ترفع كتائب عزالدين القسام شعار "صدق الوعد .. وفك القيد" وهو ما حولته المقاومة إلى مقام الفعل والعمل والسعي حتى الآن بعدما أجبرت العدو الصهيوني على إعادة الأسيرات والأطفال إلى ذويهم محررين بيد سجانيهم كما قال الناطق الملثم باسم القسام (أبو عبيدة) بصفقة محتجز صهيوني مقابل 3 من الأسيرات والأطفال.


غير أن مقام الصفقة الأكبر تعني "تبييض السجون" الصهيونية من المعتقلين الفلسطينيين حتى من أعتقلوهم بعد معركة طوفان الأٌقصى والمقدر عددهم في الضفة المحتلة وحدها بنحو 3270 معتقلا بخلاف من اعتقلوهم من غزة إبان التوغل البري الغاشم.


واستعرضت منصات ومواقع فلسطينية بتقارير أسماء أبرز الشخصيات الفلسطينية، المتوقع أن تشملهم عملية التحرير وحيثياتهم في المقاومة، أو لدى الشعب الفلسطيني، على أمل أن يقودوا مشروع تحرير الأرض كما فعلت صفقة الجندي الأسير جلعاد شاليط في 2011 والتي نفذها القيادي الشهيد أحمد الجعبري فولد بها من جديد قائد حركة حماس في غزة بالانتخاب يحيى السنوار والمطلوب الأول اليوم لدى الاحتلال كأحد أصحاب فكرة الطوفان الهادر.


القيادي حسن سلامة

ومن أبرز من عرضت لهم التقارير القيادي في حركة حماس حسن سلامة المولود في عام 1971 في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، والمحكوم بالسجن المؤبد 48 مرة، علاوة على طلب من واشنطن لتل أبيب بتسليمها حسن سلامة، تمهيدا لمحاكمته لديها؛ بحجة وجود عدد من الأميركيين بين قتلى "عمليات الثأر المقدس" التي كان مسؤولا عن تدبيرها.

وعاقبه الاحتلال في محبسه، بالسجن الانفرادي 13 سنة، ولم تنته عزلته إلا بعد أن خاض الأسرى الفلسطينيون إضرابا مفتوحا عن الطعام عام 2012 انتهى برفع العزلة عن كافة السجناء، وخلال سنوات اعتقاله كتب عدة كتب منها: "خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ"، و"ملحمة 14 عاما في زنازين العزل".

وتدرج "سلامة" في "كتائب القسام" وعمل مباشرة مع القائد العام للكتائب محمد الضيف، وانتقل إلى الضفة، حيث واصل نشاطه العسكري انطلاقا من مدينة الخليل، فشارك في تشكيل مجموعات جهادية تابعة لكتائب القسام في الضفة إلى جانب يحيى عياش، الذي اغتاله الاحتلال، فرسم سلامة خطة مسلحة ثأرا له، كبدت الاحتلال خسائر جمة، قتل على أثرها 46 "إسرائيليا" وإصابة العشرات، وحوصرت غزة والضفة من أجل اعتقاله، حيث كان المطلوب الأول على رأس القائمة، إلا أن واعتقل في الخليل في مايو 1996.

إلا أن الاحتلال اعتقله من قبل 5 مرات إدارية منذ 1988 حتى 1992، ومع اعتقال الاحتلال أفراد مجموعته الجهادية، خرج متخفيا من فلسطين عام 1992 وتلقى تدريبات عسكرية في سوريا وإيران وليبيا والسودان. ثم عاد بعد عامين إلى غزة وكانت السلطة الفلسطينية في بداية عهدها، فاعتقلته عام 1994 ومكث في سجونها 6 أشهر.


مروان البرغوثي

ومن أبرز من ستشملهم الصفقة التي يحوم حولها الصهاينة، مروان البرغوثي، المولود في 1958م، بقرية كوبر شمال غرب رام الله، والمعتقل منذ أبريل 2002، والمحكوم بخمسة أحكام بالمؤبد وأربعين عاما، بتهم منها؛ التحريض على قتل عشرات "الإسرائيليين".

وتولي البرغوثي في وقت سابق، أمين سر حركة فتح في الضفة في أبريل 1994، وعضو المجلس التشريعي نائبا عن دائرة رام الله عام 1996.

وعمل البرغوثي بعدد من المسؤوليات السياسية، منها؛ ضابط اتصال لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في عمّان وتونس. تم ترحيله إلى الأردن، لكنه استمر من موقعه بالمنفى عضوا في اللجنة العليا للانتفاضة بمنظمة التحرير، وعمل في اللجنة القيادية لفتح (القطاع الغربي). وانتخب عضوا بالمجلس الثوري لفتح في المؤتمر العام الخامس للحركة، وعمل محاضرا في جامعة القدس في أبو ديس، وانخرط في العمل السياسي مبكرا ونشط في حركة فتح بقيادة الرئيس ياسر عرفات، وكانت إحدى مسؤولياته السياسية الأولى توليه رئاسة مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت.

وتعرض البرغوثي للمطاردة فاعتقل عام 1984 وأعيد اعتقاله عام 1985، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية قبل أن يتعرض للاعتقال الإداري في السنة نفسها. وفي اجتياح إسرائيلي لرام الله، كان "البرغوثي" على قائمة المطلوبين.

 

أحمد سعدات
ولليسار الفلسطيني، يعد القيادي أحمد سعدات رمز من رموز العمل الوطني والمعتقل مع رفاقه منذ 14 مارس 2006 بعدما حاصر جيش الاحتلال سجن أريحا حيث أودعته السلطة الفلسطينية مع انسحاب المراقبون البريطانيون والأميركيونمنه حينها تواطؤا مع الاحتلال، وبدأت محاكمة الرجل، وفي 25 ديسمبر 2008 حكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية بالسجن لمدة ثلاثين عامان بعد اتهامه بالمسؤولية عن العملية الاستشهادية التي وقعت في نتانيا شمال "إسرائيل" في 19 مايو 2002 وأسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 56. 


وسعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، -ثاني أكبر الفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية بعد فتح- في أكتوبر 2001، بعد اغتيال الأمين العام السابق أبو علي مصطفى في أغسطس 2001. وتقلد في مسيرته مسؤوليات متعددة ومتنوعة داخل السجون وخارجها، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية في المؤتمر الرابع عام 1981، وأعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي في المؤتمر الوطني الخامس عام 1993 أثناء وجوده في المعتقل الإداري. كان عضوا في لجنة فرع الجبهة الشعبية في الأرض المحتلة، وصار مسؤولا عن فرع الضفة الغربية منذ عام 1994.

وولد أحمد سعدات في 1953 بالبيرة، والتحق بصفوف العمل الوطني في إطار العمل الطلابي بعد هزيمة يونيو 1967، وبعد عامين انضم لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو العام ذاته الذي اعتقل فيه سجون الاحتلال في فبراير 1969 لمدة ثلاثة أشهر، ثم اعتقل مرات عديدة، أحيانا لفترات قصيرة وأحيانا أخرى لفترات طويلة. واعتقل في سجون السلطة الفلسطينية ثلاث مرات بين العامين 1995 و1996، واعتقلته مجددا في 2002 في الضفة الغربية بتهمة تهريب الأسلحة.

المحكمة العليا الصهيونية أصدرت قرارا بإطلاق سراحه غير أن السلطة الفلسطينية أعلنت رفضها إطلاق سراحه بسبب التهديدات الإسرائيلية باغتياله.


القيادي إبراهيم حامد
ويعتبر القيادي بحركة حماس إبراهيم حامد من الشخصيات الوازنة في سجون الاحتلال، ومن كبار مثقفي الحركة الفلسطينية الأسيرة، وقد كتب عددًا من الإصدارات تركَّزت في مجملها على القضية الفلسطينية ومحطاتها المختلفة وتاريخ الحركة الوطنية ورجالاتها والمشروع الصهيوني.

ومن أولى مؤلفاته كتاب شعارات الانتفاضة دراسة وتوثيق (مشترك مع طارق محمد، 1993)، وكتاب قرية زرعين (1994)، كما كتب عددًا من الدراسات والأبحاث والمقالات التحليلية في أكثر من مجلة فلسطينية وعربية متخصصة.

وتعتبره حماس واحدا من أهم القيادات العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فهو قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة. بدأت مطاردته عام 1998، واعتقل عام 2006 ثم نُقل إلى التحقيق بشأن مسؤوليته المباشرة في تخطيط وتدبير عمليات أدّتْ إلى مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين.

واعتقل حامد من الاحتلال للمرة الأولى عام 1989، ومرة أخرى عام 1994، واعتقله جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة عام 1998 وتعرَّض لتعذيب قاسٍ، وبقي في سجونه حتى بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، وقام الاحتلال بهدم منزله واعتقال زوجته مدة ثمانية أشهر في محاولة للضغط عليه، ثم إبعادها مع طفليها إلى الأردن، ومداهمة بيت العائلة عدة مرات واعتقال إخوانه وأبنائهم والتحقيق معهم، كما تعرّض لأكثر من محاولة اغتيال.

من أبرز العمليات التي يتهم حامد بالمسؤولية عن التخطيط والإعداد لها داخل إسرائيل عملية مقهى “مومنت” التي نفذها الشهيد فؤاد الحوراني في القدس الغربية بتاريخ 9 مارس 2002 وأدت إلى مقتل 15 إسرائيليا وإصابة نحو تسعين آخرين بجراح.

ومن العمليات المتهم بتدبيرها أيضا عملية مقصف الحقوق في الجامعة العبرية في القدس، وهي الأولى من نوعها وتمت بتفجير عبوة ناسفة موجهة عن بعد بواسطة جهاز خلوي، وليس بواسطة استشهادي، وذلك ظهر 31 يوليو 2002. وأدت في حينه إلى مقتل 9 "إسرائيليين" وإصابة ما يزيد على 70 آخرين.


القيادي بسام السعدي

وأمضى بسام السعدي القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، حتى الآن ما يزيد على 15 عاما مجتمعة في سجون الاحتلال. وتعرض منزله للقصف بغارة صهيونية في معركة مخيم جنين (مسقط رأسه) أبريل 2002. وكانت المحطة الأصعب بالنسبة للسعدي استشهاد ولديه التوأم (16 عاما) خلال مواجهات في مخيم جنين، الأول هو عبد الكريم الذي استشهد بداية سبتمبر عام 2002، وإبراهيم الذي لحق به بعد شهرين فقط، وكانا عضوين نشطين في صفوف حركة الجهاد. كما استشهدت والدته بين يدي الجنود حين أخبروها -كذبا- بقتل ابنها وأن عليها معاينة الجثة، فصدمت وتوفيت على الفور.

وفي أغسطس 2022، اعتقل الاحتلال "السعدي" مجددا واعتدت عليه، وصعدت "الجهاد الإسلامي" في غزة بالمقابل، حيث يوصف بالقيادي السياسي البارز بالحركة. وشنّت خلاله "إسرائيل" غارات على قطاع غزة دامت 3 أيام؛ واستشهد خلالها 46 من الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء.


وولد "السعدي" عام 1960، وانضم "السعدي" ل"الجهاد الإسلامي" ونشط في صفوفها، قبل إبعاده نهاية عام 1992 مع 415 فلسطينيا من حركتي حماس والجهاد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، وهناك برز اسمه.


ولا يعرف للسعدي دور تنظيمي محدد داخل حركته. وتقول "إسرائيل" إنه مسؤول الحركة في شمال الضفة الغربية. أما جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، فأعلن -وقت اعتقاله الأخير- أن السعدي "عمل بجهد أكبر في الأشهر الأخيرة لإحياء أنشطة الجهاد الإسلامي، إذ كان وراء إنشاء قوة عسكرية كبيرة للتنظيم في الضفة بشكل عام، وفي جنين بشكل خاص".


والشيخ بسام السعدي شخصية اجتماعية ورجل إصلاح، يحظى بعلاقة قوية مع كل مكونات وفصائل جنين، وتكرر اعتقاله “إداريا” بموجب ملف سري وبدون تهمة محددة أو محاكمة.


الموسوعي عبد الله البرغوثي

وبحسب "مركز الإعلام الفلسطيني" ولد القيادي عبد الله البرغوثي في الكويت عام 1972، وانتقل للعيش في الأردن بعد حرب الخليج الثانية عام 1990، وحمل الجنسية الأردنية، قبل أن يلتحق بإحدى الجامعات الكورية الجنوبية ليدرس الهندسة الإلكترونية 3 سنوات، وكانت سببا في تعلمه صناعة المتفجرات، لم يكمل دراسته بسبب حصوله على تصريح دخول إلى فلسطين.

ودخل إلى فلسطين أول مرة عام 1997، والتحق بالعمل المقاوم ضد إسرائيل، مع بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، وأصبح مهندس العمليات الفدائية في فلسطين، واعتقل لمدة شهر من قبل جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، بعد تنفيذ أول عملية في مطعم “سبارو” في تل أبيب في أغسطس عام 2001، والتي قتل فيها 15 "إسرائيليا"، وأصيب عشرات آخرون.


وطارده الاحتلال الإسرائيلي بعدها لمدة سنتين، واستطاع تجهيز استشهاديين فلسطينيين لتنفيذ عمليات تفجيرية في مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة (48)، ومدينة القدس.

وانقطع البرغوثي عن عائلته لمدة 20 يوما، ووصل إلى العائلة لينقل ابنه لأحد الأطباء في مدينة البيرة، قبل اعتقاله بالصدفة من قبل قوات خاصة إسرائيلية، وتم نقله للتحقيق لمدة 3 أشهر متتالية، ذاق فيها كل أصناف التعذيب النفسي والجسدي، وتم عرضه على المحكمة العسكرية مرتين فقط.

وفي المحاكمة الثانية، حضر عشرات من عائلات القتلى الإسرائيليين، وحُكم عليه كأطول حكم في تاريخ الاحتلال، بل إن آخرين وصفوه بأنه أطول حكم لأسير في التاريخ، وسط تهديدات من أهالي القتلى بالانتقام منه.

نُقل مباشرة إلى العزل الانفرادي، وتنقل خلالها بين عدة سجون، وبقي معزولا لمدة 10 سنوات، لقب بـ”أمير الظل”، بعد أن ألّف كتابا من محبسه بعنوان “أمير الظل”، يتحدث فيه عن حياته منذ ولادته وتنقله من الكويت إلى الأردن وكوريا الجنوبية وفلسطين، وتفاصيل عمليات المقاومة التي نفذها برفقة شهداء وأسرى آخرين، ووصف في الكتاب كيف كان يُدخل المتفجرات عن طريق الحواجز العسكرية الإسرائيلية، وكيف قام بتنفيذ عمليات تفجير عن بعد، وتفاصيل دقيقة أخرى.

تفاجأ الاحتلال عام 2015 عندما اتصل البرغوثي من محبسه بإحدى الإذاعات المحلية في قطاع غزة، ووجه رسالة لكتائب القسام بعدم التسرع بإبرام صفقة تبادل أسرى، الأمر الذي كان سببا في إعادته إلى العزل والتحقيق مرة أخرى.

ألّف البرغوثي عدة كتب منها “أمير الظل”، وعدة روايات أبرزها “الماجدة” و”المقصلة”. كما حصل خلال سنوات اعتقاله على شهادة البكالوريوس بتخصص التاريخ من جامعة الأقصى، وماجستير علوم سياسية من جامعة الأمة، وماجستير دراسات إقليمية من جامعة القدس، وحصل على دكتوراه فخرية، من إحدى الجامعات المغربية.

 

العميد عباس السيد 
واعتقلت "إسرائيل" القيادي عباس السيد ابن طولكرم بتاريخ 8 مايو 2002 بعد مطاردة طويلة كان قد تعرض خلالها لعدة محاولات اغتيال، وحكمت عليه بالسجن لمدة مئات السنين. تولى في السجن رئاسة الهيئة العليا لأسرى حماس بكافة السجون الإسرائيلية، ويعتبر من أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية، ووضعته إسرائيل ضمن المرتبة الأولى لقائمة أخطر الأسرى الفلسطينيين، وهو صاحب فكرة إنجاب الأسرى عن طريق تهريب النطف.

وأبرز عملياته "عيد الفصح" حيث تتهمه إسرائيل بقيادة عدة عمليات حدثت ضدها أدت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين وإصابة مئات آخرين، وتعد "عيد الفصح"  أضخم عملية تفجيرية تحدث في تاريخ إسرائيل، والتي على إثرها أطلقت إسرائيل عملية الدرع الواقي العسكرية.

في شهر مارس 2012، وحيث الذكرى السنوية لمجزرة عيد الفصح، تعرض الأسير عباس السيد لمحاولة قتل على أيدى السجانين الذين اقتحموا زنزانته، واعتدوا عليه بالضرب في المناطق العلوية، قائلين له أثناء الاعتداء عليه: "هذا من أجل فندق بارك.. هذا انتقامًا لقتلى نتانيا"، وأصيب "السيد" حينها بجراح، وأغمي عليه ونقل للمستشفى. وقال "السيد" خلال رسالة إلى وزارة الأسرى الفلسطينيين إنه "نجى من الموت بأعجوبة شديدة".

في 2019، قررت إسرائيل عزل عباس السيد كعقاب له، بعد أن اكتشفت حدوث مكالمة هاتفية داخل السجن بينه، وبين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.


وجرت المكالمة الهاتفية بحضور مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف الذي كان حاضرًا وقتها بجانب هنية، وقد استمع المبعوث الأممي ملادينوف من عباس السيد بشكل مباشر.

وولد عباس السيد عام 1966 في مدينة طولكرم، وهو قائد عسكري وسياسي فلسطيني، يعد من كبار القادة السياسيين لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وهو أحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية.


رجال تحرروا بالصفقات:

وسبق أن وعدت كتائب القسام وقوى المقاومة الصادقة الأسرى بتحرير الأسرى ووفت وأعادتهم لذويهم، منتصرين على سجانيهم وتحديا لأحكامهم التي بلغت في بعضها آلاف السنين.

 

الشيخ أحمد ياسين
ومن أبرز من تحرر بصفقات التبادل، الشيخ المجاهد أحمد ياسين وهو من أعلام الدعوة الإسلامية في فلسطين، ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وزعيمها منذ تشكلت في 1987م، خلال الانتفاضة الأولى، حيث شارك في تأسيسها ثم زعيمها الروحي حتى استشهاده، بعدما قصفته الطائرات أثناء عودته على كرسيه المتحرك بعد أداء صلاة الفجر بمسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله في 2004م.

واعتقل الشيخ في 1982م واتهم بتشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، حكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما، لكن أطلق سراحه عام 1985 في صفقة تبادل الأسرى مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المعروفة إعلاميًّا بصفقة جبريل.


واعتقل مرة أخرى في 1989م في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على الجنود والمستوطنين واغتيال العملاء.

وأصدرت محكمة إسرائيلية حكماً بسجنه في 1991م؛ مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

وفي عام 1997م أُفرج عنه بموجب اتفاقٍ جرى التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل على إثر العملية الفاشلة التي قام بها الموساد في الأردن، والتي استهدفت حياة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك.

واستشهد أحمد ياسين في هجوم صاروخي شنته طائرات الاحتلال عليه وعلى من معه من مساعدين. و

تمتع الشيخ أحمد ياسين بموقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، مما جعل منه واحداً من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن العشرين. 


يحيى السنوار

وبعد 22 عاما في سجون الاحتلال، خرج يحيى السنوار في 2011 بصفقة الجندي جلعاد شاليط، التي كان على رأس إنفاذها؛ الشهيد القائد أحمد الجعبري، ويقود السنوار الآن حركة حماس في غزة. وتقول “إسرائيل” إنه المخطط الأول برفقة محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، لعبور 7 أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة، والذي أودى بحياة مئات الجنود والمستوطنين وأوقع العشرات منهم في الأسر.

والسنوار من أعضاء حركة حماس الأوائل، أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارا بـ (مجد)..

وفي سبتمبر 2015، أدرجت الخارجية الأمريكية يحيى السنوار على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين”، وانتُخب السنوار عام 2017، قائدا لحركة حماس في قطاع غزة. وفي مارس 2021، تم انتخابه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات؟


وولد السنوار، في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962، ومن هذه السنوات الـ61، قضى في السجون "الإسرائيلية" معظم سنوات شبابه.

في عام 1982 أُلقي القبض على السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في أنشطة تخريبية"، وفي عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية على السنوار بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاما).


محمود بكر حجازي
في عام 1969، نجح الثوار في اختطاف الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز، وبعد مفاوضات استمرت نحو عامين أُبرمت صفقة مع إسرائيل تم تنفيذها في يناير 1971، وأفرجت إسرائيل بمقتضاها عن الفلسطيني محمود بكر حجازي، مقابل الجندي فايز.

وأجريت عملية التبادل في رأس الناقورة برعاية الصليب الأحمر، وتوجه بعدها حجازي إلى لبنان، وعاد إلى غزة بعد اتفاق أوسلو عام 1994، في عام 2009، فاز بانتخابات "المجلس الثوري الفلسطيني" التي عُقدت أثناء المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم وصار عضوًا فيه، وتُوفي في 22 مارس 2021 في مدينة رام الله.

وولد ونشأ "حجازي" في مدينة القدس، أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وقع في الأسر خلال تنفيذه مع فدائيين آخرين عملية “عيلبون” في 18 يناير 1965م، حيث اشتبك مع قوات الاحتلال وأمّن انسحاب أعضاء مجموعته الخمسة، وقد أصيب بجراح وقع إثرها في الأسر، وحُكم عليه بالإعدام.

 

ليلى خالد

ونفذت عمليتي خطف طائرتين، الأولى عام 1969 وانتهت بنجاح وأدت إلى عملية تبادل أسرى، ثم قامت بعمليات تغيير لملامح وجهها حتى لا يعرفها أمن المطارات، ونفذت عمليتها الثانية عام 1970، وانتهت بفشل أدى إلى قتل شريكها بالعملية واعتقالها ما يقارب شهرا ليفرج عنها بصفقة تبادل أسرى.

واستمرت ليلى في نضالها وعملها في الجبهة الشعبية وفي عدة أماكن، فداء لقضيتها، وتنقلت بين عدة بلدان، ولم تعرف الاستقرار إلا بعد زواجها وانتقالها إلى سوريا ثم إلى العاصمة الأردنية عمان عام 1992، حيث اكتفت بالعمل السياسي مع الجبهة هناك.

وتصر ليلى على استمرار عملها وترفض التقاعد حتى تعود إلى حيفا (مسقط رأسها)، وتعرب في كل المقابلات التي تجريها عن إصرارها على ما فعلته وعدم ندمها على أي شيء منه، وكتب عنها زوجها فايز رشيد كتابا بعنوان “ليلى خالد في عيون بعض حرائر وأحرار العالم”، وقد صدر في بيروت عام 2021.

وولدت ليلى خالد في 1944م، وهاجرت إلى مدينة صور اللبنانية مع بداية النكبة، عاشت في مخيمات اللجوء وانضمت إلى المقاومة مبكرا.

 

نائل البرغوثي

ونائل صالح البرغوثي، أقدم أسيرٍ فلسطيني في سجون الاحتلال، ويُطلق عليه البعض لقب أبو اللهب، نظرًا لشخصيته القيادية الثورية، أما الأسرى فيُسمونه أبو النور، كما يُلقب بعميد الأسرى الفلسطينيين.

اعتُقل نائل للمرة الأولى في 18 ديسمبر 1977 وحُكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر، وأُعيد اعتقاله بعد 14 يومًا من الإفراج عنه بتهمة مقاومة الاحتلال برفقة ابن عمه فخري البرغوثي وشقيقه عمر البرغوثي (أبو عاصف)، ليصدر بحقهما حكمٌ بالسجن المؤبد و18 عامًا.

وأُفرج عن نائل ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وذلك بعد 33 عامًا داخل السجن، وبعد تحرره تزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع في 18 نوفمبر 2011، وكانت قد اعتُقلت سابقًا في عام 1987 وأُفرج عنها في فبراير 1997. فرض الاحتلال الإسرائيلي عليه الإقامة الجبرية، حيث مُنع من الخروج من مُحيط مدينة رام الله وقراها، حيث كان يقطن في قرية كوبر شرق رام الله حيث ولد في 23 أكتوبر 1957.

والتحق نائل فيما بعد بجامعة القدس المفتوحة لدراسة التاريخ ولكن أُعيد اعتقاله 8 يونيو 2014، وذلك بعد خطابٍ ألقاه في جامعة بيرزيت، حكم عليه بالسجن 30 شهرا، ورفض الاحتلال الإفراج عنه بعد قضائه مدة محكوميته وأعاد حكمه السابق، أي المؤبد و18 عاما بدعوى وجود ملف سري.

 

أحلام التميمي

بدأت أحلام النضال في صفوف كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أثناء انتفاضة الأقصى عام 2000، لتكون أول امرأة تلتحق بالكتائب.

وقضت أحلام التميمي في السجون الإسرائيلية 10 سنوات بعد أن حكم عليها بالسجن المؤبد 16 مرة، غير أن "إسرائيل" أفرجت عن أحلام وسلمتها إلى الأردن يوم 18 أكتوبر 2011، ضمن الدفعة الأولى لصفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة حماس.

وفي 14 مارس 2017، طالبت وزارة العدل الأميركية الحكومة الأردنية بتسليم الأسيرة المحررة حاملة الجنسية الأردنية، وذلك بعد أن وضعها مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) على رأس لائحة “الإرهابيين” المطلوبين بتهمة المشاركة في تفجير مطعم إسرائيلي عام 2001 قتل فيه أميركيان. وتواجه الأسيرة المحررة عقوبة السجن مدى الحياة إذا اعتقلت وحوكمت في الولايات المتحدة.


وقادت التميمي (المولودة بالزرقاء الأردنية في 1980م)، العملية الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي عز الدين المصري في مطعم سبارو بالقدس المحتلة يوم 9 أغسطس 2001، وأسفرت عن مقتل 15 إسرائيليا، واعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم 14 سبتمبر من نفس العام، بعد اقتحام منزل والدها في قرية النبي صالح حيث تعود جذور عائلتها إلى قرية فلسطينية في مدينة رام الله.