أعلنت الولايات المتحدة وقف تمويل البحث العلمي مع المؤسسات الأكاديمية الاسرائيلية في الضفة الغربية، تعبيرا عن "انزعاجها الشديد" من الخطوة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية بشأن توسبع المستوطنات في الضفة.

اعترضت  الولايات المتحدة الاثنين (26 يونيو 2023) على قرار الحكومة الإسرائيلية التي تضم أحزابا قومية ودينية الموافقة على بناء نحو 5700 وحدة سكنية إضافية لمستوطنين يهود في الضفة الغربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين إن الولايات المتحدة  "منزعجة بشدة"  من هذه الخطوة، مضيفا أن المسؤولين الأمريكيين أوضحوا لإسرائيل علنا وخلف الأبواب المغلقة معارضتهم للتحركات التي من شأنها زيادة المستوطنات. وتابع: "نعتقد أن المستوطنات عائق أمام حل الدولتين الذي يجري التفاوض عليه".

وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات التي أقيمت على أراضٍ احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية. ويمثل وجود هذه المستوطنات أحد القضايا الأساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

 

وقف تمويل مشاريع أكاديمية

وردّاً على قرار الحكومة الإسرائيلية، أعلنت الولايات المتحدة وقف تمويل البحث العلمي مع المؤسسات الأكاديمية الاسرائيلية في الضفة الغربية، في خطوة تلغي قرار إدارة  الرئيس السابق دونالد ترامب التي رفضت الإجماع الدولي الواسع على أن إسرائيل تحتل الضفة الغربية بشكل غير قانوني منذ عام 1967.

وتنصّ التوجيهات الجديدة للوكالات الحكومية الأمريكية على أن "الانخراط في تعاون علمي وتكنولوجي ثنائي مع إسرائيل في المناطق الجغرافية التي خضعت لإدارة إسرائيل بعد عام 1967 والتي لا تزال خاضعة لمفاوضات الوضع النهائي يتعارض مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة"، بحسب ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر.

الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة ترى أن المستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت في الضفة الغربية بعد حرب حزيران 1967، مخالفة للقانون الدولي. فيما يرى مراقبون أن هذه المستوطنات تقسم الضفة الغربية إلى بلدات معزولة مما يجعل إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة أمرا مستبعدا.

وشدّد المتحدث على أن الولايات المتحدة "تقدّر بشدة التعاون العلمي والتكنولوجي مع إسرائيل"، مضيفا أن القيود المفروضة على تمويل البحث العلمي في الضفة الغربية "تعكس الموقف الأمريكي طويل الأمد". ويطال القرار خصوصا جامعة آرييل، وهي مؤسسة أكاديمية كبرى تأسست عام 1982 على أراضي مستوطنة جديدة حينذاك في الضفة الغربية.

وسرعان ما هاجم أعضاء في الحزب الجمهوري القرار. فقد انتقد السناتور تيد كروز ما وصفه بـ "التمييز المعادي للسامية" ضد اليهود في الضفة الغربية، قائلا إن إدارة بايدن "مهووسة بشكل مرضي بتقويض إسرائيل". أما ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل في عهد ترامب والداعم لجامعة آرييل، فاتهم إدارة بايدن بتبني أطروحات حركة مقاطعة إسرائيل.

لكن إدارة جو بايدن تقول إنها تعارض حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي تدعو إلى قطع العلاقات مع إسرائيل ككل، وليس فقط المستوطنات.

وتوقفت واشنطن عن بذل أي جهد جوهري في مفاوضات السلام، معتبرة أن احتمالات نجاحها ضئيلة للغاية في ظل حكم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يقود أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل.

 

توسيع الاستيطان

يأتي ذلك بعدما  صادق المجلس الأعلى للتخطيط في إسرائيل على خطط الموافقة على بناء الوحدات السكنية  في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وتمّ منح الموافقات النهائية لعدد 818 وحدة بينما تمضي إجراءات الموافقة النهائية لباقي الوحدات عبر مراحلها المختلفة. وأشادت شخصيات قيادية من المستوطنين اليهود بالقرار.

ويستند مستوطنون إسرائيليون إلى ما يقولون إنه صلات يهودية تاريخية بهذه الأراضي.

ومنذ توليه السلطة في يناير ، وافق ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على بناء ما يزيد على 7000 وحدة سكنية جديدة، معظمها في عمق الضفة الغربية.

وقالت منظمة "السلام الآن" التي تراقب النشاط الاستيطاني في بيان "تدفعنا الحكومة الاسرائيلية بوتيرة غير مسبوقة نحو الضم الكامل للضفة الغربية".