كانت الفاجعة التي أصابت الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في غزة بالغة، وسيطرت على وسائل الإعلام مساء الأربعاء بعد أن تلقى على الهواء خبر اغتيال قوات الاحتلال زوجته وابنه وابنته في قصف عنيف على منزل نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع.

"الدحدوح" حاول التماسك قدر إمكانه أمام تلك الكارثة التي ألمت بعائلته فقال فور استماعه للخبر: ""من الواضح أن مسلسل استهداف الأطفال والنساء والمدنيين مستمر، وكنت تحدثت عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت كل المناطق، بما فيها منطقة النصيرات، وكانت تراودنا بعض الشكوك بأن الاحتلال الإسرائيلي لن يترك هؤلاء دون عقاب، ومع الأسف هذا الذي حدث، وهذه هي المنطقة التي قال عنها الاحتلال "الأخلاقي" إنها آمنة".

وأضاف أن "القصف الإسرائيلي استهدف عائلتي في منطقة بعيدة عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلاءها"، وقال "بينتقموا منا بالأولاد، دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال".

وأشار مراسل الجزيرة إلى أنه كان يوجد في المبنى المستهدف أكثر من 100 شخص، بينهم عدد كبير من أفراد عائلة الدحدوح، وأن القصف استهدف عائلتي الدحدوح وعوض، ولا يزال عدد من أفراد العائلتين في عداد المفقودين.

ويشير موقع "الجزيرة نت" إلى أن "الدحدوح تميز بتغطية دقيقة للقصف الإسرائيلي والمجازر العديدة التي يرتكبها في عدوانه المتواصل على قطاع غزة، ونقل حجم الدمار والاستهداف الواضح للمدنيين العزل في القطاع". وأنه "يغطي من مكتب الجزيرة في غزة الغارات الإسرائيلية المتواصلة حين تفاجأ بغارة على المنطقة التي لجأت إليها عائلته في جنوب وادي غزة، وهي ضمن المناطق التي طلب الاحتلال من السكان التوجه إليها".

ولجأ أفراد عائلة الزميل الدحدوح إلى مخيم النصيرات جنوب قطاع غزة بعد أن ارتأى أنه لن يتمكن من التفرغ لهم وسط القصف المتواصل وعمله الدؤوب في تغطية العدوان.

وكان الاحتلال طلب من الفلسطينيين في القطاع النزوح جنوبا لتجنب القصف، لكن القصف الإسرائيلي لحق بهم إلى هناك، مما يؤكد مرارا أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع.


من جانبها تقدمت شبكة الجزيرة بالعزاء للزميل المراسل في قطاع غزة وائل الدحدوح باستشهاد أفراد من عائلته في قصف إسرائيلي يضاف إلى المجازر العديدة للاحتلال في قطاع غزة، كما أدانت الشبكة الاستهداف العشوائي وقتل المدنيين في القطاع، وحثت المجتمع الدولي على التدخل لوضع حد "لهذه الهجمات الهمجية وحماية أرواح الأبرياء".

وقالت الشبكة إنها تتقدم بخالص العزاء وعظيم المواساة للزميل وائل الدحدوح بعد استشهاد أفراد من عائلته، منهم زوجته وابنته وابنه، فيما ما زال عدد آخر من أفراد العائلة مفقودين تحت الحطام الذي خلفته غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع بعد دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سكان الجزء الشمالي من القطاع للنزوح جنوبا".

وقال الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير جريدة "الأهرام" المصرية سابقا: "أعتقد أن رباطة جأش الزميل وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، في أعقاب استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لأسرته واستشهاد زوجته وولديه وحفيده، بمثابة رسالة لدولة الاحتلال قد لا تقل تأثيراً وعمقاً عن رسالته الإعلامية التي لم يستطيعوا تحملها أو مواجهتها باحترافية، ذلك أن الزميل أعلن بوضوح استمراره كما كل مواطني القطاع في الصمود مادامت القضية عادلة، وتأكيده على أن دولة الاحتلال بلا أخلاق، موجهاً التحية للمقاومة وللشعب الفلسطيني أينما كان".