أصرت نحو 300 طالبة مسلمة في المدارس الفرنسية، على إقامة فروض الدين الإسلامي وارتدين العباءات في ذهابهن الثلاثاء إلى مدارسهن، رغم الحظر الذي أعلنته حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي.
 
وحضرت الفتيات إلى مدارسهن وهن يرتدين العباءة، ورفضت العشرات منهن خلعها، في تحدٍّ للقرار الذي بدأت المدارس الفرنسية في تطبيقه الإثنين 4 سبتمبر 2023، بحسب وكالات منها "رويترز" و"الأناضول".
 
 إلا أن وزير التعليم الفرنسي جابرييل أتال، قال في مقابلة مع إذاعة "مونتي كارلو" الفرنسية: إن 67" طالبة مسلمة رفضن خلع عباءاتهن في المدارس".
 
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن العباءة، وهي رداء فضفاض كامل الطول ترتديه النساء المسلمات دليل على الاحتشام، تم حظرها مؤخرا في المدارس بسبب مبدأ العلمانية.
 
وقال: إنه "في الموسم الدراسي الجديد الذي بدأ الإثنين، ورغم القرار الجديد، فقد وصلت 298 طالبة إلى المدارس في مختلف مناطق البلاد وهن يرتدين العباءة، رفضت 67 منهن التخلي عنها".
 
وأضاف، "لا أريد أن أتمكن من التعرف على ديانة الطالبات في المدارس من خلال النظر إلى ملابسهن"، مؤكدا "أهمية الحوار وتوضيح الهدف من هذا القرار".
ماكرون مبادئ محاربة الإسلام
 
ودونا عن شعائر المسيحية اليهودية، خرج إيمانويل ماكرون، في تصريح الاثنين، ليقول: إن "قرار الحكومة منع العباءة في المدارس يهدف إلى الدفاع عن العلمانية ومبادئ الجمهورية".
 
وزعم ماكرون "نحن نعيش أيضا في مجتمعنا مع أقلية، مع أشخاص يغيرون وجهة الديانة ويأتون لتحدي الجمهورية والعلمانية"، ردا على سؤال طرحه عليه المذيع بشأن قرار الحكومة أخيرا حظر العباءة في المدارس والثانويات والمعاهد.
 
وأضاف ماكرون: "في بعض الأحيان حصل الأسوأ، لا يمكننا التصرف، كما لو أنه لم يقع هجوم إرهابي ولم يكن هناك صامويل باتي".
 
وفي 16 أكتوبر 2020، قتل أستاذ التاريخ والجغرافيا صامويل باتي (47 عاما) أمام مدرسته في المنطقة الباريسية طعنا بيد الجهادي الشيشاني عبد الله أنزوروف.
 
وقُتل هذا الأستاذ بعد أيام من عرضه على تلامذته خلال حصة حول حرية التعبير رسوما كاريكاتورية تهين النبي محمد صلى الله عليه سلم.
 
وعن مبررات قرار منع العباءة، أضاف الرئيس ماكرون في معرض شرحه: "أنا أقول فحسب إن هذا النظام موجود".
 
وأضاف: "لقد حدث ذلك لأن مدرّسا كان يعطي درسا عن العلمانية في فصله، ومن ثم حصل هياج على شبكات التواصل الاجتماعي أعقب إقدام أشخاص على ارتكاب الأسوأ".
وهروبا من أسئلة متكررة تتعجب أو تثني على القرار الحكومي، قال ماكرون: "أنا لا أقارن بين أعمال الإرهاب والزي الذي ترتديه بعض الفتيات المسلمات"، وأضاف: "أنا فقط أقول لك إن مسألة العلمانية في مدرستنا هي مسألة جوهرية".
شمولية شيوعية
 
وعن شمولية الملابس، التي عرفتها الدول الشيوعية في الستينيات، دعا "ماكرون" إلى إجراء "تجارب" و"تقييم" لارتداء زي مدرسي موحد في المدرسة، مشيرا إلى أنه يفضل في هذا الإطار "زيا أحاديا، كونه أكثر قبولا من قبل المراهقين.
 
وقبل ذلك، لفت إيمانويل ماكرون، وهو الذي أيّد قرار حظر العباءة والقميص، وهو نوع من القمصان التي يصل طولها إلى الكاحل للرجال، إلى أنه يمكن اعتماد ملابس فريدة في المدارس الفرنسية، مثل الجينز، والقميص (القصير) والتي شيرت، والسترة.
 
من جانبه، فنسنت برينجارث، محامي منظمة "حركة حقوق المسلمين" (ADM)، على منصة "تويتر"، إنهم قدموا استئنافا إلى مجلس الدولة لطلب تعليق حظر العباءة في المدارس، والذي قال إنه "ينتهك العديد من الحريات الأساسية، ومن المقرر أن تبدأ المحكمة العليا الفرنسية النظر في القضية بعد ظهر الثلاثاء.  
 
وبحسب تقارير، فإن حق التقاضي، أثار رد فعل عنيفاً ضد الحكومة، التي تعرضت لانتقادات في السنوات الأخيرة لاستهداف المسلمين بتصريحات وسياسات معينة، بما في ذلك مداهمات المساجد والمؤسسات الخيرية، وقانون "مناهضة الانفصالية" الذي يفرض قيوداً واسعة على المجتمع.
 
وسلكت فرنسا طريق الفصل بين الدين والدولة مع قانون العلمانية عام 1905، وحظرت ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة لأول مرة عام 1989.
 
مع بقاء مسألة الحجاب موضع جدال في البلاد لسنوات طويلة، صدر عام 2004 قرار بحظر ارتداء الرموز الدينية في المدارس الحكومية. وعام 2010 حظرت فرنسا ارتداء الملابس التي تغطي الوجه بالكامل مثل البرقع والنقاب في الأماكن العامة.