نعى إعلاميون وكتاب من غزة والعالم العربي (أبو محمد) مصطفى الصواف الذي اغتالته يد العدوان الصهيوني لترفع أعداد شهداء الصحافة في فلسطين وغزة إلى نحو 68 صحفيا منذ بدء العدوان في اليوم التالي لطوفان الأقصى معركة 7 أكتوبر الماضي.
وقال الإعلامي والأكاديمي السعودي د.أحمد بن راشد بن سعيّد عبر حسابه @LoveLiberty_2 : "استشهد الصحافي والكاتب، مصطفى الصوّاف، ونحو 30 من أفراد عائلته في قصف صهيوني جبان على منزلهم، بحيّ التفّاح، شرقي مدينة غزة، فجر السبت. وكان من بين الشهداء زوجته واثنان من أبنائه وأطفالهما. كما أُصيب ابنه، منتصر، المصوّر بوكالة الأناضول، بجروح متوسّطة في وجهه".
وأضاف أن ".. الشهيد مصطفى أحد أشهر الإعلاميين والمحلّلين الفلسطينيين، وله مئات الكتابات والمقابلات الرصينة المتعلّقة بمعركة الأمّة مع العدو الصهيوني. رحم الله أبا محمد، وجمعنا به في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر".
أحد أشهر الإعلاميين والمحللين الفلسطينيين
ويعد الصواف أحد أشهر الإعلاميين والمحللين الفلسطينيين، وله مئات الكتابات والتحليلات الخاصة بالشأن السياسي الفلسطيني.
وتستهدف قوات الاحتلال الصحفيين، ضمن محاولاتها في طمس الحقائق وكبح جماح التغطية الصحفية لتطورات الحرب على القطاع المحاصر، حيث يتصاعد استهداف المدنيين في المدارس والمخيمات والمستشفيات.
وهو مصطفى حسني محمود صواف إعلامي فلسطيني، درس الإعلام في جامعة القاهرة، ويعد من أقدم الإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة، مارس مهنة الإعلام منذ ثمانينات القرن الماضي، عمل مراسل ومحرر صحفي لعدد من وسائل الإعلام المختلفة، فلسطينية، وعربية، وعالمية، أهمها مراسلة شبكة بي بي سي، ومدير مكتب صحيفة النهار المقدسية في تسعينات القرن الماضي.
و(أبو محمد) كما يكنى، مؤسس ورئيس تحرير سابق لأول صحيفة يومية تصدر من قطاع غزة، يعد خبيراً في الشأن الفلسطيني، وفي شؤون المنظمات الفلسطينية، له مئات الكتابات والتحليلات الخاصة بالشأن السياسي والفلسطيني، ويكتب عموده اليومي في صحيفة فلسطين التي تخرج من قطاع غزة، ويدير حالياً مكتب الجيل للصحافة والنشر في غزة.
ولفتت موسوعة (ويكيبيديا) إلى أن الحكومة والمخابرات الإماراتية أدرجته على قوائم المطلوبين لديها بعد ان وصف شيوخ الإمارات بالصبية واتهم أوباما بالتخطيط لضرب سوريا خدمة لإسرائيل.
واستشهد إثر قصف إسرائيلي استهدف منزله صباح يوم السبت 18 نوفمبر 2023، وقال موقع يسكين العبري إن الصواف "أبرز "صحفي" في قطاع غزة"، مشيرة إلى أنه عضو في المكتب السياسي لحركة حماس. وفي الوقت نفسه كان يعمل في وسائل إعلام مختلفة في العالم العربي، وفي الماضي كان يعمل في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)
على خطى نزار ريان
الكاتب والصحفي الفلسطيني إبراهيم المدهون من غزة قال عبر @ibmadhun: "استشهد مصطفى الصواف الصحفي السياسي الانسان الراقي، صاحب المقال اليومي والأسبوعي الذي زينت كلماته الثابتة صحيفة الرسالة في الصفحة الخامسة وكان مقالي بالصفحة الرابعة، لنتقابل مع كل عدد من الصحيفة لسنوات.
وأضاف، "استشهد واعتقد أن هذه أسمى أمانيه بعدما قصف هو وعائلته وانتقلوا دفعة واحدة لجنة ورضوان ورب راض غير غضبان، فقد تحققت أمنيته، التقيه بشكل دوري فقد كان بيننا ود متصل، فنشرب القهوة معا ويأتي بعض الأصدقاء من الكتاب والمتابعين، فيكون رأيه مغاير ويبتسم بهمهمات لطيفة معلقا على كل كلمة تقال، عملت معه بالمكتب الإعلامي في في 2007 طوال سنوات حتى انتقل لصحيفة فلسطين فأسسها كرئيس تحرير، وبناها طوبة طوبة، وادارها بمهنية واحترافية تراعي الحس الوطني كأولوية والقيم والمسؤولية الأخلاقية، يدقق في كل كلمة، وانتقل بعد تقاعده للكتابة الحرة والظهور كمحلل سياسي، وكنت استأنس بتحليلاته وكتاباته، ونتناقش كثير منها بالساعات، رحل أبو محمد مودعا الدنيا تاركا الأثر اللطيف في قلوبنا".
وعن أمنية الشهادة لدى مصطفى الصواف، قال "المدهون": ".. أعتقد أنك فرح بهذه النهاية العظيمة التي تشبه استشهاد الدكتور نزار ريان، فاذكر يوم قلت ما اعظم مشهد الدكتور نزار ريان، هذه نهايات عظيمة، فصدقت الله فصدقك، اليوم ترحل بأحداث عظام وبطريقة اسطورية انت وعائلتك. رحم الله شهداء شعبنا في طوفان الأقصى.".
مقدمات طوفان الأقصى
ونشر الأكاديمي أحمد بن راشد بن سعيّد مجددا عنه واستدعى له مقال نشرته مجلة المجتمع في 9 أغسطس الماضي، بعنوان: “الساحة الفلسطينية تقترب من معركة وعد الآخرة”، وأعاد نشره بتصرّف.
يقول "الصواف":
“هل اقتربت الساحة الفلسطينية من معركة “وعد الآخرة” التي تُعِدُّ لها العُدّة، ويعمل لها، في الوقت نفسه، الصهاينة واليهود المستوطنون تحت مسمّى “حرب يأجوج ومأجوج”؟
واقع الحال يشير إلى ذلك، فضلاً عمّا يجري من محاولات لتصفية المقاومة على كل الصُّعُد، وأوّلها الصهيوني والأوسلوي في الضفّة، من خلال الاغتيال والملاحقة الأمنية والاعتقالات، سواء ما تمارسه سلطة أوسلو، أو ما يمارسه الاحتلال بالشراكة والتوافق، وما لقاء حسن الشيخ ورئيس “الشاباك” عمّا يجري ببعيد.
من علامات ما نتحدّث عنه الوهم الذي يحضّره الاحتلال ومستوطنوه بشأن “البقرات الحمراء” والصلوات التلمودية في ساحات المسجد الأقصى، وهي تحضير لما يفكّر به الاحتلال والصهاينة من الانقضاض على المسجد الأقصى بالعمل على هدمه وإقامة الهيكل المزعوم. يظنُّ الاحتلال أنّ بمقدوره تنفيذ ما يخطّط له في ظلّ ملاحقة المقاومة والعمل على اجتثاثها، فضلاً عمّا جرى ويجري من تطبيع مع دول عربية.
هذه التحضيرات الصهيونية اليهودية الرامية لإشعال حرب دينية ساحتها فلسطين، تحتّم علينا نحن الفلسطينيين أن نكون متيّقظين مستعدّين بكل الإمكانات، على قلّتها، من سلاح وتدريب ومتابعة وإعداد لمعركة فاصلة مع هذا العدو الذي يخشى المقاومة الفلسطينية أكثر من أيّ جهة أخرى، ثمّ العمل على الحشد والرباط في المسجد الأقصى وحوله بكلّ ما لدينا، رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً، لأن هذا الحشد والرباط خطّ الدفاع الأول، وعلينا أن نتحمّل نتائجه. ولتنذكّر أنّ العدو لن يدّخرَ وُسْعاً في ارتكاب كل جريمة من قتل وحرق وتدمير، وهو ما يوجب علينا أن نواجهه باللغة التي يفهمها، وهي القوة. يجب أن نكون له بالمرصاد، فالقوّة وحدها لن تمكّنه من تحقيق ما يسعى إليه.
إن تحرّكنا ودفاعنا وقوّتنا وصمودنا، كل ذلك سيدفع العرب والمسلمين إلى التحرّك لنصرتنا ونصرة الأقصى، وعندها ستكون المعركة التي تكتب نهاية الاحتلال ونهاية متطرّفيه ومستوطنيه، وستكون معركة وعد الآخرة هي المعركة الفاصلة التي ستضع الأمور في نصابها، وتعيد الحق إلى أصحابه، وسيكون وعد الله هو النافذ والمحقَّق.
نسأل الله أن يمكّنَنا من نصر دينه، ورفع رايته، ويمكّننا من عدوّنا وأعوانه، وأن يُحِقَّ الحقَّ بكلماته، ويقطعَ دابر الكافرين”.
https://twitter.com/LoveLiberty_2/status/1726313335094735169