نددت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية في افتتاحيتها، اليوم السبت، بالتظاهرات المنددة للنظام السوري والمطالبة برحيله.

 

وفي عنوان حمل "مستقبل الأسد يجب أن يكون في زنزانة في لاهاي"، قالت الصحيفة  إن السوريين يستحقون الدعم في كفاحهم ضد النظام، مشيرة إلى أنه "لأمر مفجع ومذهل أن نرى التظاهرات ضد الديكتاتور السوري بشار الأسد في العديد من المدن السورية في الأيام الأخيرة".

 

وتابعت: "مرت سورية بحرب أهلية وحشية لا يمكن تصورها، والتي تركت البلاد في حالة خراب، وكلفت مئات الآلاف من الأرواح وأجبرت أكثر من نصف السكان على الفرار".

 

وأضافت: "تظهر التظاهرات أن الوحشية والقمع الشديدين لنظام الأسد لم يتمكنا من كسر شوكة السوريين. وهم يدركون أن نظامهم فاسد وإجرامي إلى حد كبير، فقد أصبحت البلاد مصدراً رئيسياً للمخدرات في الأعوام الأخيرة، ويعلمون أن أي أمل في مستقبل أفضل يبدأ بإطاحة الأسد".

 

وبينت "بوليتيكن" إلى ما سمته "خذلان السوريين"، مضيفة "لقد جرى تجاوز الخط الأحمر الشهير الذي وضعه الرئيس (الأميركي السابق) باراك أوباما عندما أطلق الأسد على شعبه الغاز (الأسلحة الكيميائية في 2013)، ولكن الولايات المتحدة سمحت بذلك بشكل مخزٍ".

 

وتابعت: "بدعم من القصف الروسي الشامل واستخدام التجويع سلاحاً، استعاد الأسد السيطرة على معظم أنحاء البلاد"، مشيرة إلى أنه "جرت دعوته مرة أخرى إلى جامعة الدول العربية. وفي الغرب، استحوذت الحرب في أوكرانيا على المال والاهتمام، وتراجعت سورية إلى أسفل قائمة الأولويات".

 

ومع ذلك، تقول "بوليتيكن" إن "صرخات السوريين من أجل الديمقراطية والحياة الأفضل تستحق أن تُسمع، وليس أن يُجابهوا بالبارود والرصاص، فآخر ما تحتاجه سورية هو حرب أهلية أخرى، ولكن مع كل الدعم الاقتصادي والدبلوماسي الذي يمكننا تقديمه للشعب السوري".

 

ولفتت إلى أن ذلك الدعم يجب أن يشمل أولئك الذين يكافحون داخل بلدهم "والمجموعة الكبيرة من السوريين الذين فروا ويحاولون إنشاء هيكل سياسي بديل عندما يسقط الأسد في يوم من الأيام".

 

وطالبت "بوليتيكن" بتشديد القبضة قدر الإمكان على النظام السوري بفرض عقوبات وتقديم لوائح اتهامات لارتكابه جرائم حرب". وأشارت إلى أنه يجب التوضيح أنه "لن يُرحّب بالأسد أبداً في عاصمة غربية، وهذا ينطبق على الدنمارك، إذ لا يمكن للسياسة الخارجية البراغماتية أن تتضمن التعاون معه".

 

وختمت الصحيفة بالقول: "إن القوس الأخلاقي للكون طويل، ويتجه في اتجاه العدالة، فمستقبل بشار الأسد يجب أن يكون في زنزانة سجن في لاهاي".