صفات الشخصية المستفزة صعبة للغاية، حيث إننا في حياتنا اليومية نقابل أشخاصًا ذوي أنماط مختلفة، منها الشخصيات المسالمة المريحة والتي ترتاح نفوسنا لها وتجذبنا ونشعر معها بالأريحية، ومنها شخصيات يصعب التعامل معها ولا نرتاح معها مثل الشخصية المستفزة التي يكثر تواجدها في مكان العمل أو في الأماكن العامة أو في المنزل، ومن الممكن أيضًا أن نصادفها بالعلاقات الزوجية، والدليل على ذلك كثرة حالات الطلاق التي حدثت، وإن قمت بسؤال أحدهم عن ما هو سبب الانفصال الحقيقي أجاب بأنه كان متزوجًا ويعيش مع الشخص الخطأ والذي يتصف بالشخصية المستفزة، ويهدف الشخص المستفز إلى إثارة شخص آخر بقوله أو فعله، لأن صاحب تلك الشخصية يعلم جيدًا ما هي الأشياء التي تغضب وتستفز الشخص الآخر ويصر على القيام بها.
تعريف الاستفزاز
يقصد بالاستفزاز سلوك يقوم به شخص ما أو بعض الأشخاص تجاه أشخاص آخرين إما لتحفيزهم ليقوموا بالعمل الجيد، مثل ما يقوم به المدرس تجاه تلاميذه، أو المدرب مع أفراد فريقه الرياضي، حتى يخرجوا أفضل ما لديهم، أو عمل سلبي استفزازي من أجل إثارة غضب الشخص الآخر دون أي سبب مقنع أو وجه حق، مما يعتبر من صفات الشخصية المستفزة
صفات الشخصية المستفزة
تملك الشخصية المستفزة الكثير من الصفات المزعجة التي تجعلها مستفزة لمن حولها من أشخاص ممن لا يرغبون في التواجد أو التعامل معها لوقت طويل، وهذه الصفات هي:
السلبية: لأنها في معظم الوقت تميل إلى النظر للجانب السلبي في الأمور وتعمل على إحباط من حولها من أشخاص.
تتمسك بالرأي: لأنها ترى دائمًا أنها على حق وأنه لا بد على الآخرين أن يوافقوها.
الشكوى: تشتكي من كل شيء يحدث في حياتها وبصورة دائمة، وترى أن حياتها صعبة ولا تظهر أي اهتمام لما يحدث مع الأشخاص المقربين منها والأشخاص الآخرين ممن حولها.
تقاطع الآخرين: تتدخل في حديث أي شخص ولا تعطيه مجالا ليكمل حديثه دون مقاطعته، وتتحدث عن أفكارها وآرائها الخاصة.
الانسحاب: تحب الحجج والأعذار والانسحاب من أن تتواجد في حديث مهم، وتتجنب تقديم أي التزامات.
التشتت: ويظهر ذلك واضحًا في عدم قدرتها على التركيز في فعل أي شيء ولا تظهر الاهتمام عند محادثتها لأشخاص آخرين.
التأخر: لا تجد مانعًا في تأخرها عن مواعيدها مع الآخرين حتى إن كان ذلك لا يناسب الشخص الآخر وتعمل على إضاعة وقته أو إزعاجه.
الكسل: لا تحب أن تبذل أي جهد لتجري تغييرات في حياتها، وتفضل الراحة والاسترخاء عن قضاء الوقت مع الآخرين ومنحهم الاهتمام.
العدوانية: تحاول أن تخفي انزعاجها بداخلها، وتظهر ذلك بوضوح في تصرفاتها العدوانية مع الآخرين، مثل أن تقول كلامًا مهينًا وتتعمد الفشل في أداء مهامها.
صفات الشخصية المستفزة
هل الشخص الذي يستفزك يحبك
هناك أنواع من الرجال تميل إلى التعبير عن حبها للمرأة بطريقة غريبة بعض الشيء مما يثير استفزازها، لأن تلك الأنواع من الرجال تحب المرأة سرًا، فتجد المرأة هذا النوع من الرجال ينتقدها دائمًا ويلاحظ أدق تفاصيلها، سواء كان ما ترتديه من ملابس أو طريقة كلامها، مما يعني أنه مهتم بها جدًا ويحاول أن يعبر لها عن مشاعره بشكل غير مباشر تجاهها دون أن يصارحها مباشرة بمشاعره وحبه لها.
مع الأخذ في الاعتبار أن هؤلاء الرجال يلجؤون لهذا الأسلوب من أحل اكتشاف شخصية المرأة، خاصة إذا كانت لديها القدرة على خوض التحدي بسرعة بديهة وذكاء بدلا من الانجرار خلف ردات الفعل والانفعالات العشوائية.
وتقوم تلك النوعية من الرجال بتجاهل المرأة تمامًا، سواء في المناسبات الاجتماعية أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يقومون بالتعليق على نشاطاتها أو صورها ولا التحدث إليها بل يقومون بمراقبتها سرًا، مما يعتبر من صفات الشخصية المستفزة
ويخشى هذا النوع من الرجال أن يتعرض للرفض من قبل المرأة، لذا إن كانت المرأة معجبة به فعليها أن تبادر بالتحدث معه وإشعاره بالراحة النفسية.
علاوة على ذلك فإن الرجل من تلك النوعية يلجأ ليثير الغيرة لدى المرأة التي يحبها لاختبار مشاعرها تجاهه عن طريق نشر صور مختلفة له مع عدد من الفتيات أو التعليق على صورة الصديقات المقربات لها، ليجعلها تتحدث معه ويستفزها لتعترف بحبها له.
هل الاستفزاز مرض
هناك معنيان للاستفزاز أحدهما سلبي والآخر إيجابي، المعنى الإيجابي يعني أن تستفز شخصًا حتى يخرج أفضل ما لديه، وتشجيعه على بذل أقصى ما في جهده حتى يحقق ذاته، أما المعنى السلبي فهو أن يتم رصد نقاط الضعف بالشخصية من أجل الضغط عليها، والتي تعتبر إحدى صفات الشخصية المستفزة
والجدير بالذكر أن الاستفزاز ليس مرضًا بل إنه سمة شخصية يمتلكها الشخص المستفز، تتغلغل في سلوكياته وتصرفاته، وهي في الأغلب تكون فشلا، وحتى يخفي فشله يقوم بإلقائه على الآخرين، وعندما ينجح في الاستفزاز يكون بذلك قد انتصر ويشعر بقيمته.
كيف استفز شخص يكرهني
إن كنت تريد معرفة كيف تستفز شخصًا يكرهك قم باتباع ما يلي:
أولا يجب أن تكون واثقًا بنفسك وتواجه بعينيك من يكرهك، لأنهما أقوى سلاح، واحرص على عدم النظر إلى الأسفل وألا تحد عينيك عنه.
قم بإثبات نفسك وابرز وافعل ما يقولون إنك غير قادر على القيام به وفعله، لأنك بهذه الطريقة تظهر أعمالك ونفسك في وجه من يكرهك.
يجب عليك أن تكون منتبهًا وحذرًا ولا تتحدث في تفاصيل حياتك اليومية أمام من يكرهك، وتعامل معه باحترام ولطف وبمجرد رؤيته ابتسم له.
ابتعد عن العنف وتعد تلك النقطة أهم نقطة يجب أن تتبعها، لأنه لم يكن أبدًا الحل ولن يكون، بل إن الأمور ستزداد تعقيدًا، وفي مقابل ذلك لا تأخذ أفعال من يكرهك على محمل الجد، وقم بتجاهل التعليقات الجارحة.
أسباب الشخصية المستفزة
توجد أسباب عديدة لظهور الشخصية المستفزة، وهي كنا يلي:
الأنانية: يكون الشخص المستفز أنانيًا من الدرجة الأولى، ويعمل على قتل مشاعر جميع من حوله دون مراعاة لأي ضرر وأذى نفسي يمكن أن يقع به الطرف الآخر.
الانتقام: تعتبر الشخصية المستفزة شخصية انتقامية بدرجة امتياز، ولا تنسى موقفًا حصل بينك وبينها ولا تجعله يمر مرور الكرام، لأنها تتحين الفرص لتقوم بقلب الطاولة عليك، فلا تتوانى في استفزازك وإثارة أعصابك، لتشعر أنها استردت حقها وانتصرت عليك.
دائمة الغيرة: تتملك الشخصية المستفزة الغيرة العمياء من إنجازات ونجاحات غيرها وحتى ممتلكاتهم المادية، لذلك تسعى لاستفزاز هؤلاء الذين تغار منهم، محاولة التقليل من قيمتهم، وتستمتع بتعكير صفو مزاجهم.
تجذب الانتباه: هذه الشخصية دائمًا ما تجذب الانتباه لها، فتبدأ في محاولة لفت أنظار الآخرين إليها بالكثير من الطرق المختلفة إما من خلال التدخل في الحديث ومحاولة إظهار معرفتها الواسعة وفصاحتها أو عن طريق استفزاز الآخرين ممن حولها والتقليل منهم وانتقادهم، مظهرة بذلك صفات الشخصية المستفزة وسعيًا منها إلى لفت الانتباه لها.
تعوض نقصًا ما لديها: تكون الشخصية المستفزة شخصية نرجسية ومغرورة ومتعجرفة ولا تحب الخير لمن حولها وتسعى إلى السيطرة على الآخرين والتقليل منهم واستفزازهم، وذلك لتعوض نقصًا ما بداخلها وتشعر به، ولتبرز لنفسها أنهم أقل منها في الذكاء والمرتبة.
صفات الشخصية المستفزة يصعب تقبلها، لأنها شخصية تميل إلى إيذاء الطرف الآخر بأشياء تضايقه وتتعمد فعلها، أو قد تمتلك صفات سلبية تجعل وجودها مصدر إزعاج للغير، ولا تتوقف أبدًا عن تكرار تلك التصرفات السيئة على الرغم من علمها أنها تزعج الطرف الآخر ومن حولها من أشخاص، وتمت تسميتها بالمستفزة لأن كلماتها وتصرفاتها تعمل على استفزاز وإثارة المشاعر السلبية للآخرين.