لقي أكثر من 100 شخص مصرعهم في نيجيريا جراء غرق قارب في أحد الأنهر، خلال نقله عائلات عائدة من حفل زفاف، وفق ما أفادت به الشرطة والسلطات المحلية وكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء. وقالت الشرطة المحلية إن القارب النهري غرق في ولاية كوارا.

 

وصرّح أوكاسانمي أجايي، المتحدث باسم شرطة ولاية كوارا، للوكالة بأن 103 أشخاص قتلوا في الحادث، بينما نجا 100 آخرون.

 

من جهتها، أشارت وكالة «رويترز»، نقلاً عن سكان، إلى أن الحادث وقع الليلة الماضية عندما انقلب قارب خشبي كان ينقل الناس عبر نهر للوصول إلى ولاية كوارا بعد حفل زفاف بولاية النيجر المجاورة. وقالت حكومة ولاية كوارا في بيان إن الركاب من 5 قرى، وإن جهود الإنقاذ لا تزال جارية.

 

وأضاف البيان أن والي كوارا عبّر للمواطنين عن مواساته بعد الحادث الذي «يُخشى أن يكون قد أدى لمقتل عشرات بينما لا يزال كثيرون في عداد المفقودين». وخوفاً من عمليات الخطف التي تنفذها عصابات مسلحة على الطرق، يستخدم بعض النيجيريين القوارب للانتقال إلى مواقع قريبة، غير أن تكدس تلك القوارب وسوء حالتها هما السبب وراء وقوع معظم الحوادث من هذا النوع.

 

ومن جهة أخرى أعلنت الشرطة النيجيرية، أمس (الثلاثاء)، أن مسلحين قتلوا ما لا يقل عن 23 شخصاً وسط نيجيريا في الأيام الأخيرة، في أحدث أعمال عنف بهذه المنطقة، التي تشهد صدامات دامية متكررة بين مزارعين ومربي المواشي، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

 

كانت ولاية بلاتو، الواقعة في منتصف الطريق بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة والجنوب ذي الغالبية المسيحية، مسرحاً لتصاعد الهجمات في الأشهر الأخيرة.

 

وقال الناطق باسم الشرطة المحلية، ألفريد ألابو، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن اثنين من مربي المواشي قُتلا الأحد، قبل أن يُقتل 21 مزارعاً في وقت لاحق في قرى عدة.

 

وأضاف ألابو أن «الراعيين قُتلا أولاً بينما شُنت هجمات أخرى ليلاً»، مشيراً إلى أن تحقيقاً جارٍ.

 

وقال الرئيس المحلي لجمعية مربي المواشي النيجيريين، بيلو تافاوا، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الراعيين قُتلا، مساء الأحد، أثناء عودتهما إلى ديارهما. وأكد أن الهجوم وقع «دون مبرر».

 

وقال المسؤول المحلي الشاب، روانغ تينغونغ، إن 21 شخصاً قُتلوا لاحقاً في «هجمات منسقة». واتهم «رعاة» الفولاني بالوقوف وراء أعمال انتقامية.

 

وقال حاكم ولاية بلاتو، كاليب موتفوانغ، في بيان، إنه حزين لعمليات القتل، مستنكراً الوضع الأمني «المقلق للغاية».

 

وأضاف: «فقدنا أرواحاً غالية، وما زلنا نحصيها». وتابع أن «الأجهزة الأمنية أصبحت كمحرك قديم مهجور يحتاج إلى إعادة تغذية».

 

وفي مايو (أيار)، قُتل أكثر من 100 شخص، ونزح الآلاف بعد هجمات في الولاية، بحسب مسؤولين محليين.

 

وتعدّ المناطق في شمال غرب نيجيريا ووسطها مسرحاً للصراعات والتوترات حول الأراضي والمياه بين مجتمعات المزارعين ومربي المواشي.

 

وأدت سلسلة عمليات القتل، التي أعقبتها أعمال انتقامية، إلى انتشار أوسع للجرائم في المنطقة، حيث تقوم العصابات باستهداف القرى، وتقوم بعمليات خطف جماعي ونهب.

 

ويواجه رئيس نيجيريا الجديد، بولا تينوبو، الذي تولى مهامه نهاية مايو الماضي، لقيادة أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، وأول اقتصاد في القارة، تحديات أمنية متعددة.

 

ووعد بأن يكون التصدي لانعدام الأمن «أولويته المطلقة» كأسلافه.