اهتم مراقبون بما أعلنه موقع التحقيقات الاستقصائية "The Gray zone" والذي كشف عن وثائق سرية أظهرت أن وكالة "رويترز" الدولية الشهيرة، مولت منفذ إعلامي مصري بعنوان (أصوات مصرية) للإطاحة بالرئيس د.محمد مرسي بالتعاون مع الخارجية البريطانية.
واعتبر الصحفي أحمد عبد العزيز المستشار السابق للرئيس د. محمد مرسي عبر @AAAzizMisr أن التحقيق الاستقصائي "تحقيق هام!.. مضيفا أنها "المؤامرة على الرئيس #محمد_مرسي رحمه الله..".
وأضاف الناشط على "تويتر" د. يحيى غنيم @YahyaGhoniem "عندما نقول إن المؤامرة على الإسلام عالمية ينكر السذج والمغفلون!.. ولكن عندما تعلم أن (رويترز) خصصت برنامجا للكذب على مرسى باسم ( أصوات مصرية ) للتحريض عليه، وأنها جيَّشت 300 صحفى للتلفيق والكذب عليه أيضا، وأنها صاحبة فرية أن 30 مليون مصرى شاركوا فى سهرة 30 سونيا بينما لايزيد عدد من شاركوا في المهزلة المخابراتية عن مليون فقط؛ إذا علمت هذا-إضافة لتخطيط أمريكا وإسرائيل، وتمويل دول الخليج، ومباركة الاتحاد الأوروبي-تأكدت أن المؤامرة على أى توجه للأمة نحو إسلامها هو مؤامرة عالمية لاينكرها إلا المغفلون أو المنافقون.".


مصيبة
أما الأكاديمي د. محمود وهبة من نيويورك فاعتبر تقرير المجلة الأمريكية عن رويترز "مصيبة" وكتب عبر @MahmoudNYC: "مصيبة وكالة رويترز.. جاسوس.. عملت مع المخابرات البريطانية لإسقاط الرئيس مرسي.. وأنشات موقع " أصوات مصرية" ممتلئ بالكذب وموالي للسيسي.. اخبار مفبركة من 300 صحفي مدربين علي التمويه.. كذبات كثيرة مثل 30 مليون مصري نزلوا الشارع لإعطاء السيسي تفويض.. الرقم الحقيقي تراوح بين مليون واثنين مجبرين".
واعتبر الإعلامي والصحفي أحمد سمير @A_SAMIR_1 أن التحقيق الاستقصائي "خطير".
وأضاف رئيس المركز العربي للإعلام قطب العربي @kotbelaraby "دور خبيث لوكالة رويترز " مضيفا أنها "تدعي الحياد والمهنية" ويظهر أنها تشارك "في الانقلاب على أول رئيس مدني مصر ، وكيف أسست موقعا فرعيا في مصر مهمته المشاركة في تشويه حكم الرئيس مرسي والتمهيد للانقلاب عليه.#العشرية_السوداء".
وترجم الصحفي أحمد حسن الشرقاوي ما ذكره موقع التحقيقات الأمريكي عن قيام وكالة "رويترز" بالعمل كقناة للخارجية البريطانية للمساهمة بدور في انقلاب 3 يوليو 2013، وعلق في ثنايا الترجمة
من أن ما صنعته رويترز وبريطانيا كان فرصة كبيرة للأجهزة الاستخبارية لصياغة قصتها الاخبارية التي تخدم مصالحها وتعارض مصالح أعداء تلك الأجهزة وحكوماتها.
ونشر موقع " the gray zone" أو (المنطقة الرمادية) وثائق مسربة قال إن "رويترز" العالمية عملت كقناة سرية لوزارة الخارجية البريطانية لتوفير تمويل لإنشاء منفذ إعلامي مصري لعب دورا في الإطاحة بأول زعيم مدني منتخب ديمقراطيًا في البلاد بعد ثورة يناير 2011، وهو الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي عليه رحمة الله ورضوانه.
وأضاف أن الوثائق التي كشف عنها الموقع واستعرضها الصحفي كيت كلارينبيرج، المتخصص في استكشاف دور أجهزة المخابرات في تشكيل السياسة والتصورات، تزامنت مع مرور 10 سنوات على استيلاء الجيش المصري وعبدالفتاح السيسي، على السلطة في مصر في صيف 2013، بالانقلاب على "أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد طوال 5 آلاف عام" على حد قول الموقع.
وأضاف التحقيق أن العالم شاهد ظروف إقصاء مرسي قسريا من منصبه، كما شهد تراجع مصر لكي تكون واحدة من أكثر الدول قمعية على وجه الأرض في ظل حكم السيسي، ومع ذلك ، هناك عنصر حاسم في السجل التاريخي لم يتم الكشف عنه حتى الآن.


ضد الإخوان
وأضافت الوثائق أن وكالة "رويترز" عملت عن كثب مع وزارة الخارجية البريطانية للإسهام في تشكيل الأحداث المصيرية في 3 يوليو 2013، من خلال ما يمكن اعتباره أسلوبا من أساليب الدعاية السوداء (الاستخباراتية) التي مولتها بريطانيا سرا، جراء شعور لندن بالقلق من حكومة تقودها جماعة الإخوان المسلمين، بحسب ما ورد بالتحقيق.
وأضاف التحقيق إلى أنه بعد ثورة يناير 2011، ومصر تستعد لأول تصويت برلماني حر في أكتوبر 2011، كان الغرب قلقا بشكل شبه علني من ظهور جماعة الإخوان المسلمين منتصرة وإمكانية انتهاجها مسارا مستقلا، وظهرت هذه المخاوف بشكل خاص في بريطانيا، المستعمر السابق لمصر وصاحبة الإمبراطورية التي كانت القاهرة إحدى مستعمراتها.
وقال التحقيق إنه في هذا التوقيت تقريبا بادرت مؤسسة "طومسون رويترز فاونديشن"، الذراع "الخيرية" لمجموعة "طومسون رويترز" للأخبار، بتأسيس موقع "أصوات مصرية"، كشبكة مستقلة ظاهريا، لكنها كانت ممولة بالكامل من وزارة  الخارجية البريطانية.


مليوني استرليني
ومع إغلاق "أصوات مصرية" عام 2017، أظهرت الوثائق أنه تم ضخ مليوني جنيه إسترليني في تلك المبادرة من قبل لندن، وبعد سنوات قليلة من إطلاقه، فاخرت "طومسون رويترز" بأن "أصوات مصرية" أصبح واحدة من أكثر 500 موقع هي الأعلى في أعداد الزائرين في مصر.
وأشار التحقيق أن مكاتب "رويترز" في القاهرة  قدمت "المرتبات والموارد البشرية والدعم الأمني" لـموقع "أصوات مصرية "، واستضافته في مقارها تحت سمع وبصر السلطات المصرية التي لم تشك لحظة في قيامها بهذا الدور التجسسي المخطط له من الدول الغربية وبالتحديد من المملكة المتحدة !
التحقيق الاستقصائي أشار إلى أن ملف تعريف على الإنترنت، تم حذفه منذ ذلك الحين، يؤكد أن "أصوات مصرية" أشرفت على تدريب 300 صحفي مصري من خلال المشروع، وهو جيش حقيقي من الصحفيين كان يقوم بانتاج وكتابة أكثر من 300 قصة كل أسبوع باللغتين الإنجليزية والعربية، ليتم بعد ذلك إعادة تدوير تلك القصص الإخبارية من قبل أكثر من 50 منفذًا إعلاميًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك وكالة "رويترز" نفسها.


الرؤية البريطانية
وأكد التحقيق أن رؤية لندن في إطلاق "أصوات مصرية" كان واضحًا، حيث منح إنشاء "منصة إخبارية محلية مصرية" وزارة الخارجية البريطانية درجة لا مثيل لها من السيطرة السردية على أرض الواقع مع تطور الأحداث في مصر.
وأضاف التحقيق أنه على الصعيدين المحلي والدولي، أنشأت المخابرات البريطانية سجلاً طويلاً في تمويل المنافذ الإخبارية في الخارج لهذا الغرض المحدد، بما في ذلك "رويترز"، كما يقول الكاتب.
ولعبت "أصوات مصرية" دورا في تحريض المتظاهرين للاحتشاد في الشوارع، والاعتراض على الإعلان  الدستوري الذي أصدره الرئيس الراحل محمد مرسي في 2012، والذي تولي بموجبه سلطات تنفيذية كبيرة بشكل مؤقت، وكان من المقرر أن يستمر هذا الإعلان لمدة ثلاثة أسابيع فقط، وتم إصداره بسبب السلطة القضائية القوية والمسيّسة بشدة في القاهرة والتي حاولت مرارًا وتكرارًا إعاقة التحول الديمقراطي في مصر، حيث حلت مجلس الشعب المنتخب، آنذاك.


"تمرد" و30 يونيو
وفي أبريل 2013، تحركت مجموعة شبابية غامضة بسرعة أطلقت على نفسها اسم "حملة تمرد" لجمع التوقيعات التي تطالب بعزل الرئيس مرسي بحلول 30 يونيو، ومنحت "أصوات مصرية" هذه الحركة تغطية شاملة ومكثفة، وبينما أشارت استطلاعات الرأي، آنذاك، إلى أن 53% من الجمهور ما زالوا يؤيدون الرئيس مرسي، فإن "أصوات مصرية" كان بمثابة مكبر صوت مستمر للمعارضة التي طالبت بمظاهرات حاشدة لإسقاطه.
وعن تضخيم أعداد المتظاهرين في 30 يونيو 2013، قال التحقيق إنه مع امتلاء بعض شوارع القاهرة، وعدد من المدن بالمتظاهرين المطالبين برحيل مرسي، اعتمدت "رويترز" و"أصوات مصرية"، رقما نقلته عن مصادر عسكرية يفيد بأن 14 مليون شخص تظاهروا ضد مرسي!!
وأقرت وكالات الأنباء الدولية الأخرى بأن الرقم "يبدو مرتفعًا بشكل غير معقول" ، إلا أن رويترز "طمأنت" القراء بأن الجيش "استخدم طائرات الهليكوبتر لمراقبة الحشود".
وأشار التحقيق إلى أنه عبر "رويترز"،  تم إعادة تدوير هذا الرقم الضخم عبر وسائل إعلام عالمية، في الوقت الذي كشفت تحقيقات لاحقة أن هناك ما بين مليون إلى مليوني متظاهر بحد أقصى هم من نزلوا إلى الميادين في يوم 30 يونيو، كما يقول الموقع.


فض رابعة
الاستقصائي ذكر أن موقع "أصوات مصرية" التزم الصمت بشكل عام، عندما قامت قوات الأمن تحت قيادة السيسي في أغسطس 2013، بسحق الاعتصام بوحشية في ميدان رابعة العدوية في القاهرة، مما أدى إلى مقتل 817 شخصًا على الأقل، رغم أن منظمة (هيومن رايتس ووتش) وصفت ما جرى بأنه "ربما يكون أكبر عملية قتل جماعي للمتظاهرين في يوم واحد في التاريخ الحديث".
وأضاف أن "أصوات مصرية" لم تكتف بالصمت المريب عن تلك الواقعة التي تعد خبرا كبيرا بالمعيار المهني البحت، لكنها قامت بعد ذلك، بنشر تحقيق حول مجزرة رابعة ألقى باللوم في الحصيلة الفادحة للقتلى على المتظاهرين أنفسهم، زاعمة أنهم "شنوا" هجمات على قوات الأمن، وتجاهلت وصف منظمة (العفو الدولية) لهذا التحقيق الرسمي الصادر عن السلطات العسكرية المصرية بأنه بمثابة تبييض منسق أو عملية غسيل سمعة، تم إعداده خصيصًا لحماية قوات الأمن المصرية من المسؤولية عن تلك المجزرة الرهيبة.
وواصلت "أصوات مصرية" دورها حيث كان تقريرها غير النقدي بقراءة "فوز" السيسي "الساحق" في انتخابات مايو 2014، عندما حصل قائد الجيش على 96.91٪ من الأصوات، بينما تجاهلت أن ذلك يرجع في جزء كبير منه إلى انسحاب معظم المرشحين الآخرين من السباق، أو سجنهم قبل الاقتراع.


صمت غير معهود
وعلق "الشرقاوي" أنه بحلول ذلك الوقت، انزلقت القاهرة إلى الديكتاتورية واستمرت في الانزلاق، وسط صمت من "أصوات مصرية" التي لم تكن لتصمت خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، مضيفا أنه وعلى نحو ملائم لما سبق، وفي نوفمبر 2016، نشرت "أصوات مصرية" بشكل غير نقدي تصريخات السيسي للمشرعين الأمريكيين والتي قال لهم فيها إنه لا ينبغي النظر إلى حقوق الإنسان في مصر من "منظور غربي" ، بسبب "الاختلافات في التحديات والظروف المحلية والإقليمية"، وازداد الوضع في مصر سوءًا بحلول عام 2017 لدرجة أن وزارة الخارجية البريطانية لم تعد قادرة على تجاهله!


لحظة الاغلاق
وفي فبراير2017، صنفت لندن القاهرة "دولة ذات أولوية لحقوق الإنسان"، وأشارت ورقة حقائق من الخارجية البريطانية إلى أن "تقارير التعذيب ووحشية الشرطة والاختفاء القسري" تصاعدت في السنوات الأخيرة ، وكذلك القيود المفروضة على "المجتمع المدني" و "حرية التعبير"، في حين أن "عددًا من المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان كانوا ممنوعين من السفر".
وبعد شهر، مارس 2017، أغلقت "أصوات مصرية" أبوابها بشكل دائم، وقالت "طومسون رويترز"، في بيان، آنذاك، إنها لم تتمكن من "العثور على مصدر مستدام لتمويل المنصة"، وعبر المحقق بالموقع الامريكي عن حيرته من أنه "من غير المؤكد سبب توقف البريطانيين عن دعم هذا الموقع، على الرغم من أنه حقق بوضوح هدفه المتمثل في المساعدة في ضمان إقامة حكومة ودية ومرنة بشكل مناسب في القاهرة".
وفي يناير 2020، عندما كشفت وسائل إعلام بريطانية عن علاقة "رويترز" السرية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة مع المخابرات البريطانية، قال متحدث باسم وكالة الأنباء إن مثل هذا "الترتيب" "لا يتماشى مع مبادئ الثقة لدينا".
وعلق الشرقاوي مجددا "لا نعرف ماذا يعني بمباديء الثقة، لكن هذا التحقيق الاستقصائي المتميز يكشف حقيقة مخجلة لنا كمصريين وهي أن خداعنا من الخارج يعد أمرا بالغ السهولة عند المتربصين بنا.. فإلي متى يستمر هذا الاستغفال؟!.


https://thegrayzone.com/2023/07/05/reuters-overthrow-egyptian-democracy/