إذا وجدت الإرادة، وجد التطبيق لتنفيذها أيضاً؛ فمع الإرادة والصبر لا يبقى شيء صعب، وبدونها لا يتحقق حتى الشيء السهل.
الإرادة هي القدرة، فمن أراد قدر على ما أراد. والإرادة هي الفعل، فمن أراد فعل. والإرادة هي قلب الحياة، وحياة القلب.
إن ما يحدد مدى النجاح الأفراد ليس كثرة الإمكانات لديهم، بل قوة الإرادة فيهم، فكم من أشخاص تهيأت لهم الوسائل كافة فخسروها لضعف إرادتهم؟
وكم من آخرين عاشوا في ظروف صعبة من الفقر والعوز، فصنعوا مجدهم بقوة إرادتهم؟
لأن الإرادة من أسباب امتياز الإنسان، فإن الناس يولدون متساوين فيها، غير أن الذي يجعل بعضهم أقوياء في الإرادة وآخرين ضعفاء فيها إنما يرتبط بما يلقاه البعض من خبرات، وما يخوضونه من تجارب، فيصير الواحد قوي الإرادة، والآخر ضعيفها.
فأنت تمتلك حينما تولد رأسمالًا أوليًّا من الإرادة، كما تمتلك رأسمالاً أوليًّا من العقل والعاطفة والضمير وغيرهم، فإذا حصلت على إرادة سليمة، واهتممت بتنمية ما تملك ستصبح بعد مدّة قويًّا في إرادتك. أما إذا أهملت "إرادتك" فهي سوف تخور وتضعف.
وتلك هي "العزيمة" التي تحدث عنها القرآن الكريم بقوله: "فإذا عزمت فتوكل على الله" وبقوله: "وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور".
ولا شك في أن الإرادة ليست مجرد الميل أو التمني؛ بل هو القصد الممتزج بجهدين: داخلي وخارجي.
فكل شخص يملك القدرة على التحكم في الإرادة من خلال تحريكها بالاتجاه الذي يحكم به العقل.