تسببت المصافحة الحارة التي شهدتها قمة "ميثاق التمويل العالمي الجديد" بباريس، الخميس، بين عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، وتبادل الابتسامات، سخرية من الإثيوبيين حيث يفترض وجود أزمة حادة بين مصر وإثيوبيا بخصوص سد "النهضة"، بعد استيلاء أديس أبابا على نحو 34 مليار متر مكعب من مياه قادمة لمصر على نحو واضح، عير أن المصافحة غير المبررة، لم تعلق عليها القنوات والمواقع الموالية للانقلاب في مصر.

المصافحة والابتسامات والحوار كان على هامش مشاركة السيسي وآبي أحمد، في القمة الدولية بالعاصمة الفرنسية باريس. وجاءت عقب شهور من مؤتمر المناخ كوب 27 الذي دعت له الأمم المتحدة آبي أحمد في شرم الشيخ، في ظل أزمة بين مصر والسودان من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر، لرفض الأخيرة عقد اتفاق حول تشغيل سدها المطل على نهر النيل.

وكان السيسي أكد في وقت سابق "التزام مصر بمبدأ الحوار والتفاوض والسلام حول قضية سد النهضة الإثيوبي"، داعيا إلى التوقيع على اتفاق ملزم للجميع يستند إلى القانون الدولي.

في حين تقول حكومة السيسي إن "المفاوضات مع إثيوبيا مستمرة لأكثر من 10 سنوات دون جدوى، ودون أي التزام أو اعتبار لحقوق دول المصب (مصر والسودان)".

وكشفت تقارير إن عدم التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة، أدى لزيادة التوتر السياسي بين مصر وإثيوبيا، وترحيل الملف إلى مجلس الأمن، الذي عقد جلستين حول الموضوع، دون اتخاذ قرار بشأنه.

وفي مايو الماضي، أكدت مصر أنها لم تتفق مع إثيوبيا على فترة ملء "سد النهضة"، أو كمية المياه التي سيتم تخزينها.

وطالب السيسي أديس أبابا بالتحلي بالإرادة السياسية بهدف إبرام اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
غير أن السيسي بدا ضاحكا، قبل ساعات من ألآن وهو الأمر الذي أثار حيرة وقلق المصريين، فوزير الخارجية الاثيوبي صرح قبل دقائق من لقاء (أحمد - السيسي) أن "سد النهضة يقترب الآن من التعبئة الرابعة".!

وقال: "إثيوبيا ترفض التدخل غير البنّاء وغير المبرر لجامعة الدول العربية في ملف سد النهضة"، زاعما أن "التعبئات الـ3 لسد النهضة لم تُحدث ضررًا بدول المصب وكذلك ستكون التعبئة الرابعة".
تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي الذي كان في وقفة الابتسامات في باريس، وعدم وجود رد، اعتبرها البعض تأكيدا جديدا على انقضاء الأمر، وأن المصريين في مواجهة تاريخية مع قدرهم.
وعلق د. نادر نور الدين خبير الأراضي والمياه الحكومي "أن لغة الجسد ولغة الوجه والعيون غائبة!!".
وقال الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إتش.إيه هيليير، إن سد النهضة هو أحد القضايا العديدة إلى جانب الأمن الغذائي واللاجئين التي تجعل جنوب أفريقيا أمرًا بالغ الأهمية لمصر" بحسب تقرير ل"المونيتور".
وأضاف "هيليير"، "مشروع السد الذي يؤثر على مصر يأتي من خلال الدول الأفريقية، واللاجئون يفرون من جنوب الصحراء عبر مصر، وقضايا الأمن الغذائي، كلها مسائل مهمة في العلاقات ليست اختيارية".

وزعم التقرير أن مناقشة قضية سد النهضة من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والهيئات الدولية الأخرى، قد يساعد ببناء الدعم المصري بشأن هذه القضية، في الضغط على إثيوبيا نحو صفقة مستقبلية.

وتعاني مصر من ندرة المياه مثل باقي دول القارة، وتمتلك 560 مليار متر مكعب من المياه المتاحة للفرد كل عام، هذا أقل من ثلث الكمية المتاحة قبل 50 عامًا وأقل من 1000 مليار متر مكعب من المعيار الذي حددته الأمم المتحدة، حسبما ذكرت "رويترز" في أكتوبر 2022.