نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقريرًا تطرقت فيه للدور الذي يمكن أن يلعبه "شات جي بي تي" في تغيير الكثير من الصناعات في العالم.


وقالت المجلة، في تقريرها إن برنامج الدردشة الآلي المعروف بـ "شات جي بي تي" صدر السنة الماضية عن شركة "أوبن إيه آي"، وهي شركة ناشئة مقرها سان فرانسيسكو تلقت تمويلًا إضافيًا بقيمة 10 مليارات دولار من عملاق التكنولوجيا "مايكروسوفت"، ليدخل بذلك عالم المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي. وبينما يكتسب "شات جي بي تي" شعبية لدى البعض، فإن البعض الآخر قلق بشأن تأثير هذه الأداة التكنولوجية على التعليم والصناعات الأخرى.

وذكرت المجلة أن "شات جي بي تي" أداة ثورية جديدة تصدرت عناوين الأخبار منذ إصدارها أواخر السنة الماضية، وأحدثت ضجة في مجال التكنولوجيا.

يولّد روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي استجابات سريعة على مطالب المستخدمين الذين استعملوه في كل شيء بدءًا من المساعدة في الواجبات المنزلية وحتى تأليف القصائد. ويرى البعض أن هذه الأداة تمثل تهديدًا مباشرًا لمحرك البحث "غوغل".

ما هو "شات جي بي تي"؟


أوضحت المجلة أن "شات جي بي تي" هو "روبوت دردشة" صدر في أواخر السنة الماضية من قبل شركة "أوبن إيه آي"، التي ساعد إيلون ماسك وسام ألتمان في تأسيسها في البداية.


يستخدم الروبوت تقنية لغة "جي بي تي 3.5" الخاصة بـ "أوبن إيه آي"، وهي ترقية لنسخة "جي بي تي 3" الصادرة في سنة 2020. جذب "شات جي بي تي" أكثر من مليون مستخدم خلال أسبوعه الأول، ويستخدم التعلم الآلي لتوليد استجابات تبدو بشرية. دُرّب هذا الروبوت على مجموعة كبيرة من البيانات، من الكتب والمقالات والمحادثات، ويمكنه فهم مجموعة متنوعة من الموضوعات والسياقات.


وعندما طرحت المجلة على "شات جي بي تي" سؤالا عن نفسه، "ما هو "شات جي بي تي"؟ أجاب بأنه نموذج لغة كبير طوّرته "أوبن إيه آي" ودُرِّب على مجموعة متنوعة من نصوص الإنترنت لتوليد استجابات شبيهة باستجابات البشر، وهو مصمم لتنفيذ مهام لغوية متنوعة مثل الإجابة على الأسئلة وترجمة اللغة وتلخيص النصوص.


ما الذي يمكن فعله بـ "شات جي بي تي"؟


ذكرت المجلة أن الأشخاص يستخدمون هذه الأداة لأغراض عملية أو ترفيهية، مثل كتابة رسائل افتتاحية والإجابة على أسئلة سخيفة، بينما فكّر البعض الآخر في استخدامات أكثر فائدة، على غرار:


استخدامها كبديل لمحرك البحث "غوغل".


صياغة العناوين


تلخيص مقالات علمية


كتابة المحتوى


المساعدة في الواجبات المنزلية


وفي تحول صادم للأحداث، نجح "شات جي بي تي" في امتحان ماجستير إدارة الأعمال في كلية وارتون لإدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا الأمريكية. حيال هذا الأمر، ذكر البروفيسور كريستيان تيرويش، الذي أجرى الاختبار، كيف قامت الأداة بعمل مبهر في إدارة العمليات الأساسية وأسئلة التحليل العملية، بما في ذلك تلك التي تستند إلى "دراسة حالة".

ما التالي في "شات جي بي تي"؟


نظرًا لأن التطورات تحدث بسرعة كبيرة منذ وصول البرنامج إلى السوق، يتساءل العديد من الخبراء عما سيحدث لاحقًا:


حالة أخرى مشابهة لـ "آيفون"


قارن بعض الخبراء ظهور "شات جي بي تي" بظهور أول هاتف "آيفون" في سنة 2007. وبما أن أكثر من 84 بالمئة من الأمريكيين يمتلكون الآن هاتفًا ذكيًا، يعتقد البعض أن هذه الأداة القائمة على الذكاء الاصطناعي ستصبح عنصرًا أساسيًا للعديد من الأشخاص.

إثارة جدل قانوني وأخلاقي


تجنبت شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى تقديم منتج مماثل بسبب مخاوف قانونية وأخلاقية، حيث تتزايد المخاوف من أن هذه الأداة قد تضر بسمعة بعض العلامات التجارية، خاصة عندما  تأخذ شركة ما  محتوى ترويجي تم إنشاؤه بهذه الأداة، ومدى تداعيات مشاركة عمل يولده الذكاء الاصطناعي. مؤخرا، أعلنت "سبرينغ نيتشر"، أحد أكبر الناشرين الأكاديميين في العالم، أنه لا يمكن اعتماد "شات جي بي تي" كمؤلف للأبحاث، لكنْ سيُسمح للعلماء باستخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كتابة أو توليد أفكار أبحاثهم.

النسخة المدفوعة قادمة


لا يزال "شات جي بي تي" خدمة مجانية نظرًا لأن المنتج في مرحلة البحث، ولكن بدأت "أوبن إيه آي" بالفعل في استطلاع آراء المستخدمين حول تفضيلات التسعير لإصداراته المستقبلية.

معارضة "شات جي بي تي"


كل أداة ثورية جديدة يمكن أن تواجه معارضة، وكان للعالَم الأكاديمي ردود أفعال متباينة تجاه هذا البرنامج، حيث يشعر البعض أنه قد يكون وسيلة تعليمية ممتازة بينما يشعر آخرون بالقلق من أن الطلاب سيستخدمون البرنامج للسرقة الأدبية والتقاعس عن إنجاز بحوثهم.

كيف يغيّر  الذكاء الاصطناعي مختلف الصناعات؟


ذكرت المجلة أن الاستمتاع بـ "شات جي بي تي" قد يبدو غير ضار نسبيًا، ولكن لابد من التفكير في كيفية تسبب الذكاء الاصطناعي في تغيير العديد من الصناعات. وفيما يلي بعض الصناعات التي تأثرت بهذه الأداة:

محركات البحث


لطالما سيطرت "غوغل" على محركات البحث، وفور صدور "شات جي بي تي" ظهرت مخاوف من أن يتحول المستخدمون إلى هذه الأداة للحصول على المساعدة بدلاً من البحث عبر مواقع الويب التي يوفرها "غوغل"، وكما يعرف الجميع فإن هذه التصفية مفيدة في  التدقيق في مواقع الويب عند البحث عن المعلومات.

نظام التعليم


هناك مخاوف بشأن السرقات العلمية أو الأدبية، لأن روبوت المحادثة يمكنه كتابة مقال أو إنشاء عمل من بضع كلمات بسيطة، حيث أعرب العديد من الأساتذة والمعلمين عن قلقهم بشأن ما يمكن أن يعنيه هذا بالنسبة لنظام التعليم، في حين قامت بعض المدارس بحظر هذه الأداة.

تصميم الغرافيك


يشعر الكثيرون بالقلق من أن المستخدمين سيلجأون إلى أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء الفن والرسومات بدلاً من الاستعانة بمصمّمي الغرافيك.