أكد ياسين أقطاي المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية أن بقايا قوارب المهاجرين الغارقة تكشف عن الوجه الحقيقي لأوروبا. وكلما يغرق قارب للمهاجرين، تغرق معها إمكانية إدانة أوروبا.
 

وأشار أقطاي، في مقال نشره موقع "يني شفق" التركي عقب حادثة غرق قارب اللاجئين الأخيرة، التي غرق فيها ما يزيد عن 500 مهاجر ولاجئ من محيط البحر المتوسط العربي أن "التناقض بين الموقف اللامبالي للعالم تجاه المئات الذين لقوا حتفهم في حادثة غرق قارب المهاجرين والاهتمام الشديد بالأشخاص الخمسة الذين اختفوا في غواصة تيتان هو جانب آخر من هذا الغرق. فهذه المفارقة تحذر الجميع".


وأضاف المقال الذي جاء بعنوان "قارب المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.. من هم الضحايا ومن هم المسؤولون؟" أن "بعض النظر عن تبرير سلوك أوروبا، من الضروري النظر إلى الأسباب التي تدفع هؤلاء المهاجرين للقيام بهذه الرحلات الصعبة والمحفوفة بالمخاطر".

وتابع: "يجب النظر إلى الظروف التي تدفع هؤلاء المهاجرين إلى الفرار من بلادهم، ومعظمهم من الدول الإسلامية. لماذا تعيش الدول الإسلامية في ظروف تجبر مواطنيها على السعي وراء السلام والخبز والحرية والكرامة في البلدان الأخرى".

جر يمة اليونان

وأكد أقطاي أن خفر السواحل اليوناني اعتاد "على تعمد جعل القوارب التي تحمل المهاجرين غير قادرة على المناورة في هذه المواقف. هذا يجعل هذه الكوارث حتمية. بمعنى آخر، لا نتحدث عن غرق السفن من تلقاء نفسها، ولكن عن تعمد إغراقها".

وشدد أنه "من الواضح أن هذه جريمة ضد الإنسانية تحدث على أبواب أوروبا. والتحقيقات التي بدأها مكتب المدعي العام اليوناني في قضايا مماثلة قد انتهت لصالح خفر السواحل اليوناني دون إثبات هذه التهمة على اليونان رغم تورطها"!

مسؤولية العالم الإسلامي

وطالب أن تكون هذه القضية الأكثر أهمية على جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي. فمشكلة المهاجرين ليست مشكلة أوروبية فقط. لا شك في أن قادة الدول التي ينتمي إليها المهاجرون يجعلون بلدانهم غير صالحة للعيش ولا تطاق لمواطنيهم، لكن لا يزال من الضروري اتخاذ مبادرة جديدة لحل هذه المشكلة.

وأضاف أنه "بمناسبة قدوم عيد الأضحى نتمنى أن ننتقل إلى التضحيات التي تقرب الناس من بعضهم البعض وتقربهم من الله والحياة. وبهذه الطريقة نأمل ألا يتم التضحية بهم على طرق تقربهم من هدف لا طائل من ورائه يسلبهم حياتهم. على منظمة التعاون الإسلامي أن تجعل هذه القضية البند الأول في جدول أعمالها".


وتساءل "مع اقتراب عيد الأضحى وذبح الأضاحي، يتساءل المرء عما يضحّي به العالم الإسلامي بهذه الوفيات. والأهم من يدفع الثمن ولمن يُدفع ومن المسؤول عن ذلك؟".
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم على متن قوارب المهاجرين مع علمهم باحتمالية الموت الكبيرة، جميعهم يريدون الفرار من دول العالم الإسلامي".


واستدرك أن "نقول العالم الإسلامي لكن لا يوجد أي أثر للإسلام فيه. إنه عالم لا يوجد فيه أثر للعدالة والرحمة أو للنظام الإسلامي، ولكن للأسف يطلق عليه العالم الإسلامي. وقادة هذا العالم الإسلامي يطلق عليهم ملوك وأمراء وزعماء، ناهيك عن وجود العلماء والمفتيين".


وتابع "هؤلاء الناس يفرون من هذه البلدان ويشرعون في رحلة الموت على أمل حياة أفضل. فإما أن يتعرضوا للتعذيب في سجون هذه البلدان أو يفقدوا داخلها، أو يعيشوا حياة بائسة في ظل الاقتصادات الفاسدة، لذلك يبحرون مخاطرين بحياتهم إلى مكان يأملون فيه أن يعاملوا بشكل أفضل".


وقال: "العالم الذي يأمل المهاجرون أن يعيشوا فيه حياة أفضل، عبر معاملة أكثر إنسانية وبيئة أكثر استحقاقًا للكرامة الإنسانية، يستقبلهم في بداية طريقهم بأكثر الظروف إثارة للاشمئزاز من خلال معاملة غير إنسانية تقوم على الإذلال".


وأكد المستشار السابق للرئيس أردوغان أنه "يمكن لأي شخص أن يصبح لاجئًا أو طالب لجوء لسبب أو لآخر. قد تجبره الظروف غير الصالحة للعيش على النزوح. لذا فإن اللجوء هو حق من حقوق الإنسان. هذا الحق معترف به عالميًا ولهذا السبب أُدرج يوم 20 يونيو بأنه اليوم العالمي للاجئين".


وأوضح أنه "بالطبع، إذا كان من الممكن تحسين الظروف التي تجبر الناس على طلب اللجوء، فمن الأولوية محاولة تحسينها. ولكن إذا تعذر تصحيح هذه الظروف، فمن المسؤولية الإنسانية الرئيسية أيضًا تبني نهج أكثر إنسانية تجاه طالبي اللجوء".


وكشف أنه "للأسف فإن العنوان الذي يبحث فيه اللاجئون عن حياة أكثر إنسانية وازدهارًا لا يرقى إلى مستوى المسؤولية لأن هذا المكان يعاملون فيه طالبي اللجوء بشكل أسوأ".
 

 

https://www.yenisafak.com/ar/columns/yasinaktay/4034883