خلال تقديمه حلقة من برنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد”، عرض أحمد موسى فيديو لما يبدو أنه جثث ملفوفة في أكفان بيضاء، وبداخلها شخص يتحرك، مدعيًا أن هذا الفيديو جرى بثه باعتباره لضحايا فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013.

 

وعلق “موسى” على الفيديو المزعوم بقوله: “جايب جثث بتتحرك هتشوفوا وناس بتتكلم مع بعضها بيصوروهم وكاتب الشهيد فلان، أي كلام يعني، والكفن جديد مفيهوش نقطة دم، طيب لو واحد مضروب بالنار زي ما هم بيقولوا يعني مش كان يبقى فيه دم”.

 

ومن جهتها كذبت منصة “متصدقش” المختصة بتفنيد الشائعات والأخبار الكاذبة، أحمد موسى وأكدت أن الفيديو الذي عرضه موسى باعتباره يُظهر أن ضحايا فض اعتصام رابعة مفبرك، وأنه مشهد تمثيلي لطلاب جامعة الأزهر، في أكتوبر 2013، احتجاجًا على فض اعتصام رابعة العدوية.

 

وأوضحت المنصة أن الفيديو منشور على قناة “جريدة البديل”، على يوتيوب في 28 أكتوبر 2013، بعنوان “عرض تمثيلي بالجثامين داخل جامعة الأزهر”.

 

وسبق أن قامت وحدة تقصي الحقائق في وكالة “فرانس برس“، بتصحيح هذا الادعاء، في أبريل 2021، عندما انتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي حينها بالتزامن مع عرض الحلقة الخامسة من مسلسل “الاختيار 2” والتي تناولت أحداث فض اعتصام رابعة عام 2013.

 

والخميس الماضي، نظمت مؤسسة "إيجبت ووتش"، ومقرها لندن، عرضا للفيلم الوثائقي الأول من نوعه ويحمل اسم "ذكريات مذبحة"، وهو فيلم وثائقي عالمي باللغة الإنجليزية يستعرض أحداث المجزرة التي ارتكبها الجيش المصري خلال فض الاعتصام في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة يوم الرابع عشر منأغسطس 2013، وراح ضحيتها مئات المصريين، بعد أن فتحت القوات المصرية نيران الرصاص الحي على المعتصمين، الذين كانوا ينددون بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي.

 

وسرعان ما استنفرت وسائل الإعلام المصرية التابعة للنظام؛ من أجل مهاجمة الفيلم، ومحاولة الرد عليه، وهو ما دفع مصدر في "إيجبت ووتش" إلى القول إن "هذا الفيلم أجبر وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للنظام على إعادة التذكير بالمجزرة، وتخصيص مساحات كبيرة من أجل الرد على الفيلم، وهو ما يعني أن الفيلم الذي يُعرض في ذكرى مرور عشر سنوات على المجزرة اضطر الجميع لإعادة استحضارها في هذه الذكرى".

 

وكان الفيلم قد تم عرضه في المسرح التابع للأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون (BAFTA) مساء الخميس، وتضمن شهادات حصرية للناجين من المجزرة، وشهود عيان على ما جرى فيها، ومن بينهم: غريغ سامرز رئيس الأمن السابق في قناة سكاي نيوز البريطانية، ومصعب الشامي مصور وكالة أسوشييتد برس، وديفيد كيركباتريك مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة في تلك الفترة، وآخرون ممن عايشوا المجزرة، وحصد إعلان مجزرة رابعة يأكثر من نصف مليون مشاهدة خلال يوم.

 

يشار إلى أن الأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون (BAFTA)، التي تم عرض الفيلم على المسرح التابع لها، هي واحدة من أهم أكاديميات الأفلام في العالم، وتقدم إحدى أهم وأبرز الجوائز العالمية للأفلام، المعروفة باسم "جائزة بافتا"، وهي جائزة سنوية تهدف لتكريم أفضل المساهمات في مجال السينما على مستوى العالم.