أظهرت بيانات وزارة الصحة اليابانية، اليوم الأربعاء، تسجيل 415 وفاة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وهي أعلى حصيلة وفيات بالمرض في البلاد على الإطلاق.


كما أوضحت البيانات تسجيل 216 ألفًا و219 إصابة جديدة مؤكدة بالمرض اليوم، بزيادة بلغت نسبتها 4% مقارنة بالأسبوع الماضي، لتقترب بذلك من عدد قياسي للإصابات بلغ 260 ألفًا يوميًّا سجلته البلاد في أغسطس/آب.


ووفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، فقد سجلت اليابان على مدى الأيام السبعة الماضية أعلى عدد من حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19، وثاني أكبر عدد وفيات بعد الولايات المتحدة.


من ناحية أخرى، أعلن المركز الصيني لمكافحة الأمراض، اليوم الأربعاء، أن بر الصين الرئيسي سجل 3 وفيات جديدة بمرض فيروس كورونا أمس الثلاثاء، مقارنة مع وفاة واحدة في اليوم السابق.


وبهذا، ترتفع حصيلة الوفيات في الصين جراء الفيروس الذي انتشر منذ أواخر عام 2019 من مدينة ووهان الصينية إلى 5 آلاف و245.


فرض قيود على القادمين


وفي السياق، قال مسؤولون أمريكيون إن الحكومة قد تفرض إجراءات جديدة مرتبطة بمكافحة كوفيد-19 على المسافرين الوافدين إلى الولايات المتحدة من الصين بسبب مخاوف من “نقص شفافية البيانات” الواردة من بيجين.


وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعلنت اليابان والهند وماليزيا تكثيف القواعد للوافدين من الصين في الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب زيادة الإصابات بفيروس كورونا هناك.


وقالت اليابان إنها ستطلب من الوافدين من الصين تقديم فحص سلبي لمرض كوفيد-19، في حين فرضت ماليزيا المزيد من إجراءات الرصد والمتابعة.


مخاوف متزايدة


وقال المسؤولون الأمريكيون “ثمة مخاوف متزايدة في المجتمع الدولي بشأن الزيادات الراهنة في إصابات كوفيد-19 في الصين، ونقص شفافية البيانات التي تعلنها جمهورية الصين الشعبية”.


وتواجه بعض المستشفيات ودور الجنازات في الصين ضغوطًا مع انتشار الفيروس في أنحاء البلاد، لكن بيانات رسمية كشفت أن الصين سجلت وفاة واحدة فقط بمرض كوفيد-19 خلال 7 أيام حتى يوم الاثنين، مما يثير شكوكًا بين خبراء الصحة والسكان بشأن البيانات الحكومية.


وانتشرت الإصابات في جميع أنحاء الصين مع إلغاء الركائز الأساسية لسياسة “صفر كوفيد”، مما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى إبداء قلقهم من احتمال ظهور متحورات جديدة.


وأصبحت هذه الاحتمالات أكثر واقعية يوم الاثنين مع إعلان بيجين عزمها إلغاء الحجر الصحي الإلزامي للوافدين من الخارج بدءًا من 8 يناير/كانون الثاني، ومسارعة الكثير من الصينيين لحجز رحلات سفر إلى خارج البلاد.


بيانات التسلسل الجيني


وإضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن الزيادات المستمرة للإصابات في الصين ونقص الشفافية في البيانات هناك، هناك أيضًا مسألة بيانات التسلسل الجيني للفيروس.


وكانت السلطات الصينية قد قالت إنه “من المستحيل” تتبّع تفشي الفيروس، وتغاضت عن الإحصاءات المتعلقة بالحالات الحادة، بالإضافة إلى تضييقها المعايير التي يتم من خلالها احتساب الوفيات بسبب مرض فيروس كورونا.


لكن أكثر ما أثار القلق في الخارج هو الافتقار إلى بيانات التسلسل الجيني، مما يجعل “من الصعب بشكل متزايد على مسؤولي الصحة العامة التأكد من أنهم سيكونون قادرين على تحديد أي متحورات جديدة محتملة واتخاذ تدابير فورية للحد من انتشارها”، وفق ما ذكر المسؤولون الأمريكيون.


وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة “تتبع علم ونصائح خبراء الصحة العامة، وتتشاور مع شركائها وتنظر في اتخاذ خطوات مماثلة لهم لحماية الشعب الأمريكي”، في إشارة إلى اليابان والهند وماليزيا التي أعلنت عن إجراءات صحية لدرء أي انتقال للفيروس من الصين.