كشفت دراسات حديثة أن مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية بانتظام مثل الطهي وأعمال الحديقة والتنظيف تعزز قواهم العقلية وتطور قدراتهم الفكرية والتنظيمية وتضبط سلوكهم.
وأشارت نتائج دراسة أجرتها جامعة لاتروب بأستراليا ونشرتها على موقعها الإلكتروني إلى أن تولي الأطفال للعديد من المهام داخل المنزل يطور قدراتهم التنفيذية ويُحسّن مهارات التخطيط والتنظيم الذاتي لديهم.
وأوضحت الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة ديانا تيبر أنه “يمكن للآباء الدفع بأبنائهم للقيام بالأعمال المنزلية المناسبة لهم حسب أعمارهم وإمكانياتهم، مما يعمل على تطوير الوظائف التنفيذية لديهم”.
وشارك في الدراسة 207 أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثالثة عشرة في منتصف عام 2020.
وأظهرت النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن 86% من الأطفال يضعون ملابسهم في سلة الغسيل، لكن 59% فقط يرتبون أسرَّتهم الخاصة و26% فقط يقومون بفرز الغسيل.
واكتشفت الدراسة أيضًا أن 49% من الأولاد و70% من الفتيات يرتبون أسرتهم بأنفسهم، وهو ما يبين أن الفتيات يشاركن في الأعمال الروتينية أكثر من الأولاد.
وقالت ديانا إن “الأطفال الذين يطبخون وجبة عائلية أو يزيلون الأعشاب الضارة من الحديقة بشكل منتظم أكثر تفوقًا في مختلف جوانب الحياة سواء العمل المدرسي أو حل المشكلات”.
وختمت حديثها قائلة “عادة ما تبدأ هذه المهارات في التطور في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر في التطور إلى مرحلة المراهقة المتأخرة والبلوغ المبكر”، مؤكدة أن مشاركة الأطفال في أعمال المنزل تساعد على ضبط سلوكهم.
وفي هذ السياق، أثبتت دراسة أُجريت في جامعة هارفارد أن الأطفال الذين يقومون بالأعمال المنزلية أصبحوا بعد بلوغهم ناجحين مستقلين وأكثر تحملًا للمسؤولية من غيرهم.
واعتمدت الدراسة التي نشرت نتائجها العام الماضي، على مراقبة سلوك الأطفال ومراحل تطورهم على مدار 75 عاما، لتكتشف أن قيام الأطفال بأعمال التنظيف والطهي طوّر لديهم روح الفريق وشجعهم على أن يكونوا مواطنين صالحين.
من جانبها، أجرت شركة (براون ريسرش) استطلاع رأي على 1001 من الآباء لتجد أن 28% فقط منهم يخصصون مهام لأطفالهم بانتظام، على الرغم من أن 82% قالوا إنهم نشؤوا وهم يقومون بالأعمال المنزلية.
وأظهر استطلاع الرأي أن بعض الآباء يرغبون في تجنيب أطفالهم الكدح الذي تحملوه، وأن بعضا آخر يرى أن قيام الأطفال بأعمالهم المنزلية يمثل عبئًا على الأسرة أكثر من كونه مساعدة لها.