها المنتظرون حتى ينكسر بنو حنيفة وحدهم... خاب فألكم وظنكم.

إنما هزم مسيلمة.... كل المجهودات المسلمة!!

خالد بقيادته... وزيد بصحوته وصيحته.

وحتى يعيد خالد تنظيم جيوشكم... لا تحرموه هباتكم وصيحاتكم.

فمن يدري... ربما يكون سبب نصر خالد...