قررت منظمة الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، والدول المنتجة من خارجها (أوبك بلس)، اليوم، تعديل مستوى الإنتاج للدول الأعضاء في منظمة أوبك والدول المنتجة من خارجها، بزيادته بمقدار 100 ألف برميل/ يوم.

المخزونات التجارية

واطلع المجتمعون على البيانات الأولية التي أشارت إلى أن مستوى مخزونات البترول التجارية، في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بلغ 2.712 مليون برميل في يونيو 2022م، وهو أقل ب 163 مليون برميل عن الفترة نفسها من العام الماضي، وأقل ب 236 مليون برميل من متوسط الفترة بين عامي 2015 – 2019م، وأن مخزونات الطوارئ البترولية وصلت إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 30 عامًا.

وأكد المجتمعون أن معدّل التزام الدول الأطراف في اتفاق أوبك بلس بحصص الإنتاج بلغ 130%، منذ مايو 2020م، مدعومًا بإسهاماتٍ تطوعية من بعض الدول المشاركة.

توزيع الزيادة الجديدة

بحسب قرار “أوبك+” – الذي يضم 23 دولة – ستقسّم الزيادة الجديدة بالتناسب بين الأعضاء، إذ في الأشهر الأخيرة، مع قدرة المملكة والإمارات فقط على تعزيز الإنتاج، وصل جزء صغير فقط من الزيادات التي وعد بها التحالف إلى الأسواق العالمية. كما أضافوا أنه لم تجرِ مناقشات بشأن مواصلة زيادة الإنتاج إلى ما بعد سبتمبر.

نقلت وكالة بلومبرج عن مندوبين في الاجتماع، قولهم إن بعض الدول كانت مترددة إزاء إضافة المزيد من الإمدادات نظرًا لإمكانية تضييق الطلب على النفط، نتيجة مخاطر الركود في الولايات المتحدة وإغلاقات كورونا في الصين.

وزادت المملكة الإنتاج إلى 10.78 مليون برميل يوميًا في شهر يوليو الماضي، وفقًا لمسح أجرته بلومبرج، وهو مستوى لم يتمّ ضخّه إلاّ في مناسبات نادرة فقط، ما يترك لدى المملكة قدرة إنتاج إضافية محدودة.

ووفقًا لاقتصاد الشرق من بلومبرج، ستكون الزيادات كالتالي بين أكبر 5 أعضاء إنتاجًا في المنظمة:

 السعودية ستزيد إنتاجها من 11.004 مليون برميل إلى 11.03 مليون برميل.

روسيا ستزيد إنتاجها من 11.004 مليون برميل إلى 11.03 مليون برميل.

العراق ستزيد إنتاجها من 4.651 مليون برميل إلى 4.663 مليون برميل.

الإمارات ستزيد إنتاجها من 3.179 مليون برميل إلى 3.186 مليون برميل.

الكويت ستزيد إنتاجها من 2.811 مليون برميل إلى 2.818 مليون برميل.

وقال الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل، "إن اضطرت أوبك+ لتغيير سياسة الإنتاج فسيكون بإقرار زيادة طفيفة خلال سبتمبر"، مضيفًا أنه "حتى لو أرادت السعودية رفع الإنتاج فإنها لن تستطيع لأنها ملتزمة باتفاق أوبك+ الذي يشمل روسيا والأخيرة بالتأكيد لن توافق على أي زيادة".

وكذلك، قال الخبير في شؤون النفط والطاقة، عبدالسميع البهبهاني: "لن تستطيع أوبك+ زيادة الإنتاج وهناك دول زادت قدراتها الإنتاجية إلى أقصى حد مثل الإمارات التي زادت إنتاجها إلى ثلاثة ملايين برميل، والعراق زاد إنتاجه إلى ميلون برميل بالإضافة إلى أن العراق مرتبط أيضًا بأسواق أخرى".

أسعار النفط تتراجع

وفي أول رد فعل لأسعار النفط عقب اجتماع "أوبك+"، عمقت العقود الآجلة للخام خسائرها إلى أكثر من دولارين. وهبط سعر خام برنت إلى 98.17 دولار للبرميل وكما هبط سعر خام غرب تكساس إلى 92.11 دولار.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء، إن مخزون النفط الخام في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة هبط 4.7 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 469.9 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ مايو 1985.

وأظهرت بيانات من الإدارة الحكومية أيضًا أن واردات الولايات المتحدة من الخام ارتفعت حوالي 1.2 مليون برميل يوميًا على مدار الأسبوع المنتهي في 29 يوليو إلى 7.3 مليون برميل، أعلى مستوى منذ يوليو 2020.

"إهانة لترامب"

وعقب إقرار الزيادة فعليا، نقلت رويترز عن العضو المنتدب للطاقة والمناخ والاستدامة في أوراسيا جروب، رعد القادري، قوله: "هذا ضئيل جدًا وليس له أي معنى. من الناحية الفعلية، هذ ا تحرك هامشي. وسياسيًا، تكاد تكون إهانة".

وزادت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، الإنتاج في الشهور السابقة بما يتراوح بين 430 ألفًا و650 ألف برميل يوميًا في الشهر، غير أنهم واجهوا صعوبة لتحقيق الأهداف الكاملة لأن معظم الأعضاء قد استنفدوا بالفعل طاقاتهم الإنتاجية.

وضغطت الولايات المتحدة على السعودية والإمارات العضوين البارزين في أوبك، لضخ مزيد من النفط للمساعدة في كبح جماح الأسعار التي عززها انتعاش الطلب وغزو موسكو لأوكرانيا.

زيادة التضخم

وتسببت العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا في ارتفاع أسعار الطاقة، مما أدى إلى زيادة التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود وإلى رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بشكل حاد.

وسافر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرياض الشهر الماضي لإصلاح العلاقات مع السعودية التي توترت بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي قبل نحو أربع سنوات.

وبلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة أعلى مستوياته في 40 عامًا هذا العام، ويهدد بالنيل من معدلات التأييد لبايدن ما لم تنخفض أسعار البنزين.

وسافر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة الذي اتهمته المخابرات الغربية بالوقوف وراء مقتل خاشقجي، إلى فرنسا الشهر الماضي في إطار جهود لإعادة بناء العلاقات مع الغرب.

ووافقت واشنطن يوم الثلاثاء على صفقات بيع صواريخ دفاعية بقيمة 5.3 مليار دولار للإمارات والسعودية، لكنها لم تتراجع بعد عن حظر بيع الأسلحة الهجومية للرياض.

ورفضت أوبك التحول إلى زيادات أكبر في الإنتاج، حيث أشارت مصادر بالمجموعة إلى نقص الطاقة الفائضة لدى الأعضاء بما لا يسمح بزيادة الإنتاج وكذلك الحاجة إلى مزيد من التعاون مع روسيا في إطار مجموعة أوبك+ الأوسع.

وبحلول سبتمبر، ستكون أوبك+ قد أنهت جميع تخفيضات الإنتاج القياسية التي طبقتها في عام 2020 للتعامل مع انهيار الطلب الناجم عن جائحة كورونا.

ومع ذلك، بحلول شهر يونيو كان إنتاج أوبك+ أقل بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميًا من حصصها إذ أدت العقوبات المفروضة على بعض الأعضاء وانخفاض الاستثمارات لدى آخرين إلى شل قدرتها على زيادة الإنتاج.

ويُعتقد أن السعودية والإمارات فقط لديهما بعض الطاقة الإضافية لزيادة الإنتاج.

ويقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه تم إبلاغه أن السعودية والإمارات لديهما قدرة محدودة للغاية على زيادة إنتاج النفط.