في إطار نفيها الكذبات الصهيونية، بشأن عثورها على أسلحة بمستشفيات مجمع الشفاء وأنفاق تخص الحركة، شككت أكبر صحيفتين من الصحف الامريكية بما نقلته وقالتا نيويورك تايمز وواشنكن بوست (بشكل غير مباشر) إن "اسرائيل" تكذب وتتحرى الكذب وأن مستشفى الشفاء ليس به نشاط عسكري.


يشار إلى أن نيويورك تايمز (رغم انحيازها للراوية الصهيونية في غالبية التغطية) سبق أن أكدت أن الصاروخ الذي استهدف المستشفى الأهلي المعمداني لم يكن من داخل غزة بل من الجانب الصهيونية وغاراتها المكثفة الجوية والبرية.


ونبدأ من صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية التي نقلت عن دبلوماسي أوروبي، الخميس 16 نوفمبر 2023، أن غياب دليل على وجود نشاط عسكري بمجمع الشفاء الطبي، دفع الغرب إلى الضغط لوقف القتال في قطاع غزة المستمر منذ 41 يوماً.

وقال الدبلوماسي (الذي لم تكشف عن اسمه) إن تل أبيب كانت تأمل أن يؤدي اقتحام مستشفى الشفاء إلى ظهور أدلة دامغة على وجود نشاط مسلح كبير.

وأشار (الدبلوماسي) إلى أن غياب دليل واضح على وجود نشاط عسكري في مجمع الشفاء دفع الحلفاء الغربيين، وضمنهم الولايات المتحدة الأمريكية، إلى زيادة الضغط على إسرائيل من أجل قبول وقف القتال.

صحيفة نيويورك تايمز عبر تقرير لها  @NYTimes كذبت أيضا الرواية الصهيونية وقالت إن جيش الاحتلال لم يجدوا شيئا بالمستشفي أو تحتها (أنفاق أو مدينة تحت الأرض).

وقال الصحيفة الامريكية إن "الصور التي عرضتها "إسرائيل" من مستشفى الشفاء في مدينة غزة لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، ولا تزال لم تثبت وجود عملية حماس المترامية الأطراف التي قالت إن المستشفى يخفيها".


روايات أخرى مكذبة

وزعم الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، أن “حماس” تستخدم المبنى الأرضي من المستشفى كمركز قيادة وأنها تخفي الأسرى الإسرائيليين هناك.
وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش)، الخميس، إن الصور التي نشرتها "إسرائيل" لأسلحة، تقول إن جنودها عثروا عليها داخل أكبر مستشفى في قطاع غزة ليست كافية لتبرير إلغاء وضع المستشفى باعتباره محمياً بموجب قوانين الحرب.

ولوكالة "رويترز" المنحازة أيضا للصهاينة، قال لويس شاربونو مدير قسم الأمم المتحدة في "هيومن رايتس ووتش": "المستشفيات تتمتع بحماية خاصة، بموجب القانون الإنساني الدولي. يجب السماح للأطباء والممرضات وسيارات الإسعاف وغيرهم من العاملين بالمستشفيات بالقيام بعملهم، ويجب حماية المرضى".


وأضاف: "لا تفقد المستشفيات تلك الحماية إلا إذا أمكن إثبات ارتكاب أعمال ضارة من داخل مبانيها. ولم تقدم الحكومة الإسرائيلية أي دليل على ذلك".


وكان جيش الاحتلال زعم الخميس 16 نوفمبر بعد عدم عثوره على ما يدين حركة “حماس” الفلسطينية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، أنه تم "إخفاء الأدلة"!

وزعمت إذاعة جيش العدو أن "اقتحام مجمع الشفاء الطبي .. نشاط معقد ومستمر ومتطور تقوده وحدة خاصة، ويتم اكتشاف معلومات جديدة في كل وقت".


وادعت أنه "يجب أن نتذكر أن حماس، منذ اللحظة التي تم فيها الكشف عن المستشفيات قبل بضعة أسابيع، عملت على إخفاء بناها التحتية وإخفاء الأدلة".


يشار إلى أن الاقتحام الأول لجيش العدو الصهيوني كان فجر الأربعاء، بينما كان المجمّع لا يزال يحتضن مرضى ومصابين ونازحين، إضافة إلى ازدحام ساحته الخارجية بجثامين عشرات القتلى جراء الغارات الإسرائيلية.

ويتعرض مجمّع الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لقصف إسرائيلي وحصار، منذ وقت مبكر على مدار الـ 42 من عمر العدوان الصهيوني على غزة، بزعم وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين، وهو ما نفته مراراً حركة حماس والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة مرارا ومن خلال عدة قادة بالحركة.

وتأسس مجمع الشفاء الطبي عام 1946، ويعمل فيه 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله، ويحتوي على 500-700 سرير، وهو تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، وأكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة.


ومنذ 42 يوماً، يشن جيش الاحتلال حرباً مدمرة على غزة، خلّفت نحو 12 ألفاً شهيد، بينهم 5 آلاف طفل ونحو 3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.