يحتفل العالم في الـ3 من مايو باليوم العالمي لحرية الصحافة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة ﻣﻔﺗﺎﺣًﺎ ضروريًا للتمتع بجميع ﺣﻘوق الإنسان، ولكنها باتت مُهددة مؤخرا بفضل الممارسات القمعية للحكومات وانتشار الأخبار المضللة بشكل غير مسبوق عالميًا ومحليًا.
وعنونت منظمة مراسلون بلا حدود تقريرها السنوي ب" تراجع الدول العربية في مؤشر الصحافة 2023 "، وكشف مؤشر حرية الصحافة تراجعا حادا لمصر وتونس في ظل استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام، بعد الانقلابات في البلدين.

وتراجعت مصر إلى المرتبة 166 عالميا وتونس من المركز الـ 94 في العام 2022 إلى المركز الـ 121، وهبطت الأردن، من الترتيب الـ 120 في العام الماضي إلى 146، لتكون الدولة الثانية عربيًا التي شهدت تراجعًا في حرية الصحافة.

وجاءت غالبية الدول العربية في مؤخرة القائمة، التي تتألف من 180 دولة، وتتذيلها كوريا الشمالية، والصين، وفيتنام، وإيران.

ومع غياب قانون لتداول المعلومات في مصر، وتنظيم موالين للحكومة حملات إعلامية تحمل معلومات مضللة، تشهد الصحافة تراجعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث احتلت المرتبة 168 من بين 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة لعام 2022، متراجعة مركزين عن العام 2021.

وصفت منظمة "مراسلون بلا حدود"- صاحبة التصنيف- مصر بأنها "من أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين"، حيث بات من الشائع ملاحقة الصحفيين بتهمة "الانتماء إلى منظمة إرهابية" أو "نشر أخبار كاذبة".

واعتبرت المنظمة أن "جميع وسائل الإعلام المصرية تقريبًا تعمل تحت الأوامر، حيث تخضع للسيطرة المباشرة إما من الحكومة أو المخابرات أو من بعض رجال الأعمال النافذين الذي يستثمرون في الإعلام خدمة لمصالح دوائر الحكومة".

وأفردت منظمة مراسلون بلا حدود صفحة تحمل تقييمًا شاملًا لأحوال الصحافة والصحفيين في مصر، حيث وصفت التعددية في المشهد الإعلامي بـ"شبه المنعدمة".

ووثق موقعا درب والمرصد المصري للصحافة والإعلام، 171 انتهاكًا بحق الصحفيين بالعام 2022، بينهم 15 صحفيًا وإعلاميًا أُلقي القبض عليه، و13 تم التعدي عليهم بالضرب.

في المقابل تصر الحكومة المصرية على "حظر وسائل الإعلام التي ترفض الخضوع لسياسة الرقابة"، حيث تُعَد المواقع المحجوبة في مصر بالمئات.


تقويض حرية الصحافة

ويساعد التطور الرقمي في تطوير أدوات الصحافة، يزيد أيضًا مشكلات عصرية، من بينها انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت، والتي وصفتها منظمة "مراسلون بلا حدود RSF" بأنها "تهديد كبير لحرية الصحافة"، وأن "المعلومات الموثوق بها تغرق في طوفان من المعلومات المضلّلة"، بحسب تعبير الأمين العام للمنظمة كريستوف ديلوار لوكالة فرانس برس.

وفي مثل هذا اليوم تحتفل الدول بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، والدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها، وتقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.

وفي الـ3 من مايو 1991، عقدت اليونسكو مؤتمرًا جمع عدد من الصحفيين الأفارقة بمدينة ويندهوك عاصمة ناميبيا، لبحث "تطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة" في العالم أجمع، وبنهاية المؤتمر، اعتمدت اليونسكو ما سمي بـ"إعلان ويندهوك"، الذي حمل مبادئ عامة لحماية حرية الصحافة، ضمنها حماية الدولة للصحفيين وتعزيزها الفرص للمواطنين لممارسة حرية التعبير، وأن تتجنب السيطرة على الإعلام وتضمن لوسائل الإعلام المجتمعية الدعم القانوني والعملي.

وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1993 إعلان الـ 3 من مايو يومًا عالميًا لحرية الصحافة، واعتبرت هذا اليوم بمثابة الضمير الذي يذكّر الحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة.

تقرير منظمة مراسلون بلا حدود عن العام 2023 اضغط هنا