قدمت 4 جمعيات كويتية (تعاونيات) الأسوة الحسنة للراغبين برد عملي، في حدود التحرك الشعبي، بمقاطعة شاملة لمنتجات دولة السويد في متاجرها، ردا على الإهانة التي وجهها اسكندنافي ذي أصول دانماركية بعاصمة السويد ستوكهولم بحرق نسخة من القرآن الكريم، وتبعه أقزام آخرون، كما قدمت على قدم المساواة وربما السبق ردا عمليا آخر أعلنته مؤسسة القرآن الكريم بغزة بتخريج 300 حافظ لكتاب الله لن يتمكن الاسكندنافيين من محو القرآن من صدورهم.

وطالب قادة رأي عرب بالبحث عن المطلوب عمليا تجاه استهداف مقدسات المسلمين فبعدما ندد الإعلامي القطري جابر الحرمي بجريمة حرق متطرف لنسخة من القرآن قال: "مطلوب خطوات عملية لوقف الأعمال التي تستهدف الإسلام".

وأيده الأكاديمي د.محمد حافظ فقال: "مطلوب الأفعال لا الأقوال مقاطعة هذه الدوله المارقه السويد لأن الأمر صدر من سلطاتها وليس حادث فردي ومطلوب من كل الدول العربية والإسلامية  موقف موحد".


تعاونيات الكويت
وترجمة لدعوات المقاطعة، تبنت أربعة جمعيات تعاونية مقاطعة المنتجات السويدية نصرةً لـ (القرآن الكريم)، وهي جمعيات؛ غرناطة والخالدية وهدية والعارضية على خلفية جريمة إحراق نسخة المصحف.

ونشرت 3 من الجمعيات بيانا مشتركا قالت فيه إنها تنفذ حملة شاملة لمقاطعة البضائع الواردة من السويد، مؤكدة أنه "لا تهاون في حماية مقدساتنا الإسلامية والانتصار لكتاب الله عز وجل".

وأعربت الجميعات عن ترقبها "موقف اتحاد الجمعيات التعاونية نصرة لدستور الأمة ".

وقال كويتيون إن الجمعيات التعاونية قطاع اقتصادي ومرفق استراتيجي مهم في الكويت تملكه الحكومة كما أنه كمرفق موجود في دول أوروبا مثل السويد وسويسرا وتساهم في ضبط الأسعار للجمهور.

وفي نوفمبر 2019، أوقفت الجمعيات الكويتية استيراد المنتجات من إيران بعد اكتشاف أوراق المصحف الشريف في كراتين "التفاح الإيراني" الجمعيات التعاونية  فأوقفت التوريد.



غزة العزة

ومن جهة ثانية، نشر غزاويون حفل تخريج 800 حافظا وحافظة لكتاب الله في غزة، من الفتيان والفتيات، وكان أصغرهم طفل في لا يتجاوز عمره 6 سنوات.

وجاء حفل التكريم بعد مسابقة لسرد القرآن كامل وأجزاء لـ300 من الحفظة في غزة (شيوخ وشباب وأطفال)، بعضهم أتم حفظه وآخرون أتموا أجزاء منه، فكرموا السابقين واللاحقين، في حفل التخرج، معتبرين أن حرق المصحف الثأر له أن "كتاب الله محفوظ في صدورنا وصدور أطفالنا إلى يوم الدين، ولن تستطيع السويد ولا غيرها أن تحرقه حتى تحرق صدورنا"، بحسب ناشطين.

المسابقة والحفل أقيما في 21 من يناير بمدينة غزة ومساجدها، ضمن حملات دورية تقوم على دار القرآن الكريم، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالمدينة.

من جهة ثانية تحركت جماهير غاضبة في رفح جنوب قطاع غزة للتظاهر تنديدًا بحرق نسخة من القرآن الكريم في السويد، وعلى غرارهم تحركت جماهير بحلب، وكلتا المدينيتن منكوبتين واحدة بالإحتلال والحصار وأخرى بالعسكر والحصار.

الاكاديمي الكويتي عبدالله الشايجي أستاذ العلوم السياسية عبر "تويتر" قال "..تجتاح  موجة الغضب العالمين العربي والاسلامي بسبب سماح السويد لمتطرف إسلاموفوبي دانماركي حرق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة تركيا! وأن رد الأتراك بمحاولة اقتحام القنصلية السويدية في ساحة تقسيم في إسطنبول".

ولكنه أبدى تعجبا من حرق ودعس علم السويد وقال في رسالة للغرب"مطلوب قرار دولي يمنع الاساءة للشخصيات والرموز الدينية".

غير أن متابعين الشايجي أكدوا أن هذا المطلب العملي إشكاليته "هي إلى أي مدى ستلتزم الدول بهذا القرار في حال صدوره ؟ .. ومن الجهة التي ستعاقب الدولة المخالفة لهذا القرار ؟.. وما هي ماهية العقوبة ؟".

غير أم الكاتب الكويتي صلاح الهاشم قال: "لم يكن من الممكن حرق القرآن الكريم في السويد لو لم يكن ذلك بموافقة وحماية الحكومة السويدية.".

وعن الرد العملي طرح جانب آخر وهو: "مطلوب من وزير خارجيتنا سالم العبد الله استدعاء السفير السويدي وتسليمه رسالة احتجاج شديدة اللهجة على التعدي على ثوابت ومقدسات الدين الاسلامي.. لا خير في امة لاتدافع عن دينها.".



معاقبة الجاني

الرد العملي الأخر، طرحه المفكر منير حافي فقال: "إحراق نسخة من  المصحف في السويد امر يتنافى مع الانسانية ورسالة الاديان. التطرف والتطرف المقابل لا يخدمان العالم. مطلوب معاقبة الجاني والمزيد من الحوار ونشر الوعي بشأن الإسلام الحقيقي. هذا الامر مسؤولية الدول والمؤسسات الدينية والبحثية وغيرها".

أما المفكر والكاتب مخلص برزق فعبر تويتر فطالب بعقوبات صارمة منها المقاطعة تتنصر لكتاب الله فكتب، "(قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر).. السويد تتذرع بحرية الرأي في جريمة حرق القرآن .. التغطية الرسمية للجريمة يجب أن تقابل من المسلمين جميعا.. وفي مقدمتهم تركيا بفرض عقوبات صارمة انتصاراً لديننا وكتاب ربنا.. مطلوب #مقاطعة_المنتجات_السويدية والشركات السويدية أوالتصدير لها".

وأمام الضغوط المتوالية الشعبية منها، خرج رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون على صفحته الرسمية يكتب :"حرية التعبير هي جزء أساسي من الديمقراطية لكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أمر لائق.

مضيفاً إن حرق الكتب المقدسة للكثيرين هو فعل مشين للغاية.أود أن أعبر عن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة جراء ما حدث في ستوكهولم ."!