سلطت صحيفة "الجارديان" الضوء على نظام للتعذيب الذي انتهجه الجنود الأمريكيون ضد معتقلي سجن أبو غريب بالعراق.
وقالت في افتتاحية: "مرت 20 سنة منذ بدء التعذيب والانتهاكات الفظيعة على أيدي الجيش الأمريكي في سجن أبو غريب في العراق. وسرعان ما ظهرت تقارير عما كان يحدث، ووجد تقرير عسكري داخلي "العديد من حوادث الانتهاكات الإجرامية السادية والصارخة والوحشية". ولكن لم يتم تسريب صور صادمة إلا في إبريل 2004، والتي أظهرت مدى الفساد، بما في ذلك استهزاء الموظفين بالسجناء العراة ورجل مقنع مربوط بأسلاك كهربائية".
وأشارت إلى أن الرئيس آنذاك "جورج دبليو بوش"، قد اعتذر. ووصف "دونالد رامسفيلد"، وزير الدفاع آنذاك، الجناة بأنهم "تفاح فاسد يفسد السلة بأكملها"، وقال إنه وجد طريقة لتعويض المعتقلين العراقيين الذين عانوا من سوء المعاملة الجسيمة والوحشية.
ومع ذلك، فقد توصل تقرير جديد صادر عن هيومن رايتس ووتش إلى أن حكومة الولايات المتحدة قد فشلت في تعويض أو توفير سبل الانتصاف الأخرى للضحايا الذين تعرضوا للتعذيب والإساءة في سجن أبو غريب وغيره من السجون التي تديرها الولايات المتحدة في العراق، وأنه لا يوجد طريق واضح لمتابعة المطالبات.
وأضافت "الجارديان": "احتجزت الولايات المتحدة آلاف الرجال والنساء والأطفال في السجن. وقال تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر، إن ضباط المخابرات العسكرية قدروا أن ما بين 70 إلى 90% من المعتقلين في عام 2003 قد تم اعتقالهم عن طريق الخطأ".
ولم يكن "أبو غريب" حالة متطرفة بسبب الفظائع التي وقعت هناك، بل برز لأن الجمهور رأى أدلة مادية تدعم ادعاءات المعتقلين السابقين، ولأنه من الواضح أنه لم تكن هناك طريقة لمحاولة تبرير أساليب الاستجواب المروعة.
 ومن ناحية أخرى، فقد عكس ذلك ما حدث في مراكز الاعتقال العسكرية الأمريكية و"المواقع السوداء" التابعة لوكالة المخابرات المركزية، حيث هاجرت المعاملة التي تعرض لها "المقاتلون غير الشرعيين" المحتجزين في خليج جوانتانامو إلى أفغانستان والعراق.  
هؤلاء الذين تورطوا في حوادث التعذيب في أبو غريب وأماكن أخرى كانوا أفراداً من ذوي الرتب الأدنى وليسوا مهندسي هذا النظام ـ أو حتى ضباطاً داخله. وفي عهد "دونالد ترامب"، أصبحت "جينا هاسبل"، التي أشرفت على موقع أسود تعرض فيه معتقل واحد على الأقل للتعذيب، رئيسة لوكالة المخابرات المركزية.
وختمت "الجارديان": "هذه الفضيحة تلطخ سمعة الولايات المتحدة حتى يومنا هذا؛ حيث إن غزو العراق، الذي كان المقصود منه إعادة تأكيد التفوق العسكري الأميركي، كان بمثابة ضربة قوية لمكانتها العالمية. وكان كثيرون ينظرون إلى صور أبو غريب على أنها تمثل النوايا الحقيقية للولايات المتحدة في المنطقة ـ ليس جلب الديمقراطية والحرية، بل القهر والإذلال".
وتابعت: "في العام الماضي، نشر البنتاجون خطة عمل لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في العمليات العسكرية الأمريكية. ورغم الترحيب به، فإنه لا يتضمن آلية تعويض عن حالات الضرر السابقة. إن التعويض، باعتباره أحد أشكال المساءلة، قد يلعب دورًا محدودًا في منع الجرائم في المستقبل ومعالجة الضرر الذي لحق بسمعة الولايات المتحدة. والأهم من ذلك، أنها ستكون خطوة صغيرة نحو العدالة للمحتجزين الذين ينتظرون منذ عقدين من الزمن".

https://www.theguardian.com/commentisfree/2023/sep/26/the-guardian-view-on-the-us-and-abu-ghraib-recognition-and-redress-is-long-overdue