تجددت الاحتجاجات الغاضبة في السويد ردا على حرق المصحف الشريف أمس الإثنين 4 سبتمبر 2023، في مدينة مالمو، ثالث أكبر مدن السويد، بين المهاجرين المسلمين احتجاجاً على الإحراق الجديد لكتابهم المقدس، رغم وعود حكومية بتغيير قانون الاستفزازات ضد القرآن!

وقالت وكالة "أسوشيتيد برس": "اندلعت اشتباكات في حي للمهاجرين في مالمو، ثالث أكبر مدينة بالسويد، بعد أن أشعل متظاهر مناهض للمسلمين النار في المصحف"، ونقلت الوكالة عن شرطة المدينة قولها، إنها تعرضت للرشق بالحجارة، بعدما استهدف محتجون سلوان موميكا بالحجارة قبل أن تجليه الشرطة من مكان جريمته.

وأشعل شبان غاضبون النار بالإطارات والحطام، وشوهد البعض وهم يلقون الدراجات الكهربائية والدراجات الهوائية والحواجز، بحي روزنغارد في مالمو، فيما رُفعت لافتات تدين حرق المصحف.

والأحد 3 سبتمبر، أوقفت شرطة مالمو 15 شخصاً كانوا يحاولون منع موميكا من حرق نسخة من المصحف في نشاط نظمه مناهضون للإسلام بمنطقة فارنهيمستورجيت في مالمو أقصى جنوبي البلاد، وهي موطن ذات كثافة سكانية مسلمة.
 
وأثار موميكا موجة غضب عارمة في العديد من دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي منذ أن بدأ يقيم تحركات لحرق المصحف في يونيو 2023 وتُرجم ذلك بسلسلة احتجاجات أعنفها في بغداد، حيث أضرم محتجون النيران في مبنى السفارة السويدية. كما استدعت دول عدة مبعوثين للسويد لديها؛ لإبلاغهم احتجاجات رسمية.

من جهتها، دانت حكومة السويد حرق المصحف، وزعمت أن قوانين البلاد تكفل حرية التعبير والتجمع، ولا يمكنها بالتالي عدم الترخيص لهذه التحركات. وأشارت إلى أنها ستدرس الخيارات القانونية لمنع التحركات التي تتضمن حرق النصوص في ظروف معينة.

في سياق متصل، قالت وسائل إعلام سويدية، أول من أمس السبت، إن الأعمال المتكررة لحرق المصحف الشريف في الأشهر التسعة الماضية كلفت البلاد خسائر بقرابة 200 ألف دولار.

وأدت الأعمال الاستفزازية المتمثلة في حرق المصحف من قبل السياسي السويدي الدنماركي راسموس بالودان، واللاجئ العراقي سلوان موميكا الذي يقيم بالعاصمة ستوكهولم، إلى خسارة الدولة 2.2 مليون كرونة سويدية (نحو 199.300 دولار)، وفقاً تقرير لإذاعة "Sveriges Radio" المحلية.

وارتفعت نسبة السويديين الذين يؤيّدون فرض حظر على حرق المصحف وغيره من الكتب المقدسة لدى مختلف المعتقدات إلى 53%.
وأوضح أحدث استطلاع أجرته شركة "SIFO" السويدية، أن نسبة المواطنين المؤيدين لهذه الخطوة باتت أعلى بنقطتين من الاستطلاع السابق، لتصبح 53%.
في المقابل، أيّد 37% "حرق الكتب المقدسة ضمن نطاق حرية التعبير"، فيما لم يُبدِ الباقون رأياً محدداً، بحسب الاستطلاع ذاته. وشمل الاستطلاع 1291 مواطناً سويدياً تم اختيارهم عشوائياً في الفترة من 15 إلى 27 أغسطس الماضي.
استمروا بمقاطعة السويد

وفي يوليو الماضي، استنكر الأزهر الشريف بشدة مواصلة المساس بالمصحف في السويد واعتبرها "وصمة عار على جبين السويد"، متهما السويد أنه "أقرب المجتمعات إلى العنصرية وأبعدها عن احترام الأديان والشعوب".

وطالب "الأزهر الشريف" أحرار العالم لاستمرار مقاطعة المنتجات السويدية نصرة للقرآن كتاب الله، ودعا الدول العربية والإسلامية للاستمرار في اتخاذ مواقف حازمة تجاه سياسات السويد المعادية للإسلام.

واعتبر أن من يحرق المصحف هو إرهابي وأن "السماح لهؤلاء الإرهابيين المجرمين بحرق المصحف يمثِّل جريمةً بحق الإسلام وحق الأديان والإنسانية، ووصمة عار على جبين هذه المجتمعات، التي أثبتت بممارساتها أنها أقرب الشعوب إلى العنصرية والفوضى وازدواجية المعايير وأبعدها عن الحرية الحقيقيَّة واحترام الأديان والشعوب".