د. خالد حمدي

على ذكر رسائل العزة التي نسمعها من الرجل (إياه)…
وجدت أن لها أصلا في السيرة النبوية، وخاصة في غزوة الخندق…
فقد كان أبو سفيان يرسل برسائل يقصد من ورائها إضعاف الروح المعنوية للمسلمين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليه برسائل أقوى منها… ليعلمه أن المسلمين رقم قلة عددهم قياسا إلى عدد جيشه، إلا أن معنوياتهم وروحهم أقوى مما يتصور…
وإليكم نموذجا من هذه الرسائل لتعلموا أن صاحبنا(إياه) ومن معه يدرسون السيرة جيدا، ويوظفونها في الأحداث أيما توظيف..
١-رسالة أبي سفيان:
أرسل أبو سفيان رسالة مكتوبة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم – جاء فيها :
" باسمك اللهم، فإني أحلف باللات والعزى.. وأساف ونائلة وهبل، لقد سرتُ إليك في جمع وأنا أريد أن لا أعود إليك أبداً حتى أستأصلكم، فرأيتك قد كرهت لقاءنا واعتصمت بمكيدة ما كانت العرب تعرفها، وإنما تعرف ظل رماحها وشبا سيوفها، وما فعلت هذا إلا فراراً من سيوفنا ولقائنا، ولك مني يوم كيوم أحد" .
٢-رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان:
أرسل له رسول الله -صلى الله عليه وسلم - رسالة قال فيها:
" بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى صخر بن حرب، فقد أتاني كتابك، وقديماً غرك بالله الغرور. أما ما ذكرت أنك سرت إلينا وأنت لا تريد أن تعود حتى تستأصلنا، فذلك أمر يحول الله بينك وبينه ويجعل لنا العاقبة، وليأتين عليك يوم أكسر فيه اللات والعزى وأسافاً ونائلة وهبل، حتى أذكرك ذلك يا سفيه بني غالب "[ الحلبي : السيرة الحلبية 2/ 628]
جميل أن نعيش السيرة بأدق تفاصيلها ومعانيها في هذه الأيام.
استمتعوا.