د. خالد حمدي

والذي يدخل الفتنة العظيمة بإيمان هزيل لن يصمد..
لذلك..لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن المسيخ الدجال سيمكث في الناس أربعين يوما...
يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم..
قالوا يا رسول الله:
أرأيت اليوم  الذي يمكثه فينا كسنة...أيكفينا فيه عمل يوم وليلة؟
قال: لا
أقدروا لكل شيء قدره!!
والذي أتعب الكثير من الناس أنهم لم يكونوا مدخرين من أنفاس الإيمان ما يكفيهم لجثوم فتنة شديدة على صدورهم!!
ولأن تدخر رصيدا لفتنة صغيرة يفيض بعدها إيمانك...خير من تواجه فتنا عظيمة برصيد هزيل لا يكفيك ربع حربها وصدها.
رأيت رجلا وعظنا وذكرنا بالله عند موت ولده...ورأيت آخر كفر بالله وسبه سبحانه لنفس المصاب...والفرق بينهما رصيد الإيمان واحتساب الأجر.
وقد علمنا مشايخنا أن ندخر من عمل الصالحات، لما قد نستقبله من الفتن كما ندخر من رواتبنا أموالا لما قد نستقبله من عوز وحاجة.
فادخروا لما قد تستقبلون ما تستطيعون ادخاره..
ولا تواجهوا فتنة السنة بزاد اليوم..
فخالد لم ينتصر طيلة حياته بسيفه البتار بقدر ما انتصر بحيلة الليل والنهار..
فاحتالوا لإيمانكم حتى تستنقذوه في معارك الفتن العظام... كما احتال خالد في معارك الرمح والحسام.