ردد المتظاهرون من أنصار حركة "تمرد"، المدعومة من أجهزة الجيش والشرطة، في قلب ميدان التحرير، إبان انقلاب 30 يونيو 2013 هتافهم: "شرعية إيه، البيضة بجنيه"، للدلالة على ارتفاع الأسعار آنذاك، وكونه مبررًا رئيسًا للإطاحة بأول رئيس مدني منتخب تعرفه البلاد، وهو الرئيس الراحل محمد مرسي.

 

ارتفاع أسعار البيض

ووفق ما رصده “العربي الجديد”، قفزت أسعار السلع الغذائية الأساسية في مصر بنسبة تجاوزت 600%، قياسًا بمتوسط أسعار بيع الدواجن واللحوم والأسماك والألبان والزيت والسكر والأرز، خلال ما يقرب من 10 سنوات على الانقلاب، و9 سنوات على استيلاء قائد الانقلاب السيسي على السلطة في مصر.

وبينما كان سعر البيضة، التي تحجج المتظاهرون بارتفاع ثمنها إلى جنيه، لم يتجاوز 70 قرشًا في يونيو 2013، حيث كان سعر عبوة كرتونة البيض يتراوح ما بين 18 و21 جنيهًا في المحال ومتاجر التجزئة، وصل سعرها الآن إلى 4.5 – 5 جنيهات كاملة، وارتفع سعر طبق البيض البلدي إلى 150 جنيهًا للكرتونة، وطبق البيض الأبيض إلى 130 جنيهًا في الوقت الراهن، أي بزيادة نسبتها 566%.

 

ارتفاع أسعار السلع

وارتفعت أسعار اللحوم البلدية الطازجة من متوسط 55 جنيهًا للكيلوجرام إلى 270 جنيهًا، بزيادة نسبتها 390%، واللحوم البرازيلية المجمدة من 30 جنيهًا للكيلوجرام إلى 145 جنيهًا بزيادة 383%.

وأسعار السمك البلطي من 12 جنيهًا للكيلوجرام إلى 70 جنيهًا، بزيادة نسبتها 483%، والسمك البوري من 22 جنيهًا للكيلوجرام إلى 120 جنيهًا بزيادة 454%.

وزاد سعر اللتر من الألبان المعبأة من 5.5 جنيهات إلى متوسط 29 جنيهًا، بزيادة نسبتها 427%، وزيت الطعام من 6.50 جنيهات إلى 75 جنيهًا (0.8 لتر) بزيادة 1053%، والسكر الأبيض من 3 جنيهات إلى 24 جنيهًا للكيلوجرام بزيادة 700%، والأرز المعبأ من 3.75 جنيهات إلى 25 جنيهًا للكيلوجرام بزيادة 566%، والمعكرونة من 4.5 جنيهات إلى 40 جنيهًا للكيلوجرام بزيادة 987%، والدقيق (الطحين) من 3.50 جنيهات إلى 28 جنيهًا للكيلوجرام بزيادة 700%.

وبينما ارتفعت الأسعار بهذه الطريقة المجنونة إلا أن أصوات الانقلابيين من أنصار تمرد ومن شابههم كانت هي الغائبة، بينما حضرت أصوات الأنين من طبقات المواطنين المطحونة؛ لكنه أنين مكتوم، محاصر بجبال من الخوف، وبحار من اليأس!

 

ارتفاع أسعار الأجبان

وارتفعت كذلك أسعار الجبن البيضاء بجميع أصنافها: الإسطنبولي، والفيتا، والدمياطي، والبراميلي، من 18 جنيهًا إلى 120 جنيهًا بزيادة 566%، والكيلوجرام من الجبن الرومي من 28 جنيهًا إلى 180 جنيهًا بزيادة 542%.

وزاد الجبن الفلاحي "القريش" منزوع الدسم، من 45 إلى 70 جنيهًا، والتركي البطارخ والقديم من 130 جنيهًا إلى 170 جنيهًا، وصعدت أسعار الجبن "الشيدر" من 280 جنيهًا إلى 340 جنيهًا في الأسبوع الحالي، و240 جنيهًا بداية يناير الماضي.

وتستهلك مصر 700 ألف طن من الأجبان الطرية، و48 ألف طن جبن رومي سنويًا، وفقًا لتقارير غرفة الصناعات الغذائية. تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يرتفع استهلاك مصر من الأجبان إلى 734 ألف طن، بحلول عام 2028.

وتشير إحصاءات المنظمة إلى أن إنتاج الألبان محليًا يتراوح ما بين 6.5 إلى 7 ملايين طن سنويًا، ووجود فجوة بين الاستهلاك والإنتاج تصل إلى 2.2 مليون طن، تعوض عبر الاستيراد.

واكبت زيادة أسعار الأجبان والألبان المحلية زيادة هائلة في أسعار المنتجات المستوردة، رغم إفراج الجمارك عن صفقات هائلة من واردات السلع الغذائية ومستلزمات إنتاج المصانع، بلغت قيمتها نحو 14 مليار دولار، وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وفقًا لـ"العربي الجديد".

 

زيادة التضخم

دفع التضخم الذي تتراوح قيمته في المتوسط ما بين 20% إلى 30% في الأسعار خلال 5 أسابيع فقط، المصانع والمحلات الكبرى إلى عرض عبوات جديدة لمنتجات الألبان لم تشهدها البلاد من قبل، عبوات بأوزان خفيفة جدًا تبدأ من 125 جرامًا، بدلًا من أن كانت العبوات ترصد بالكيلو ونصف الكيلو العام الماضي.

تسهم العبوات الصغيرة في جذب العملاء الذين لم يعتادوا رؤيتها، بينما تزيد من القيمة الحقيقية لأسعار السلعة.

وأصبحت سياسة تخفيف الأوزان متبعة في جميع أنواع السلع، حيث يباع كيلو الأرز وزن 850 جرامًا بسعر 24 جنيهًا، والسكر بنحو 22 جنيهًا، والمكرونة تجزأ بداية من 350 جرامًا إلى 400 جرام و700 جرام، ليصل متوسط سعر الكيلو ما بين 25 إلى 35 جنيهًا حسب النوعية.

قال ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، ورئيس شعبة الأعلاف، إن سعر العلف يشهد زيادة، مما أدى إلى دفع مربي الفراخ البياضة إلى بيعها كلحم، لافتًا إلى أن سعر طن العلف 16 ألف جنيه، وسعر فول الصويا بـ 30 ألف جنيه، وفقًا لـ"المصري اليوم".

 

مشكلة الدولار

ومن جهته، يشير عضو اتحاد الغرف التجارية، عمرو عصفور، إلى أن مشكلة الدولار وراء تصاعد أسعار الأجبان المحلية والمستوردة. يؤكد عصفور أن أزمة الدولار ستظل ضاغطة على جميع السلع ومستلزمات الإنتاج، طالما لم يتوافر لدى الحكومة بدائل.

يبشر عصفور بأن الأسابيع المقبلة قد تشهد استقرارًا في أسعار السلع الغذائية، التي تسعى حكومة الانقلاب إلى دخولها بسرعة من المنافذ الجمركية، قبل شهر رمضان، والتعاون مع الغرف التجارية لزيادة عدد منافذ وزارات الداخلية، والتموين، والجيش، الثابتة والمتحركة، لبيع اللحوم والأسماك والزيوت والبيض والأجبان للجمهور بأسعار مخفضة 30% عن مثيلاتها في القطاع الخاص.

 

60 % نسبة الفقر

وبحسب تقديرات البنك الدولي، ارتفعت نسبة السكان الذين يعانون من الفقر في مصر إلى نحو 60%، من أصل 105 ملايين نسمة. في وقت طالب قائد الانقلاب السيسي وسائل الإعلام الحكومية والموالية بعدم الحديث عن أزمة ارتفاع أسعار السلع، قائلًا: "لماذا يصر الإعلام على تصوير المصريين بأنهم مرتاعين بسبب الطعام والشراب وارتفاع الأسعار، مايصحش كده. نعم الأسعار زادت، لكن هذه ليست نهاية الدنيا".

ويتهم خبراء السيسي بـ"التوسع في الاقتراض من الخارج، بهدف إقامة مشروعات ترويجية ضخمة لا تعود بالنفع على الاقتصاد أو المواطن، مثل العاصمة الإدارية الجديدة والقطار السريع والمونوريل".

علمًا بأن الدين الخارجي للبلاد قفز في عهد قائد الانقلاب من 38.38 مليار دولار في عام 2013، إلى 158 مليار دولار العام الماضي، بزيادة بلغت نحو 303%.