أطلقت ناشطات نسويات وناشطون حول العالم، عريضة تندد باستخدام “إسرائيل” بروبوجاندا “الاعتداء الجنسي” لمواصلة إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، داعين لإرسال فرق تحقيق تابعة لمؤسسات دولية ذات مصداقية تمثل النساء للتحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي وفحص الادعاءات التي يستخدمها لتبرير الإبادة الجماعية.

وأكدت العريضة أن “استمرار الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته في سياسة خلق الذرائع دعمًا لاستمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بات مكشوفًا وواضحًا”.

وأوضحت أن ذلك يهدف لمنح الغطاء للمجازر التي ترتكبها آلة حرب الاحتلال، مشيرة إلى أن أكثر من 16 ألف فلسطيني وفلسطينية معظمهم من النساء والأطفال قتلوا نتيجة لهذه الحملة الدعائية، فيما أصيب 40 ألف مدني ومدنية، وهُجّر أكثر من 1.7 مليونًا من منازلهم.

وأشارت إلى أنه “كجزء من الغطاء المستمر للمذبحة، تبنت الإدارة الأمريكية على لسان رئيسها ادعاءات روجت لها آلة دعاية الاحتلال الإسرائيلي بشأن حدوث اعتداءات جنسية بحق الأسيرات والمحتجزات الإسرائيليات في قطاع غزة، دون تقديم أي شواهد ذات مصداقية، أو تحقيق من مؤسسات موثوقة، ضمن حملة تشويه متعمد لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال، بجانب جميع الادعاءات السابقة كقتل الأطفال وحرق المدنيين التي تم نفيها لاحقاً من الجهات التي روجت لها

استمرار المظاهرات

يأتي ذلك في ظل استمرار تظاهر آلاف الإسرائيليين، في تل أبيب، بينهم محتجزون سابقون في قطاع غزة وعائلات أخرى، للمطالبة بإقالة رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو والإفراج الفوري عن باقي الأسرى لدى فصائل المقاومة في القطاع.

وعبّر المتظاهرون عن تضامنهم مع باقي عائلات المحتجزين. وأعرب بيان لمنتدى هذه العائلات عن خشيتهم على مصير المحتجزين في ظل صمت حكومتهم، ونهاية الهدنة المؤقتة يوم الجمعة، حيث وصفوا نتنياهو وفترة حكمه بالفاشلة.

وهتف المتظاهرون في صوت واحد "كلهم الآن"، مطالبين الحكومة بالعمل على إطلاق سراح 137 محتجزًا ما زالوا بغزة بشكل فوري، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وانتهت عند السابعة صباح الجمعة، بتوقيت فلسطين هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة.

 

اعتقال المتظاهرين

ووفقًا لموقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري، فإن اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت شهد "إطلاق سراح 105 مدنيين من أسرى حماس في غزة، بينهم 81 إسرائيليًا، و23 مواطنًا تايلانديًا، وفلبيني واحد". وأضاف أن إسرائيل تقدر وجود حوالي "137 رهينة محتجزون الآن في غزة".

وذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت سراح 240 أسيرًا فلسطينيًا من سجونها، 71 أسيرة و169 طفلًا.

وأمس السبت، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 6 متظاهرين أمام منزل نتنياهو بمدينة قيسارية لمطالبته بالاستقالة واقتادتهم للتحقيق، وفق إعلام صهيوني.

وقالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمي: تم اعتقال 6 متظاهرين كانوا ضمن وقفة احتجاجية أمام منزل نتنياهو بمدينة قيسارية، بدعوى مخالفة النظام العام، حيث كان رئيس الوزراء يقضي وأسرته عطلته الأسبوعية في منزله بالمدينة الواقعة على ساحل البحر المتوسط.

 

انهيار شعبية نتنياهو

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، نظم متظاهرون وقفات احتجاجية ومسيرات إلى منزل نتنياهو، شهدت مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية.

والشهر الماضي، أظهر استطلاع للرأي في إسرائيل، أن 27% فقط من الإسرائيليين يعتبرون نتنياهو ملائمًا لمنصب رئيس الوزراء، فيما يرى 52% أن الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس الأنسب لتوليه.

ويتهم الإسرائيليون نتنياهو بالفشل الذريع في عدم تقدير عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس يوم السابع من أكتوبر الماضي، في غلاف قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر العشرات واقتيادهم إلى داخل القطاع المحاصر.

ومن تاريخه قرر نتنياهو إعلان الحرب على قطاع غزة، بذريعة اجتثاث المقاومة الفلسطينية، وشن الجيش الإسرائيلي هجمات صاروخية عملية توغل برية أسفرت عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلًا، وأكثر من 4 آلاف امرأة، إضافة إلى أكثر من 37 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية إلى الآن.

 

زيادة شعبية جانتس

ونشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية استطلاع رأي أجرته حول اتجاهات الناخبين الإسرائيليين وثقتهم بأحزابهم، حيث تشير الصحيفة إلى أن حزب "معسكر الدولة" الذي يقوده الوزير الحالي في حكومة الطوارئ، بيني جانتس، حظي بأكبر نسبة من الثقة، مما يمنحه 43 مقعدًا في الكنيست، وذلك في زيادة كبيرة في عدد المقاعد، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 7 اكتوبر الماضي.

وتقول الصحيفة التي أجرت استطلاعها في اليوم التالي لتصويت الحكومة بالموافقة على صفقة المختطفين، إنه إذا أجريت انتخابات هذه الأيام، سيفوز حزب جانتس بعدد قياسي من المقاعد، في المقابل لن يتمكن حزب "الصهيوينة الدينية" الذي يتزعمه وزير المالية الحالي بتسلئيل سموتريش من بلوغ نسبة الحسم في الانتخابات أو الحد الأدنى من الأصوات اللازمة لدخول الكنيست، والتي تعرف بعتبة الترشيح البالغة 3.25%.

وتظهر نتائج الاستطلاع انخفاضًا في عدد مقاعد حزب "هناك مستقبل" الذي يتزعمه يائير لابيد إلى 13 مقعدًا، كما يشير الاستطلاع إلى عودة الحزب اليساري "ميرتس" بخمسة مقاعد، بينما كان قد فشل في آخر انتخابات في تجاوز "عتبة الترشح"، في حين يقول الاستطلاع إن حزب الليكود حافظ تقريبًا على عدد مقاعده في الاستطلاع الماضي، بـ 18 مقعدًا.

ووفق "معاريف" فإن ائتلاف المعارضة بلغ أرقامًا قياسية بعد توقع حصوله على 74 مقعدًا من أصل 120 مقعدًا، وذلك من دون حزب "الجبهة للتغيير" الذي حصل على خمسة مقاعد، وعلى غرار الأسابيع الماضية، فإن 52% من الإسرائيليين يرون أن غانتس أكثر ملاءمة لمنصب رئيس الوزراء من نتنياهو الذي يدعمه 27% بحسب الاستطلاع.

وأكدت الصحيفة أن أكثر من ربع الذين صوتوا لليكود في الانتخابات السابقة، يعتقدون الآن أن بيني غانتس أكثر ملاءمة لمنصب رئيس الوزراء.