قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني كشفت نتائج الانتخابات التركية كشفت عن جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية ستُعقد في 28 مايو، حيث حصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على 49.40% من الأصوات، أي أقل بقليل من النسبة المطلوبة لتحقيق انتصار من الجولة الأولى، وحصل منافسه الرئيسي، كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري (CHP) المنتمي إلى يسار الوسط، على 44.96% فقط من الأصوات.

لكن المفاجأة الحقيقية كانت في المرشح الرئاسي القومي المتشدد، سنان أوغان، الذي حصل على 5.2% من الأصوات، إذ إن ثمة شيئاً أكيداً: لم يكن كبار المسؤولين الأتراك من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي إليه أردوغان، متفاجئين بالنتائج.

وبيَّنت سبعة استطلاعات رأي أُجريت في أبريل 2023، عن طريق الحزب أن أردوغان كان متقدماً بنقطتين إلى ثلاث نقاط مئوية على كليجدار أوغلو، وأن هناك احتمالية بوجود جولة إعادة، والآن جرى التحقق من صحة هذه التقديرات.

وبحسب "ميدل إيست آي" فإن جانبين رئيسيين يتعلقان بالجولة الثانية، يمنح كلاهما أردوغان ميزة هائلة.

 

البرلمان

عند المقارنة بالانتخابات البرلمانية السابقة التي عُقدت في 2018، نجد أن حزب العدالة والتنمية فقد 8% من الدعم، فلم يحصل إلا على 35.4% من الأصوات، ليفوز بذلك بـ266 مقعداً. غير أن حليفه، حزب الحركة القومية، لم يفقد إلا 1% مقارنة بانتخابات 2018، ليحتفظ بذلك بـ10% من الأصوات ويفوز بـ50 مقعداً في البرلمان. وبذلك، جنباً إلى جنب مع حزب الحركة القومية، يحتفظ أردوغان بالأغلبية.

ويعتقد مسؤولي حزب العدالة والتنمية أن احتفاظ أردوغان بالأغلبية قد يعطيه تفوقاً نفسياً كبيراً ضد منافسه إذا أُجبر على خوض جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية. قال أحد المسؤولين في ذلك الوقت: "الشعب التركي لا يحب التعايش".

وأشار تحليل الموقع البريطاني إلى إنهم سوف يعتمدون على العاطفة، من خلال تقديم آخر ولاية لأردوغان أمام الشعب على أنها بالغة الأهمية، ومحاولة إقناع الجمهور بأنه يستحق نصراً أخيراً.


أصوات سنان أوغلو

وقال الموقع إن أردوغان يملك ميزة ثانية وهي المصوتون لصالح سنان أوغان. ففي تحليل Middle East Eye مساء الأحد 14 مايو استناداً إلى البيانات المستقاة من وكالة الأناضول للأنباء، أشار إلى أن أوغان اقتات على حصة الأصوات الخاصة بأردوغان في وسط الأناضول.

وعلى سبيل المثال، يبدو أن أردوغان عانى من خسارة 5.3% من الأصوات في مدينة قونية، حيث حصل هناك على 74.2% من الأصوات في 2018، بينما حصل الآن على 68.9%. فيما حصل أوغان حالياً على 6.76% من الأصوات هناك.

وفي في مدينة قيصرية، يبدو أن حصة الأصوات الخاصة بأردوغان انخفضت منذ 2018 بنسبة 6.6%. وهناك، حصل أوغان على 8.7%. وبالمثل، أعطت مدينة يوزغات الرئيس أردوغان 72.6% من أصواتها، في حين أنه حصل على 75.5% من الأصوات قبل خمس سنوات. وحصل أوغان هناك على 5.7% من الأصوات. وفي مدينة سيواس، انخفضت نسبة الأصوات الممنوحة لأردوغان لتصل إلى 69.6%، بعد أن كانت في الانتخابات السابقة 72.3%. وحصل أوغان فيها على 6.1% من الأصوات.

وأضاف الموقع أنه في هذه الأماكن، كانت حصة الأصوات الممنوحة لكليجدار أوغلو إما بنفس المستويات التي حصلت عليها المعارضة في 2018، أو أقل بـ2% إلى 3%.

وأشار إلى أن المصوتين لصالح أردوغان تركوه بطريقة أو بأخرى وفضلوا عليه أوغان، ولعل ذلك يُعزى إلى المصاعب الاقتصادية أو المشاعر المعادية للاجئين.

تحليل الموقع البريطاني رجح أن هؤلاء المصوتين سوف يعودون إلى معسكر أردوغان في جولة الإعادة، نظراً إلى أنه يمثل في الغالب الجانب القومي التركي للبلاد إذا وُضع في خيار ثنائي بينه وبين كليجدار أوغلو.

وقال إنه لدى أردوغان بطاقات أخرى في جعبته. فعلى عكس كليجدار أوغلو، لم يعلن بعد عن خياراته في مناصب نائب الرئيس. ولا يزال لديه مساحة للتراجع عن سياسته النقدية غير التقليدية، التي تعرضت لانتقادات واسعة من جانب الخبراء الاقتصاديين.