بينما تعتبر صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية موالية للكيان الصهيوني، طرحت في مقال عدة أسئلة تشير إلى ضعف - أو إهمال - الدفاعات الإسرائيلية على الحدود المصرية.
وقالت الصحيفة في تحليل كتبته "إيزابيل كيرشنر": "بعد يوم من مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين على حدود إسرائيل مع مصر، كانت السلطات الإسرائيلية تحقق في سلسلة من الحوادث التي سمحت لفرد في الأمن المصري بعبور الحدود شديدة التحصين دون أن يتم اكتشافه وقضاء عدة ساعات داخل الأراضي الإسرائيلية وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في موقعين منفصلين".
وقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام منذ أكثر من 40 عامًا، والجنود الإسرائيليون الذين يقومون بدوريات على الحدود معتادون على التعامل مع عصابات تهريب المخدرات أكثر من التعامل مع المسلحين. 
وكانت حادثة السبت هي الأولى من نوعها على طول الحدود المصرية منذ أكثر من عقد. ووفقًا لجيش الاحتلال، ظلت القوات منتشرة على طول الحدود في وقت مبكر من يوم السبت بعد إحباط محاولة كبيرة لتهريب المخدرات عبر الحدود ومصادرة ما قيمته حوالي 400 ألف دولار في الساعة 3 صباحًا. 
وأضافت: "آخر اتصال تم إجراؤه مع الجنديين الإسرائيليين - رجل وامرأة - اللذان كانا يحتلان أحد المواقع على طول الحدود كان في الساعة 4:15 صباحًا، بحسب العميد "دانيال حجاري"، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي". 
بدأ الجنديان مناوبتهما التي تبلغ 12 ساعة في الساعة 9 مساء يوم الجمعة. وكان من المفترض أن يتم الاتصال اللاسلكي كل ساعة، لكن هذا لم يحدث. ولهذا وصل القائد إلى الموقع في الساعة 9 صباحًا يوم السبت للتحقق من سلامة الجنديين، لكنه عثر عليهما مقتولين، وتم إطلاق ناقوس الخطر بشأن مهاجم طليق.
تم إرسال القوات والمتتبعين للمطاردة بمساعدة طائرة مُسيرة رصدت شخصًا مشبوهًا في الرمال على بعد حوالي ميل من الحدود، داخل الأراضي الإسرائيلية، حوالي الساعة 12 ظهرًا.
لكن العميد "حجاري" أوضح أن صور الطائرات المُسيرة لم تظهر سلاحًا، وأن القوات كانت بحاجة إلى الاقتراب للتأكد من أن الشخص لم يكن مدنيًا إسرائيليًا يتنزه في المنطقة. ومع اقتراب القوات، أطلق الشخص النار من مسافة حوالي 200 ياردة، مما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي ثالث وإصابة رابع قبل أن يقتل نفسه.
ولأن هويته ودوافعه كانوا غير واضحين حتى يوم الأحد، ادعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه بالعثور على مصحف في حقيبته، فإنه يرتبط بجماعة مسلحة.
ومن بين الأسئلة الأخرى التي طرحتها "نيويورك تايمز" نقلًا عن حديث "حجاري": "ماذا بوابة الطوارئ في السياج الفولاذي على طول الحدود، والتي دخل من خلالها المشتبه به إلى إسرائيل، لم يكن بها قفل مناسب ولكن تم إغلاقها فقط بواسطة قيود يدوية بلاستيكية؟ ولماذا لم تكتشف المستشعرات الموجودة على طول السياج وجود اختراق؟ وكيف تمكن الشرطي من الوصول إلى موقع الجيش ومفاجأة الجنود دون أن يرصده الحراس؟.
وصرح "حجاري"، بأن الأنظمة الدفاعية في بعض الأحيان يمكن أن تتأثر بالظروف الجوية.
وكتب "يوسي يهوشوا"، معلق الشؤون العسكرية، يوم الأحد في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "الدفاعات الإسرائيلية انهارت أمس"، مضيفًا أنه بالنظر إلى أن الجيش الإسرائيلي "تمتع بتفوق حقيقي من حيث القوة البشرية وظروف الرؤية في وضح النهار والقوات المساعدة، كان يجب أن ينتهي المطاردة دون وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين".
وأشارت الصحيفة إلى تساؤل محللون آخرون عما إذا كان من المتوقع أن تظل القوات المتمركزة على طول الحدود في حالة تأهب لمدة 12 ساعة في حر الصحراء.


https://www.nytimes.com/2023/06/04/world/middleeast/israel-border-attack.html