مع سيطرة العصر الرقمي على جميع مجالات حياتنا، الاجتماعية منها وحتى المهنية، أصبح من المهم الحفاظ على بياناتنا الشخصية وتجنب تتبع الشركات لنا والتطفل على خصوصيتنا، حيث يعد أساس ربح أي منصة تواصل اجتماعي هو تتبعها لبياناتك وتحليلها لتظهر لك الإعلانات المناسبة لك، أو حتى المحتوى الذي يجذبك، بل وقد تشارك بياناتك مع جهات أخرى كما رأينا في تيكتوك.
وفي نفس الوقت أنت تحت المراقبة من قبل مزود الإنترنت لديك، حيث يتم تسجيل المواقع التي تدخل عليها بالإضافة إلى البيانات التي تشاركها وتستلمها، والدليل على ذلك أنه يمكنك الاتصال بخدمة العملاء الخاصة بشركة الإنترنت التي تستخدمها، وتسألهم عن المواقع التي تقوم بزيارتها، بل والمدة التي تقضيها على كل موقع!
ومن هنا ظهرت أهمية "الشبكة الافتراضية الآمنة - Virtual Private Network" أو كما تعرف اختصارًا بـ VPN والتي تقوم بإنشاء اتصال آمن بالإنترنت أثناء استخدامك للشبكات العامة، هذا يعني تشفير بياناتك، وإخفاء هويتك ما يمنع تطبيقات الطرف الثالث من التجسس عليك وجمع بياناتك.
كيف تتمكن خدمات VPN من حمايتك من التجسس
إجابة هذا السؤال بسيطة جدًا، حيث تعتمد خدمات VPN على إخفاء عنوان IP الخاص بك، وذلك عن طريق إعادة توجيه الشبكات التي تستخدمها إلى عنوان آخر يتم تخصيصه من قبل خدمة VPN التي تستخدمها، والذي يملك خوادم مخصوصة لذلك في كل بلد.
فمثلًا يمكنك الدخول إلى أي موقع ترغب به كمواطن مقيم في جزر المالديف، أو ربما كوريا الشمالية، حيث تختار البلد الذي ترغب بها ليقوم مزود VPN الخاص بك بإعادة توجيه شبكاتك إلى عنوان IP افتراضي في البلد المطلوب، ما يتيح لك الكثير من الاختيارات سواء كنت ترغب فقط في إخفاء هويتك، أو الحصول على خصم ساري فقط في الولايات المتحدة.
ولكن هذا يعني بطئًا واضحًا في سرعة الإنترنت لديك، وهو أمر بديهي، فالوقت الذي ستستغرقه شبكتك للوصول إلى خادم VPN الموجود في كندا مثلًا للحصول على عنوان IP سيجعل من وقت تحميل المواقع أطول بشكل ملحوظ، ولهذا فمن الأفضل دائمًا اختيار البلد الأقرب على الخريطة لك.
لماذا يجب عليك التفكير في استخدام خدمة VPN؟
لا تقتصر أهمية استخدام تلك الخدمات على إخفاء هويتك عن شبكة الإنترنت وحسب، وإنما تزيد عن ذلك بكثير، حيث يتم تشفير بياناتك فعليًا، ففي حالة تصفح الإنترنت بدون تلك الحماية، تصبح بياناتك غير مشفرة، وقابلة للعرض من قبل أي شخص لديه صلاحيات الوصول إليها، وإنما في حالة الدخول بواسطة خدمة VPN مفعّلة، لن يتمكن مجرمو الإنترنت من فك تشفير بياناتك.
كما أنك لا تحمي نفسك فقط من المجرمين على الإنترنت، وإنما من تتبع المواقع والشركات لك، بما في ذلك مزودي الخدمة المشترك بها.
كذلك أنت لا تخفي بياناتك وحسب، وإنما موقعك الجغرافي أيضًا، ولهذا فيمكن الاطمئنان بشأن هذه النقطة بالاشتراك في خدمة VPN، حيث لا يمكن تحديد موقعك الفعلي. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم خدمات VPN لا تخزن سجلات لأنشطتك.
أيضًا، فإن الإنترنت ليس مكانًا واحدًا في جميع أنحاء العالم، وإنما يختلف باختلاف الدولة المقيم بها، فنجد خدمات كاملة متاحة فقط داخل دولة معينة، ولا سيما في العالم العربي فنحن دائمًا ما تصلنا الخدمات الجديدة في وقت متأخر جدًا، فمازلت أتذكر عندما كان Spotify محجوبًا لدينا، ولكن باستخدام VPN أنت في غنى عن الانتظار لفترات مجهولة، حيث يمكنك توجيه عنوانك إلى الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا والدخول إلى جميع الخدمات المتاحة لديهم.