أقرّ الجيش الإسرائيلي بإصابة نحو ألف من جنوده منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، منهم 202 في حالة خطيرة.

يأتي ذلك، في وقت يمارس الاحتلال سياسة تعتيم كبيرة على خسائره في القطاع، فيما كشفت وسائل إعلام عبرية عن إقالة ضابطين بعد فرار السرية تحت قيادتهما من المعارك مع المقاومة في شمال قطاع غزة.

 

خسائر 7 أكتوبر

منذ بدء معركة "طوفان الأقصى"، تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر غير مسبوقة، تفاقمت مع اجتياحه البري لمناطق داخل قطاع غزة.

وسجلت الخسائر الأبرز يوم عملية "طوفان الأقصى" المباغتة، إذ قُتل في 7 أكتوبر 322 من الجنود والضباط خلال المعارك التي دارت في مواقع متفرقة من كيبوتسات غلاف غزة.

إنما هذا العدد خضع للتعديل من الجانب الإسرائيلي أكثر من مرة، في ظل رقابة عسكرية صارمة على كل ما يُنشر عن الأداء العسكري الإسرائيلي خلال هذه الحرب.

 

خسائر التوغل البري

ومع بدء ما أسماه جيش الاحتلال عمليته البرية داخل قطاع غزة، عاد الحديث عن خسائر في صفوفه بشكل شبه يومي.

وكان جليًا التباين بين الرقم المعلن من طرف الجيش الإسرائيلي، وتأكيدات فصائل المقاومة شبه اليومية على قتل مقاتليها لأعداد أكبر من الجنود المتوغلين وتوثيقها ذلك في مقاطع باتت جزءًا من يوميات هذه الحرب.

هذا إضافة إلى تأكيد المتحدث العسكري لكتائب القسام أبو عبيدة، أن عدد القتلى الإسرائيليين أكبر بكثير مما كشف عنه.

فالحصيلة حتى الآن، كما هو معلن من الجانب الإسرائيلي، أو حسب ما سمحت الرقابة العسكرية بنشره، هي مقتل 70 جنديًا وضابطًا خلال المعارك معظمُهم في شمالي قطاع غزة حيث دارت معارك شرسة.

من جهة ثانية، خسائر الاحتلال لا تقتصر على القتلى من صفوفه فحسب، بل شملت أيضًا ترسانته العسكرية وآلياتها.

فهذه المسألة تخضع كذلك لتعتيم شامل من جانب إسرائيل، لكن المتحدث العسكري باسم القسام أعلن عشية الهدنة استهداف 335 آلية إسرائيلية منذ بدء العدوان، منها 33 دمرت في آخر 72 ساعة قبل بدء الهدنة.

كما دأبت كتائب "القسام" منذ بداية عملية التوغل البري، على نشر مقاطع مصورةٍ لاستهداف مقاتليها دبابات الاحتلال ومركباته الأخرى.

 

53 مليار دولار

ومن جهة أخرى، حذر البنك المركزي الإسرائيلي من عواقب اقتصادية وخيمة، مع استمرار الحرب على قطاع غزة، مؤكدًا أن تكلفة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي بنحو 10% من الناتج الإجمالي المحلي.

وتتوافق توقعات البنك مع تقديرات سابقة للمجلس الاقتصادي الوطني الإسرائيلي الحكومي بأن تصل تكلفة الحرب إلى أكثر من 53 مليار دولار.

وتتضمن التكلفة بنودًا منها نفقات الجيش والتعويضات المباشرة وغير المباشرة للأضرار التي طالت جميع القطاعات، ودفعت تل أبيب إلى إصدار أدوات دين عاجلة.

وبنى بنك إسرائيل توقعاته على افتراض أن تستمر الحرب حتى العام المقبل، وأن تكون على جبهة غزة، دون فتح جبهات أخرى. وانعكست الأزمة الاقتصادية على النشاط الاقتصادي والأسواق المالية.

 

ما تركيبة الجيش الإسرائيلي؟

أما عن تركيبة الجيش الإسرائيلي، الذي واجهته فصائل المقاومة طيلة 49 يومًا في غزة، فتتألف من أكثر من 646 ألف جندي، منهم 173 ألفًا في الخدمة حاليًا، إلى جانب 465 ألفًا من جنود الاحتياط، فضلًا عن 8000 آلاف من القوات شبه العسكرية.

ويصنَّف الجيش الإسرائيلي في المرتبة الـ 18 عالميًا من حيث عددُ القوى العاملة، ونوعية الأسلحة المستعملة.

وهو في المرتبة الـ 17 عالميًا من حيث ميزانية الإنفاق العسكري التي تبلغ نحو 24.3 مليار دولارٍ سنويًا، بحسب تصنيف موقع "غلوبال فاير باور" الأميركي لسنة 2023.

 

القوات البرية الإسرائيلية

وعلى مستوى القوات البرية التي تشكل القوة الضاربة الأكبر داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي من حيث عددُ الجنود، فيزيد عددها على 140 ألف جندي في الخدمة الحالية، كما تمتلك أكثر 1650 دبابة من عدة أنواع متطورة.

وتنقسم القوات البرية بدورها إلى 3 أقسام رئيسة هي:

 فيلق المشاة: يتكون هو أيضًا من 7 ألوية هي لواء عوز، ولواء ناحال، ولواء بيسلماخ، ولواء جولاني، ولواء غيفعاتي، ولواء المظليين، ولواء كفير.

فيلق المدرعات: المكون من 4 ألوية هي لواء باراك المدرّع، واللواء السابع المدرّع، واللواء 401 المدرع، واللواء 460 المدرّع.

فيلق المدفعية: يتكون هذا الفيلق من سلاح الهندسة القتالي وفيلق الاستخبارات القتالي.

 

القوات البحرية الإسرائيلية

وتعزَّز القوات البرية بقوات بحرية تتكون من عدة أساطيل تشمل 67 وحدة بحرية، منها 45 سفينةً دوريةً و5 غواصات إلى جانب 7 فرقاطات.

 

 القوات الجوية الإسرائيلية

كما تُعزّز كذلك بالقوات الجوية التي تمتلك عددًا هائلًا من المُعدّات العسكرية المتطورة بفضل التكنولوجيا العالية التي تمتلكها خاصة طائرات "إف- 35"، وإف - 15"، وإف - 16".

كما تمتلك القوات الجوية الإسرائيلية نحو 600 طائرة حربية، إلى جانب 128 مروحية عسكرية.

هذه الوحدات الجوية، أسهمت بشكل كبير في الدمار الهائل الذي حلّ بقطاع غزة من شماله إلى جنوبه طيلة 49 يومًا من العدوان.