قتل 1458 شخصا وأصيب 7634 وانهار 2834 مبنى، حتى الآن نتيجة الزلزال المدمر الذي أصاب جنوب تركيا وشمال سوريا فجر اليوم الاثنين.

ومنذ الصباح تتوالى مشاهد الصراخ والعويل وتنتشر رائحة الدمار دون توقف، وفي الوقت الذي تستمر فيه جهود الإنقاذ لإغاثة الرابضين تحت ركام المباني المنهارة؛ تصاعد أنين الناجين الذين أصيبوا بصدمات عنيفة لفقدانهم ممتلكاتهم وذويهم.

ويصف أحد الناجين لحظات الرعب التي مربها لحظة بداية الزلزال فيقول: "كانت الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي عندما هب أردم من النوم في منزله بمدينة غازي عنتاب، بفعل أحد أعنف الزلازل في تركيا".

وتابع: "لم أشعر بشيء شبيه بهذا خلال الأربعين عاماً التي عشتها، شعرنا بهزات أرضية عنيفة، على الأقل ثلاث مرات، كنت مثل طفل رضيع في سرير".

هرع الناس إلى سياراتهم هربا من الأبنية المتضررة، وقال أردم: "أعتقد أنه لا يوجد شخص واحد في منزله في غازي عنتاب الآن".

وعلى بعد أكثر من 130 ميلا إلى الغرب، في مدينة أضنة، كانت نيلوفر أصلان متأكدة أنها وعائلتها سيموتون في الزلزال الذي شعروا به في شقتهم الواقعة في الطابق الخامس.

وقالت: "لم أر شيئا كهذا في حياتي على الإطلاق. تأرجحنا لما يقرب من دقيقة واحدة".

وأضافت: "قلت لعائلتي إنه زلزال، على الأقل نموت معا في نفس المكان ... هذا هو الشيء الوحيد الذي خطر ببالي".

وعندما توقف الزلزال، هرعت نيلوفر إلى الخارج، وقالت: "لم أستطع أخذ أي شيء معي، كنت أقف بالخارج مرتدية الخُف (الشبشب)"، وتبين أن أربعة أبنية مجاورة لمنزلها قد أنهارت.

وفي مدينة ديار بكر، على بعد 300 ميل شرقا، هرع الناس إلى الشوارع لمساعدة رجال الإنقاذ.

وقال رجل، يبلغ من العمر 30 عاما، لوكالة رويترز للأنباء: "سمعت صرخات في كل مكان، بدأت بإزالة الركام بيدي، وانتشلنا الجرحى مع أصدقائي، لم يتوقف الصراخ، ثم جاءت فرق الإنقاذ".

وفي مكان آخر بالمدينة، قال محي الدين أوراكجي إن سبعة من أفراد أسرته دفنوا تحت الأنقاض.

وقال لوكالة فرانس برس للأنباء: "شقيقتي وأطفالها الثلاثة تحت الأنقاض، وكذلك زوجها وحماها وحماتها".

 

في سوريا.. الدمار في كل مكان

وفي سوريا، بلغت انهار عدد كبير من الأبنية في محافظة حلب، التي تبعد نحو ساعتين بالسيارة من مركز الزلزال.

وقال زياد حج طه، مدير الصحة، إن المصابين "يصلون على دفعات" عقب الكارثة.

وقالت أوزغول كوناكجي، البالغة من العمر 25 عاما، والتي تعيش في مدينة ملاطيا، إن الهزات الارتدادية للزلزال، والبرد القارس، جعلت الأمور أسوأ.

وقالت لبي بي سي تركي "الجو بارد جدا والثلج يتساقط حاليا، الجميع في الشوارع، الناس يشعرون بالحيرة والارتباك ولا يعرفون ما يجب فعله، وأمام أعيننا مباشرة تهشمت نوافذ إحدى البنايات بسبب الهزات الارتدادية".

يعمل إسماعيل العبد الله في منظمة الخوذ البيضاء الإنسانية السورية، وهو حاليا منخرط في أعمال إنقاذ في مدينة سرمدا القريبة من الحدود مع تركيا.

وقال: "العديد من الأبنية في مدن وقرى مختلفة في شمال غربي سوريا انهارت ودمرها هذا الزلزال".

وأضاف: "نحتاج إلى المساعدة. على المجتمع الدولي أن يفعل شيئا لمساعدتنا ودعمنا. أصبحت منطقة شمال غربي سوريا الآن منكوبة، نحتاج إلى مساعدة من الجميع لإنقاذ شعبنا".