حالة من الجدل سادت الأوساط الاجتماعية عقب تداول صورة للعملة الجديدة فئة العشرين جنيهًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مطبوع عليها علم المثليين حول مسجد.

وكان رواد مواقع السوشيال ميديا قد تداولوا صورًا للعملة الجديدة من فئة العشرين جنيهًا، تم تصميمها من البلاستيك (البوليمر)، ويتوقع أن يطرحها البنك المركزي في عيد الفطر المبارك.

وأعرب الكثيرون عن غضبهم الشديد من التصميم الذي ظهرت عليه تلك العملة؛ لوجود علم الرينبو "رمز المثليين" على مسجد القلعة المطبوع على الـ 20 جنيهًا المزعومة، وهو ما اعتبره المواطنون إهانة كبيرة للإسلام.

وقال صاحب حساب "الشعراوي": "طرح العملة النقدية فئة 20 جنيًا الجديدة للجمهور في عيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير. لما العشرة من ساعة ما نزلت وهي فقرتنا.. العشرين هتعمل فينا إيه".

وغرد "أبو مصطفى الخفاجي": "صورة للعملة البلاستيكية الجديدة في مصر تثير الجدل بعد ظهور مسجد محاطًا بعلم للمثليين على ورقة فئة العشرين جنيه!؟".

 

حقيقة صورة العشرين جنيهًا المتداولة

وفي الحقيقة، لم تكن هذه المرة الأولى لتداول الصورة المنتشرة للعملة البلاستيكية الجديدة فئة الـ 20 جنيهًا، إنما كانت انتشرت أيضًا على منصات التواصل الاجتماعي في عام 2021م، وحينها أصدر البنك المركزي بيانًا ينفي طرح عملة بهذا الشكل في السوق المصرفي.

وقال البنك المركزي، في بيانه السابق، إن العملة البلاستيكية فئة الـ 20 جنيهًا مازالت تحت التطوير، موضحًا أن الألوان المتعددة التي تشبه “علم الرينبو” والموجودة على العملة المتداولة هي العلامة المائية الحديثة والمتعارف عليها عالميًا كواحدة من أحدث تقنيات تأمين العملات المطبوعة، وفقًا لـ"موقع المستقبل".

وأكد أن العلامة المائية لن تكون موجودة على العملة بالشكل المتداولة في الصورة المزعومة للعشرين جنيهًا، وإنما سيظهر لون واحد أو لونان من الألوان المدرجة على العملة المنتظر طرحها عند تحريكها في ضوء الشمس.

ومن جانبه، لم يصدر البنك المركزي حتى الآن بيانًا رسميًا بطرح العملة البلاستيكية فئة العشرين جنيهًا، كما لم يحدد بعد موعد طرحها، وهذا يعني أن ما يتردد عن طرحها قبل عيد الفطر مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.

 

صور غير صحيحة

ورد آخرون على هذه الصور المتداولة بأنها غير صحيحة، لأنها تتضمن توقيع محافظ البنك المركزي السابق، طارق عامر، وليس حسن عبد الله المحافظ الحالي.

فيما نقلت صحيفة "الوطن" عن مصادر مصرفية، أن "أي طرح لعملات جديدة بلاستيكية الفترة المقبلة سيكشفه البنك المركزي في بيان رسمي، وما دون ذلك لا يتعدى كونه أقاويل غير صحيحة".

ونقلت الصحيفة عن ما وصفته بـ"مصادر مطلعة"، أنه تم إجراءات تعديلات على التصميم المتداول، وأنه لم يتم تحديد موعد لطرح فئة البنكنوت الجديدة في الأسواق المصرية.

وقالت الصحيفة إن الورقة الجديدة تحمل صورة لمسجد محمد على، وهو أحد المساجد الأثرية المهمة والشهيرة بالقاهرة، وأسسه محمد على باشا، ويعد المسجد أحد أبرز المعالم السياحية والأثرية المصرية، التي استخدمت في تزيين عدة عملات ورقية وفضية برسم صورته، مثل فئة 20 جنيهًا، وغيرها على مدار عدة عصور.

وكان البنك المركزي، طرح أول عملة بلاستيكية (بوليمر) من فئة العشرة جنيهات، العام الماضي.

وحسب بيان البنك حينها، فقد تم إنتاج العملة باستخدام أحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة في العالم، بدار الطباعة الجديدة في العاصمة الإدارية.

وصممت ورقة الجنيهات العشرة "بطابع عصري حديث ومبتكر"، حسب البنك، حيث تتزين بصورة مسجد "الفتاح العليم" المشيد حديثًا.

واختير المسجد "باعتباره أحد معالم الطرازات المعمارية الإسلامية بالعاصمة الإدارية الجديدة".

 

مميزات العملات البلاستيكية

ومن قبل، كان البنك المركزي قد طرح لأول مرة عملة بلاستيكية فئة الـ 10 جنيهات، وذلك في إطار سياسة رفع جودة أوراق النقد المتداولة من خلال التحول نحو العملات البلاستيكية نظرًا لمزاياها المتعددة، والتي تتضمن الآتي:

– تتميز العملة البلاستيكية بعمرها الافتراضي الأطول الذي يصل إلى ما بين 15 إلى 20 شهرًا، على عكس العملات الورقية سريعة التلف والتشوه خل مدة أقصاها 9 أشهر.

– العملات البلاستيكية مقاومة للرطوبة والمياه والميكروبات، ما يجعلها أقل قابلية لنقل الميكروبات.

– مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، ما يجعلها قابلة لإعادة التصنيع.

– تتميز بتصميم مبتكر وعصري.

– انخفاض تكلفة الطباعة للعملات البلاستيكية.

– يصعب تزوير العملات البلاستيكية، بخلاف العملات الورقية التي يمكن تزويرها بسهولة.

– أقل كثافة في استخدام المواد المصنعة لها، على عكس العملات الورقية.

 

معلومات عن علم المثليين

علم المثلية الجنسية هـو رمز لـ"حركات تحرر المثليين والمتحولين جنسيًا وثنائيي الجنس"، وهو يضم 6 أجزاء ملونة بألوان الطيف، الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، والأزرق، والأخضر، والبنفسجي، حسبما يشير موقع "سلايت".

جاءت بداية ظهور العلم للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال ما سميت بـ"مسيرة الفخر" في سان فرانسيسكو في 26 يونيو 1978، وصممه أحد فناني المدينة ويدعي، جلبرت بيكر، ليظهر بعد ذلك في جميع المسيرات الخاصة بالمثليين في بلاد العالم المختلفة، وترمز الألوان المتنوعة فيه إلى "المساواة" و"تعايش البشر من مختلف الثقافات والمعتقدات" جنبًا إلى جنب، كما أنه يهدف إلى دعم المثليين ضد ما يواجهونه من رفض مجتمعي.

لوِّن العلم الأصلي بيد "جلبرت بيكر"، واحتوي على 8 خطوط في البداية، وجاء لكل لون معنى خاص، فالأحمر هو رمز الحياة، والبرتقالي رمز الصحة، بينما الوردي رمز الجنس، والأصفر هو ضوء الشمس، أما اللون النيلي فهو رمز للصفاء والوئام، وجاء البنفسجي ليرمز إلى الروحانيات، أما اللون التركواز فهو رمز الفن، والأخضر يرمز للطبيعة.

بعد مقتل عضو بلديه سان فرانسيسكو المثلي، هاري ميلك، في 27 نوفمبر من عام 1978، خرجت العديد من المظاهرات وازداد الطلب على العلم، وارتفعت قيمته، حينها أقدمت شركة محلية على تصنيعه وتوزيعه، ولكن مع بعض التعديلات، فأُزيل اللون الوردي، وتم تبديل اللون النيلي باللون الأزرق، كما أزال "بيكر" أيضًا اللون الوردي من العلم قبل انتشاره بصورة كبيرة، ويقال إنه أزيل لأنه كان يرمـز للمثليين في السجون النازية، حسبما ورد في موقع "ميترو ويكلي".

وتغير العلم مرة أخرى في عام 1979، بعد أن غطت أعمدة الإنارة في أحد شوارع سان فرانسيسكو الخط الذي يقع في وسط العلم، فأُزيل اللون التركواز، وتم تعليق العلم من جهة أعمـدة الإنارة بشكل متسـاو، ليخرج الـعلم بنسخته الحـالية وبألوانه الستة.