أعلن عسكريون اليوم الأربعاء 30 اغسطس إنهاء "النظام القائم" في الغابون، بعيد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي كرست فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة.

 

وظهرت مجموعة تضم نحو 12 عسكريا عبر شاشة محطة "غابون 24"، وقرأ أحد أفرادها، وهو كولونيل في الجيش، بيانا أعلن فيه "نحن قوات الدفاع والأمن المجتمعة ضمن لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات، قررنا باسم الشعب الغابوني الدفاع عن السلام من خلال إنهاء "النظام القائم" وأضاف لهذه الغاية، ألغيت الانتخابات العامة ونتائجها.

 

إعلان الانقلاب

 أوقف العسكريون في الغابون نور الدين بونغو فالنتان ابن الرئيس ومستشاره المقرب، وإيان غيزلان نغولو رئيس مكتب بونغو، ومحمد علي ساليو نائب رئيس مكتبه، وعبد الحسيني وهو مستشار آخر للرئاسة، وجيسيي إيلا إيكوغا وهو مستشار خاص وناطق رسمي باسم الرئاسة، بالإضافة إلى أهم رجلين في الحزب الديمقراطي الغابوني القوي الذي يتزعمه بونغو.

وأوضح ناطق باسم العسكريين الانقلابيين أنه تم توقيفهم بتهم "الخيانة العظمى لمؤسسات الدولة واختلاس أموال عامة على نطاق واسع واختلاس مالي دولي ضمن عصابة منظمة وتزوير توقيع رئيس الجمهورية والفساد والاتجار بالمخدرات".

 

ردود الفعل الدولية

دعت إيطاليا إلى إيجاد "حل دبلوماسي" للأزمة في الغابون وفي النيجر. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني في بيان صحفي "تواصل إيطاليا التزامها بالحل الدبلوماسي للأزمة في النيجر وكذلك الأزمة الأحدث في الغابون، بالتنسيق الوثيق مع شركائها".

فيما أعلنت موسكو أنها تتابع الوضع في الغابون "بقلق شديد". وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين إن "الوضع في الغابون يثير قلقا شديدا" و"نحن نراقب ما يحصل عن كثب".

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا "استقبلت موسكو بقلق تقارير عن تدهور بالغ في الوضع الداخلي بالدولة الأفريقية الصديقة. نواصل مراقبة تطور الأوضاع عن كثب ونأمل في الاستقرار سريعا".

وأدانت فرنسا "الانقلاب العسكري الجاري" في الغابون وتدعو لاحترام نتائج الانتخابات (المتحدث باسم الحكومة أوليفيي فيران)

كما أوصت السفارة الفرنسية في الغابون رعاياها بالبقاء في منازلهم.

ودعت الصين اليوم الأربعاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين "جميع الأطراف" في الغابون لضمان سلامة الرئيس علي بونغو أونديمبا. وقال وينبين إن "الصين تتابع عن كثب تطور الوضع في الجابون".

وأضاف "ندعو جميع الأطراف في الغابون إلى الانطلاق من المصالح الأساسية للبلاد والشعب وحل الخلافات من خلال الحوار واستعادة النظام الطبيعي في أسرع وقت ممكن". وحث الأطراف المعنية على "ضمان سلامة الرئيس بونغو، والحفاظ على السلام والاستقرار الوطنيين".

 خلال حديثه أمام اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في إسبانيا، تطرق جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد إلى التطورات في الغابون قائلا "إذا تأكد ذلك، فسيكون انقلابا عسكريا آخر يفاقم عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها".

 

وتابع "المنطقة بأكملها من جمهورية أفريقيا الوسطى ثم مالي ثم بوركينا فاسو والآن النيجر وربما الغابون في موقف صعب للغاية، وبالتأكيد سيبحث الوزراء (الدفاع) بتعمق ما يحدث هناك وكيف يمكننا تحسين سياستنا المتعلقة بتلك الدول... هذه مشكلة كبيرة لأوروبا".

 

بداية الأحداث

أعلنت الهيئة الوطنية المكلفة بالانتخابات في الغابون إعادة انتخاب الرئيس علي بونغو الذي يحكم الغابون منذ 14 عاما، رئيسا للبلاد لولاية ثالثة بحصوله على نسبة 64,27 % في المئة من الأصوات.

وتصاعد التوتر وسط مخاوف من حدوث اضطرابات بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتشريعية التي أجريت يوم السبت الماضي، وسعى بونغو من خلالها لتمديد قبضة عائلته المستمرة على السلطة منذ 56 عاما. فيما ضغطت المعارضة من أجل التغيير في الدولة الفقيرة والغنية في الوقت نفسه بالنفط والكاكاو.

ورأى العسكريون أن تنظيم الانتخابات "لم يحترم شروط اقتراع يتمتع بالشفافية والمصداقية ويشمل الجميع كما كان يأمل الشعب الغابوني" منددين ب"حكومة غير مسؤولة تتمثل بتدهور متواصل للحمة الاجتماعية ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى".

وأضاف البيان "حلت كل المؤسسات، الحكومة ومجلس الشيوخ والجمعية الوطنية والمحكمة الدستورية. ندعو المواطنين إلى الهدوء ونجدد تمسكنا باحترام التزامات الغابون حيال الأسرة الدولية" مؤكدأ إغلاق حدود البلاد "حتى إشعار آخر". وقال "قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم".

 

و يجدر بالذكر أن بونغو انتخب  في عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو اونجيمبا الذي حكم هذا البلد الصغير الواقع في وسط إفريقيا والغني بالنفط لأكثر من 41 عاما. ونددت المعارضة بانتظام بتواصل حكم "سلالة بونغو" لأكثر من 55 عاما وكان علي بونغو مرشحا لولاية ثالثة خفضت من سبع الى خمس سنوات في انتخابات السبت التي شملت ثلاثة اقتراعات رئاسية وتشريعية وبلدية كلها بدورة واحدة.