وقعت شركة "أدنوك للتوزيع" الإماراتية اتفاقية مع "توتال إنرجيز ماركتنج افريك" للاستحواذ على حصة 50% من شركة "توتال إنرجيز مصر" مقابل نحو 186 مليون دولار، إلى جانب مبلغ إضافي يصل إلى 17.3 مليون دولار إذا تم استيفاء شروط معينة ما يصل بحجم الاستثمار إلى 203.3 مليون دولار، بحسب "بلومبرج".
وحسب الاتفاق فإن كامل الاستحواذ يبدء من اول يناير ٢٠٢٢ مقابل ٢٠٣ مليون دولار، حيث "توتال"أحد اهم اربع شركات لبيع الوقود في مصر ولديها ٢٠٤ محطه تموين.
وتشمل الشراكة مع “توتال إنرجيز”، محفظة أعمال متنوعة تضمّ 240 محطة بيع الوقود بالتجزئة وما يزيد عن 100 متجرٍ للبيع بالتجزئة وأكثر من 250 محطة تغيير زيت ومراكز غسيل السيارات وبيع الوقود بالجملة ووقود الطائرات وعمليات زيوت التشحيم.

خلفيات العملية
وفي 19 يوليو الجاري، أعلنت شركة “توتال إنرجي” الفرنسية عن توسيع تحالفها الاستراتيجي مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، والذي سيدرس مجالات جديدة من بينها توريد الديزل من الإمارات العربية المتحدة إلى فرنسا.
وتزامن الاتفاق مع زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى باريس التي أعلنتى تطلعها إلى تنويع مصادرها من الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا من خلال التعاون بين "توتال إنرجي" و"أدنوك".
وفي 17 يوليو الجاري، صدر تقرير جديد لشركة استشارات الطاقة "وود ماكنزي"، وضع 7 شركات بينها 4 شركات خليجية منها أبوظبي للنفط (أدنوك) في قمة رأس المسيطرين على احتياطيات النفط في العالم، حيث أكثر من نصف احتياطيات النفط والغاز المكتشفة في العالم 65‎%‎ على وجه الدقة تخضع لسيطرة الشركات السبع.
والشركة هي؛ أرامكو السعودية، وغازبروم الروسية، وشركة النفط الوطنية الإيرانية، وروسنفت، وشركة النفط الوطنية الفنزويلية، وأدنوك أبوظبي، وقطر للطاقة.
وقال التقرير إنه يمكن لهذه الشركات السبع الاستمرار في إنتاج النفط والغاز بمعدلاتها الحالية لمدة 40 إلى 60 عام القادمة أو حتى لفترة أطول إذا استفادت من طاقتها الاحتياطية.

الاستحواذ الأكبر
وتعد صفقة استحواذ أدنوك على 50% توتال مصر، الأكبر فى تاريخها، ويسرع نموها دولياً بعد توسّعها فى السعودية، ووفقا لبيان صادر عن شركة “أدنوك”، ستطور “أدنوك للتوزيع” و”توتال إنرجيز” فرص النمو المستقبلى لشركة “توتال إنرجيز مصر” عبر الاستفادة من الإمكانات المتاحة واستكشاف أوجه التعاون المثمر فى مجال توزيع الوقود وزيوت التشحيم وأعمال الطيران معزّزة بالنمو الاقتصادى فى أعقاب التعافى من تداعيات جائحة كوفيد-19.
ويتضمن الاستحواذ أيضاً تجديد عدد من محطات الخدمة لتتوافق مع معايير العلامة التجارية لـ”أدنوك”، بالإضافة إلى إنشاء مواقع جديدة مختارة فى المستقبل تحمل علامتها التجارية، مما يعزّز حضور أدنوك فى السوق المصرى لتوزيع الوقود بالتجزئة والذى يشهد نمواً سريعاً.
ومن المتوقع إتمام الاستحواذ خلال الربع الأول من عام 2023، حيث يخضع الاتفاق لاستيفاء شروط معينة، بما فى ذلك موافقات الجهات التنظيمية المختصة.

نظرة إماراتية
وفي تصريحات صحفية، قال سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لشركة بترول أبوظبى الوطنية "أدنوك"، ومجموعة شركاتها، رئيس مجلس إدارة شركة "أدنوك للتوزيع": "تمثل هذه الصفقة خطوة مهمة فى مسيرة أدنوك للتوزيع للتوسع دولياً، خاصةً وأن جمهورية مصر العربية الشقيقة تُعد أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، مما يجعلها سوقاً ديناميكية نتطلع إلى إرساء حضور راسخ فيها، والتعاون وبناء شراكات نوعية تسهم فى تعزيز النمو وتوسعة الأعمال..".
وأضاف المهندس بدر سعيد اللمكى، الرئيس التنفيذى في "أدنوك": "يُعد سوق توزيع الوقود بالتجزئة فى مصر سوقاً واعداً يزخر بفرص النمو المستقبلية نظراً لعدد سكانها المتزايد والذى يضمّ نسبة عالية من الشباب..".
ويُعدّ هذا الاستحواذ خطوة مهمة جديدة فى إطار تنفيذ استراتيجية أدنوك للتوزيع للنمو والتوسع دولياً، وذلك بعد افتتاحها أولى محطاتها خارج دولة الإمارات فى المملكة العربية السعودية عام 2018، حيث تدير الشركة حالياً 55 محطة خدمة فى جميع أنحاء المملكة وذلك كما فى نهاية مارس 2022. إضافة إلى ذلك، تساهم منتجات زيوت “أدنوك فويجر” فى توسيع نطاق تواجد أدنوك للتوزيع على المستوى الدولى من خلال تصديرها إلى 20 دولة حول العالم.
وشركة “توتال إنرجيز مصر” دخلت مصر فى عام 1998، كواحدة من أكبر أربع شركات بيع الوقود بالتجزئة فى مصر، ويُعد هذا الاستحواذ خطوة مهمة ضمن مسيرة “أدنوك للتوزيع” وخططها للتوسّع.

صفقة الوطنية
وفي ديسمبر 2020، بدأ الإعلان من شركة "أدنوك" عملاق البترول في أبوظبي أ،ها تدرس شراء حصة من "الوطنية للبترول" المصرية التابعة للجيش بالشراكة مع صندوق مصر السيادي حسب ما نشره موقع "بلومبرج".
وفي أبريل 2021، تحالفت شركة بترول أبوظبي "أدنوك" الإماراتية مع شركة أبوظبي القابضة "ADQ" الإماراتية للاستحواذ على شركة الوطنية للبترول المملوكة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع لوزارة الدفاع المصرية، في صفقة في طريقها للإعلان عن تفاصيلها.