تتداول العديد من الصحف ووكالات الأنباء أن ترامب هو أول رئيس للولايات المتحدة يواجه اتهامات جنائية، حيث تم توجيه 34 تهمة بتزوير السجلات التجارية من الدرجة الأولى.

إلا أن الحقيقة، ووفقًا لتقارير، أن هناك رئيسًا آخر تم اعتقاله، وهو في السلطة، بتهمة قد لا تخطر على بال أحد.

 

"جرانت" أول رئيس أمريكي يتم اعتقاله

وأورد موقع الإذاعة الأميركية العامة (أن بي آر) وصحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة، يوليسيس جرانت، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 1869 إلى 1877 هو في الواقع أول رئيس يتم اعتقاله، وهو في السلطة.

 

سرعة في قيادة عربة الخيول

وحدث ذلك في 1872 عندما كان جرانت ينطلق مسرعًا بعربة تجرها الخيول في العاصمة الأميركية، واشنطن، قبل أن يوقفه ضابط من أصول إفريقية اسمه، وليام ويست.

وكان الضابط في ذلك الوقت، وفق واشنطن بوست، يحقق في دهس أم وطفلها بسبب عربات مسرعة في المنطقة، ليشاهد جرانت مسرعًا ويأمره بالتوقف.

وأبقى الضابط ويست على قصة الاعتقال لعقود من الزمن، قبل أن يفصح عنها لصحيفة واشنطن إيفنينغ ستار في عام 1908، التي أعادت نشر مقتطفات منها صحيفة واشنطن بوست.

وتقول الصحيفة إنه عندها أدرك الضابط أن من أوقفه هو رئيس الولايات المتحدة، قال له "سيدي الرئيس! أريد أن أبلغك أنك تنتهك القانون. قيادتك المسرعة للعربة، سيدي، تضع مثالًا للسادة الآخرين".

ورد الرئيس: "أعلم أنني كنت أسير بسرعة كبيرة. أعدك أنني لن أفعل ذلك مرة أخرى".

 

إلقاء القبض على "جرانت"

في اليوم التالي، رأى نفس الضابط الرئيس جرانت مرة أخرى وهو يتجول بعربته مسرعًا، فأوقفه وقال له الرئيس: "هل تعتقد أنني انتهكت قوانين السرعة؟"، ورد ويست: " آسف جدًا، سيدي الرئيس، لأنني مضطر للقيام بذلك، لأنك رئيس الأمة، وأنا لست سوى شرطي، لكن الواجب واجب، يا سيدي، سأضطر إلى وضعك رهن الاعتقال". وأخذه إلى مركز الشرطة مع آخرين من المخالفين.

وأكدت هذه الرواية القائدة السابقة لشرطة العاصمة، كاثي لانير، التي قالت إن جرانت تم توقيفه من قبل 3 مرات لتجاوز السرعة.

ويقول تقرير "أن بي آر" إن الرئيس اعتذر للضابط الذي شعر بالحرج، وقال له: "يجب أن تعتقلني. لا تشعر بالسوء حيال ذلك".

وتشير إلى أنه بعد احتجازه في مركز الشرطة، لم يكن أفراد القسم متأكدين من إمكانية توجيه اتهامات ضد رئيس في السلطة.

وفي اليوم التالي، تمت محاكمة المخالفين، وحكم عليهم القاضي بدفع "غرامات باهظة" ووجه لهم "توبيخًا لاذعًا"، لكن الرئيس لم يكن من بينهم، إذ لم يحضر جلسة المحاكمة.

وكان جرانت، وفق البيت الأبيض، قد قاد جيش الاتحاد في الحرب الأهلية ضد الولايات الكونفدرالية، قبل انتخابه رئيسًا في 1869. وخلال فترة رئاسته، عمل على إزالة بقايا العبودية.

وتقول "آن بي آر" إن جرانت صرح من قبل إنه أراد أن يصبح رئيسًا فقط للتأكد من أن الحرب الأهلية كانت ناجحة فعلًا، واللافت أن الضابط ويست كان من أصل إفريقي.

ترامب، جرانت، الولايات المتحدة، الرئيس الأمريكي، اعتقال رئيس الولايات المتحدة، اعتقال الرئيس الأمريكي، اتهامات جنائية، المحكمة، نيويورك