بعدما مهد أذرع الإعلام بالهجوم على نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، المعيّنة حديثاً، بتهم من بينها “تأييد” الرئيس محمد مرسي والسخرية من قرارات عبدالفتاح السيسي والانتماء لحركة حازمون، نقلت وسائل إعلام محلية، تقدم محامي الانقلاب سمير صبري ببلاغ لنيابة أمن الدولة العليا يتضمن ما سرده إعلام الأذرع قبل أسبوع.
 

وزعم "صبري" أن "الصعيدي" من أشد العناصر التي أيدت جماعة الإخوان وأفكارها، وأنها “تؤيد وتعتنق” التيار الذي يقوده حازم صلاح أبو إسماعيل، فضلاً عن “تأييدها” لاعتصام رابعة العدوية، منتصف 2013.

 

وأضاف "صبري" في تصريحات لصحف ومواقع محلية أن المستشارة التي عينها شيخ الأزهر في 20 سبتمبر 2022 “لا تصلح لهذا المنصب الحساس”، كما اتهمها بمحاولة “بث السموم” داخل مؤسسة الأزهر “العريقة”، بسبب دعمها للإخوان، على حد تعبير البلاغ

 

وأدعى في بلاغه أنها "تكون بفعلها هذا قد ارتكبت العديد من الجرائم التي يعاقب عليها القانون”، وألتمس إصدار الأمر بإدراج اسم نهلة الصعيدي على قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول والتحقيق في هذا البلاغ، “وفي حالة ثبوت ما ورد به، تقديم المبلَّغ ضدها للمحاكمة الجنائية العاجلة”
 

علمانيو السلطة

وشن علمانيون ومؤيدون للسلطة حملة ضد نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر ونشروا لها تغريدات قديمة على مواقع التواصل تدعم فيها الرئيس الراحل محمد مرسي وتعارض مجازر رابعة العدوية.

 

واتهم محمد الباز المذيع ذو الاتجهات الأمنية والصلات المشبوهة وقضايا التحرش مستشارة شيخ الأزهر بدعم الرئيس مرسي وطالب بإقالتها..


وكان قرار شيخ الأزهر تعيين عميدة كلية العلوم الإسلامية للوافدين نهلة الصعيدي، في منصب مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، قد لقي تفاعلاً إيجابياً واسعاً حيث أصبحت أول سيدة يتم تعيينها في هذا المنصب على مر تاريخ الأزهر.


ترحيب رسمي

واستقبل مصريون هذا الخبر بترحيب وحفاوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بين السيدات اللواتي رأين في ذلك “انتصاراً” جديداً للمرأة المصرية، لكن ذلك لم يخلُ من هجمات على شخص الصعيدي.

 

وذكرت صحيفة أخبار اليوم المحلية أن “جدلاً واسعاً” أثير حول شخصية الصعيدي، بسبب “ميولها” لجماعة الإخوان، و”دفاعها” عنهم خلال فترة توليهم الحكم، بقيادة الرئيس الراحل محمد مرسي عام 2012.

 

الموقع أشار كذلك إلى أن اختيار الشيخ أحمد الطيب “لم يصادف أهله”، مشيراً إلى أنه رصد “إجماعاً” على ذلك، وأنه “كان يجب أن يكون هناك تنسيق لضمان الاختيار الأفضل، خاصة أن الأزهر مؤسسة عالمية تمثل المسلمين فى جميع أنحاء الأرض”.

 

يشار إلى أن السيسي نفسه زعم مراراً أنه كان يدعم الرئيس محمد مرسي قبل انقلابه عليه فى 2013 وحبسه وحبس وقتل عشرات الآلاف من أنصاره.
 

عباس شومان

 

وسبق أن هجم إعلام السلطة على مستشار شيخ الأزهر الشيخ عباس شومان واتهمه بالإرهاب وقالت مستشارة السيسي داليا زيادة في نوفمبر 2020، إن عباس شومان "موالي للإخوان بشكل علني، إن لم يكن عضواً بالجماعة!".



وعبرت عن دهشتها من "تعيينه المشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر الشريف!".



وأضافت "كيف يستقيم ذلك مع حقيقة أن فضيلة الإمام الأكبر هو واحد من أهم وأقوى الذين تصدوا للإخوان المسلمين بشجاعة في مرحلة معقدة جداً من تاريخ مصر؟!".


 

وطال الاتهام بالانتماء للإخوان أو تأييد أفكارهم، مدير مكتب شيخ الأزهر السابق عضو هيئة كبار العلماء الشيخ حسن الشافعي والدكتور محمد عمارة الذي ظل رئيسا لتحرير مجلة الأزهر عدة سنوات بظل الانقلاب وأصابهم ما أصاب نهلة الصعيدي باستخراج المحافظ الأمنية لمؤسسة الأزهر وخلفياتهم البعدية عن التركيز على مادتهم العلمية وجهودهم البحثية قبل توجهاتهم السياسية.



ويرى البعض أن الهجوم على شيخ الأزهر يأتي نتجية عدم رضى السيسي عنه، فيما يضغط رئيس الإمارات محمد بن زايد لبقائه في منصبه رافضاً عزله، أو الإطاحة به.

 

د. نهلة الصعيدي

 

وتخرجت الصعيدي من جامعة الأزهر عام 1996 .

 

حصلت على تقدير امتياز في اللغة ثم ماجستير في البلاغة والنقد عام 2001 والدكتوراه عام 2004.

 

عينت معيدة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة، ووصلت إلى درجة الأستاذية.

 

لها العديد من المؤلفات كما شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية وناقشت عددا كبيرا من الرسائل العلمية.

 

تعمل منذ عام 2015 في ملف الوافدين، حيث كانت رئيسا لمكتب تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب.

 

وفي يناير 2019 عينت وكيلًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وعميدا لكلية العلوم الإسلامية للوافدين بمدينة نصر.

 

شغلت منصب رئيس البرنامج الدولي لإعداد المعلمين غير الناطقين بالعربية.