ظل الحديث منذ الأحد الماضي، يدور حول ما بين 27 إلى 30 مجندا وضابطا مصريا تحتجزهم (قوات الدعم السريع) في السودان، التي يعتبرها قطاع من السودانيين مليشيات، ما بين مطار مروي والخرطوم العاصمة إلى أن فوجئ المصريون مساء الأربعاء بالحديث عن 177 من الجنود المصريين وصلوا إلى مطار القاهرة (الجانب العسكري) وصفهم الجيش السوداني في بيان أولي  بـ "المحتجزين".

وصباح الخميس، أصدر الجيش السوداني بيانا توضيحيا لتصريحاته السابقة عن الجنود المصريين الذين تم إجلاؤهم، ليؤكد أن هؤلاء لم يكونوا أسرى عند قوات الدعم السريع وبالتالي هم غير الـ28 عسكريا مصريا الذين سلمتهم هذه القوات للصليب الأحمر الدولي.

وأوضح أن 177 عسكريا مصريا أجلوا من السودان الأربعاء على متن أربع طائرات، بحسب ما أوضح الجيش السوداني الخميس في حين أكدت قوات الدعم السريع السودانية أنها سلمت 27 عسكريا مصريا آخر كانوا محتجزين لديها إلى الصليب الأحمر الدولي.

الجيش السوداني أعلن ليل الأربعاء أن هؤلاء العسكريين كانوا "محتجزين لدى قوات الدعم السريع" عادوا إلى مصر، قبل أن يصدر بعد ظهر الخميس بيانا اعتذر فيه عن كلمة "محتجزين" التي وردت بالخطأ.

وأشار البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السودانية: ورد بتصريحنا بشأن عودة إجلاء أطقم القوات الجوية المصرية بتاريخ أمس (الأربعاء) سهوا عبارة "المحتجزين" وهذا غير دقيق".

وقال: "الذين تم إجلاؤهم بالرغم من تواجدهم بمدينة مروي أثناء التمرد لكن لم يتم أسرهم بواسطة المليشيا المتمردة نسبة لتواجدهم خارج المطار لحظة وقوع العدوان"، مشيرا إلى "الذين تم أسرهم بواسطة المتمردين عددهم 28..".

وكان متحدث الجيش المصري الخميس، قال بعد ساعات من عودة ثلاث طائرات أعادت جنودا مصريين من السودان حيث وصلت إلى قاعدة جوية بالقاهرة أمس الأربعاء، مؤكدا بذلك ما ورد في بيان سابق للقوات المسلحة السودانية بشأن عودة الجنود إلى مصر.

 

وأضاف متحدث الجيش في بيان أن جنودا مصريين آخرين في السودان وصلوا إلى السفارة المصرية في الخرطوم بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان "تمهيدا لإجراءات إجلائهم من الأراضي السودانية فور استقرار الأوضاع وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن".


غير أن بيان المتحدث العسكري الجديد الخميس بخصوص عودة الجنود المصريين من السودان وتأمين وصول باقى العناصر، لم يشر إلى "الجيش السوداني" في بيانه عن 3 طائرات نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية فى إحدى القواعد الجوية بالأراضى السودانية للقيام بمهمة إخلاء القوات المصرية فى ظل إجراءات تأمين شامل للقوات والإقلاع من الأراضى السودانية عبر رحلات متتالية لمعظم عناصر القوة المصرية والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية الجوية المصرية بالقاهرة".


الطائرة الرابعة

لم يلفت المتحدث غريب عبدالحافظ، إلى بيان الجيش السوداني أن عملية إجلاء الجنود المصريين تمت عبر 4 طائرات عسكرية مصرية، ما يعني تضاربا بسيطا لكن قد يكون مؤثرا ويعبر عن غياب الشفافية والغموض عن مصير الطائرة الرابعة وهمتها مع تلميح أنه ما زال الجنود المصريين لم يعد منهم إلا (معظمهم) فمن منهم تحتجزه أيا من القوتين المتصارعتين..

 

وفي سياق مقابل، قالت "الدعم السريع" الخميس إنها سلمت الصليب الأحمر 27 جنديا مصريا من القوات المصرية تشارك في تدريبات عسكرية بالسودان، وأعلنت الإمارات نجاح الوساطة التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع مصر لتأمين سلامة الجنود المصريين المتواجدين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم.

 

وقال بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية إن القاهرة وأبوظبي تعربان عن "تقديرهما للصليب الأحمر الدولي لما بذله من جهود في دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين".

وصباح الخميس 20 أبريل، وبالتنسيق مع الجهات السودانية المعنية والدول الصديقة والشقيقة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان تأمين وصول باقى عناصر القوات المسلحة المصرية لمقر سفارة جمهورية مصر العربية تمهيداً لإجراءات إخلائهم من الأراضى السودانية، فور استقرار الأوضاع وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن.