حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليلثكنة عسكرية، وقررت إغلاق مداخلها بالحواجز العسكرية، في أعقاب عملية إطلاق النار قرب مستوطنة كريات 4 في مدينة الخليل، التي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة آخر.

 

وفرضت قوات الاحتلال، طوقا أمنيا شاملا على مدينة الخليل، فيما تحرك قوات إسرائيلية خاصة لسد منافذ الخليل، وشارك مروحيات عسكرية في البحث عن منفذي الهجوم، الذين لم يتم الكشف عن هويتهم حتى الآن.

 

عملية إطلاق نار في الخليلقتلت مستوطنة وأصيب آخر بجروح خطيرة في عملية إطلاق النار قرب كريات أربع في الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

 

وقالت تقارير عبرية، إن إطلاق النار جنوب الخليل تم من مركبة مسرعة، فيما نجح المنفذون في الانسحاب.

 

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، إنّ المستهدفين بعملية إطلاق النار مستوطن (35 عامًا) أصيب بجراح خطيرة، ومستوطنة (40 عامًا) بجراح بالغة أعلن عن مقتلها لاحقًا.

 

وأكدت القناة السابعة العبرية، أن جيش الاحتلال ضرب طوقًا أمنيًا حول المنطقة التي وقعت فيها العملية جنوبي الخليل.

 

القناة 13 الإسرائيلية وصفت العملية جنوبي الخليل بأنها "عملية إطلاق نار أخرى قاسية"، إذ إنها جاءت بعد مقتل مستوطنين إسرائيليين، السبت، بعملية إطلاق نار بالرصاص قرب حوارة جنوبي نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

 

 وعقب العملية، استدعت قوات الاحتلال مروحيات إلى منطقة جنوبي الخليل، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اطّلع على تفاصيل العملية في جبل الخليل خلال وجوده في زيارة لقاعدة الاستيعاب والفرز في تل هشومير".

 

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنّ "السيارة التي نفذت عملية إطلاق النار لم تكن تحمل أرقاماً، ما يصعب البحث عن المنفذين"، بينما ذكرت إذاعة "جيش" الاحتلال تقديرات بأن يكون 3 أشخاص نفذوا عملية إطلاق النار جنوبي الخليل.

وأكدت أنّ "أخطر ما يواجهه الإسرائليون هو أنّ المنفذين في العمليتين الأخيرتين لم يلقوا حتفهم أويقبض عليهم، وهم جاهزون لتنفيذ عمليات أخرى".

 

يُشار إلى أنّ هذه العمليات جاءت بعدما استهدف الاحتلال الإسرائيلي مطلع الشهر الفائت مدينة جنين ومخيمها في الضفة عن طريق عملية عسكرية واسعة، أُقحم فيها أكثر من 1000 جندي، وعدد كبير من الآليات العسكرية والطائرات الحربية، بهدف قمع العمليات الفدائية الفلسطينية.

بن غفير يدعو للانتقام

 

وفي تعليقه على الحدث، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى "الانتقام"، ونقلت قناة إسرائيلية عنه "لن تسفك دماء اليهود عبثًا".

 

بدوره، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد: "هجوم دام في جنوب جبل الخليل، قتل فيه مسلحون امرأة بدم بارد وأصابوا شخصا آخر بجروح خطيرة".

 

وأضاف "لن تترك قوات الأمن القتلة، مطاردة ومطاردة أخرى حتى يتم القبض عليهم، هناك يد قوية وحازمة مطلوبة".

 

ردود الفعل

وفي ردود الفعل الفلسطينية، أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بالعملية واعتبرتها ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

 

وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم إن عملية الخليل تأتي في سياقها الطبيعي بمواجهة المشاريع الاستيطانية والحرب الدينية ضد المقدسات الإسلامية، مؤكدا أن الفعل الفدائي سيتواصل ويتطور حتى دحر الاحتلال.

 

وأشار قاسم إلى أن الشعب الفلسطيني يخوض انتفاضة وثورة كبيرة دفاعا عن القدس والأقصى، مبينا أن المقاومة والثورة في حالة تمدد وفي وضع لا يستطيع أحد إيقافها.

 

كما باركت حركة الجهاد الإسلامي العملية، قائلة إنها جاءت ردا طبيعيا ومشروعا على جرائم الاحتلال وعدوان مستوطنيه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واستمرارا للرد المباشر لردع العدو في كل الساحات.

 

وأشارت حركة الجهاد الإسلامي إلى أن العملية تبعث برسالة تحذير بأن القادم أشد وأقسى، وتؤكد أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الردع وضرب الاحتلال من حيث لا يحتسب.

 

من جهتها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعملية الفدائية في الخليل، وأكدت أنها امتداد لتصاعد الفعل المقاوم، وأثبتت قدرة المقاومة في الضفة على اختراق الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المعقدة، وملاحقتها المستمرة للمقاومين.

 

بدوره، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الاثنين، إسرائيل بفرض "عقوبات جماعية" على الفلسطينيين على خلفية الهجمات على أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية.

 

وقال اشتية، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في مدينة رام الله، إن "الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها بلدة حوارة وقرى جنوب نابلس خلال اليومين الماضيين من قبل عصابات المستوطنين، والعقوبات الجماعية والعدوان المتكرر على شعبنا ستزيده صلابة وعزيمة".

 

ودان اشتية "أصوات المستعمرين وشعارات المتطرفين المطالبة بمحو بلدة حوارة مرة أخرى"، على خلفية عملية إطلاق نار في البلدة أمس الأحد أدت إلى مقتل إسرائيليين اثنين.

 

وبمناسبة الذكرى 54 لإحراق المسجد الأقصى في القدس، قال اشتية إن "ذاك الحريق لم ينطفئ، بل امتدت ألسنته إلى القرى والبلدات وتغذيه عقيدة الحرق والمحو والإبادة الجماعية التي أصبحت سياسة رسمية للحكومة الإسرائيلية".

 

وأضاف أنه "طالما ظل الجناة بمأمن من العقاب، فإن هذا الإجرام سيستمر".