كشف باحثون أمنيون، أن المعارض والمرشح المحتمل للرئاسة في مصر، أحمد الطنطاوي، تعرض لاستهداف ببرامج تجسس، عقب إعلان نيته الترشح في الانتخابات المقررة العام المقبل.

وبرز مجددًا اسم برنامج التجسس "بريداتور" (Predator) سيء السمعة، والذي تصنعه شركة صهيونية تقول إنها تقدم خدمات "لتوفير الأمن للحكومات".

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن محاولة الاختراق تم اكتشافها الأسبوع الماضي، من قبل الباحثين في مختبر "سيتيزن لاب" الكندي، و"مجموعة تحليل التهديدات" التابعة لشركة "جوجل"، مما دفع شركة "أبل" إلى تسريع تحديثات نظام التشغيل لأجهزة آيفون وآيباد وحواسب ماك وساعات آبل، لتصحيح الثغرات الأمنية المرتبطة بها.

وكشف "سيتزن لاب" في تقرير مطول، أن محاولات التجسس على الطنطاوي، شملت "تهيئة اتصاله بشبكة الهاتف المحمول، بحيث تصاب أجهزته تلقائيًا ببرنامج التجسس (بريداتور) إذا زار مواقع معينة لا تستخدم بروتوكول (إتش تي تي بي إس) الآمن".

 

ماذا نعرف عن "بريداتور"؟

هو برنامج تجسس تنتجه شركة " Cytrox" التي تتخذ مقرًا لها في الأراضي المحتلة، والتي تمتلك عملاء في كل من أرمينيا، ومصر، واليونان، وإندونيسيا، ومدغشقر، وعُمان، والسعودية، وصربيا، بحسب "سيتزن لاب".

يعمل برنامج "بريداتور" من خلال استهداف نظام التشغيل "آي أو إس – iOS" الخاص بشركة أبل، من خلال إرسال رابط عبر تطبيق مثل "واتساب". ويتم تثبيت البرنامج على الهاتف أو الجهاز المستخدم، بعد الضغط على هذا الرابط من قبل الشخص المستهدف.

وقال الباحث في جامعة تورنتو، بيل مارزاك، لأسوشيتد برس، إن البرنامج "يستخدم نفس الطريقة التي عمل بها برنامج بيغاسوس للتجسس، حيث يتم تحويل الهاتف الذكي إلى جهاز تنصت، ويمكن استخراج كافة البيانات منه".

كما يمكن مراقبة جميع المكالمات بشكل مباشر لحظة حدوثها، وتسجيلها بواسطة الجهة التي تمارس التجسس.

 

ممارسات سابقة

وشهدت اليونان عام 2022، فضيحة تجسس تسببت في استقالة مدير الاستخبارات بانايوتيس كونتوليون، بعد استهداف لصحفي وسياسي في البلاد ببرنامج "بريداتور".

وكانت هذه ثالث حالة تجسس مزعومة في اليونان في أقل من عام، حيث رفع الصحفي المتخصص في الشؤون المالية، ثاناسيس كوكاكيس، دعوى قضائية، منددا بتجسس نظام بريداتور على هاتفه، بحسب وكالة "فرانس برس".

وقبل ذلك، رفع صحفي استقصائي آخر، قضية بشأن "التنصت" ضد أجهزة الاستخبارات. ونفت السلطات آنذاك أن تكون الدولة "متورطة".

وفي مصر، كشف تقرير لـ"سيتزن لاب" عام 2021، أنه "تم استهداف هاتف معارض مصري في الخارج، وإعلامي آخر، باستخدام برنامجي (بريداتور) و(بيغاسوس) للتجسس".

وحينها ذكر التقرير أن الاستهداف تم أيضًا عبر إرسال روابط لأخبار، عبر تطبيق واتساب التابع لشركة ميتا المالكة لفيسبوك.

وبعد تحقيق مشترك، أعلنت "ميتا" إزالة نحو 300 حساب على فيسبوك وإنستجرام مرتبطة بشركة " Cytrox"، بسبب "هجمات البرمجيات الخبيثة".

وكشف تقرير سابق لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن شركة " Cytrox" كانت "جزءًا من تحالف لشركات تجسس إلكتروني تحمل اسم (Intellexa)، والذي تأسس عام 2019 بواسطة ضابط سابق في الجيش الصهيوني، ورجل أعمال يُدعى طال ديليان".

وتشير "Intellexa" عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن مقرها الاتحاد الأوروبي، وأن "لها 6 مواقع ومختبرات للبحث والتطوير في جميع أنحاء أوروبا"، لكنها لم تحدد أي عنوان لتلك المواقع.

وقالت الشركة إن "أدواتها تستخدم من قبل وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات ضد الإرهابيين والجرائم، بما في ذلك الاحتيال المالي".

وأضافت الولايات المتحدة في يوليو الماضي، الشركة المصنعة لبرنامج "بريداتور"، إلى قائمة سوداء مرتبطة بأدوات التجسس التي تهدد كلا من الأمن القومي الأمريكي والأفراد والمنظمات حول العالم، بحسب أسوشيتد برس.