بات الملياردير ورئيس شركة تسلا، إيلون ماسك، في الرابع من أبريل الجاري، أكبر مسهم فردي في شركة "تويتر"، بما يفوق 9% من أسهم الشركة، وانتشرت التكهنات حول طريقة تأثيره في مستقبل شبكة التواصل.

كثيرًا ما قام ماسك، الذي يمتلك أكثر من 81 مليون متابع على تويتر، بكتابة تغريدات تتضمّن أفكارًا حول إصلاح منصة التواصل الاجتماعي هذه.

فهل سيستمر ماسك في شراء أسهم شركة "تويتر" بأسعار السوق، ليبني حيازته بطريقة بطيئة - إذ من المحتمل أن يكون ذلك إلى جانب مستثمر مشارك متعاطف أو مساهم حالي آخر - إلى أن يمتلك ما يعد كافيًا من حصة الأسهم للتحكم في مصيرها؟ هل سيقرر ماسك شراء الأسهم من مستثمري شركة "تويتر" الآخرين؟ هل سيقرر ماسك في نهاية الأمر القيام ببيع أسهمه وجني أرباحه؟

مع تطور الأخبار، نلقي فيما يلي نظرة على ما جرى حتى الآن:

31 يناير الماضي: بداية شراء الأسهم

شرع ماسك بطريقة هادئة في شراء أسهم شركة "تويتر" في 31 يناير الماضي. ومع حلول 14 مارس المنصرم، كان ماسك قد جمع ما يزيد على 5% من الأسهم، وهي النقطة التي كان من المفترض بعدها أن يفصح عن عمليات البيع والشراء التي يقوم بها لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، وبالتالي للجمهور.

24 مارس: ماسك ينتقد "تويتر"

كتب ماسك تغريدة في 24 مارس الماضي تقول: "أشعر بالقلق من التحيز الفعلي في خوارزمية عمل موقع (تويتر) التي تؤثر بطريقة كبيرة في الجمهور، ولذا، يتعين أن تكون خوارزمية (تويتر) مفتوحة المصدر".

وجّه ماسك سؤالًا لمتابعيه على موقع "تويتر" في استطلاع للرأي نُشر في 25 مارس الماضي، جاء فيه: "تعد حرية التعبير مسألة ضرورية لتحقيق ديمقراطية فاعلة. هل تعتقد أنَّ موقع (تويتر) يلتزم بطريقة صارمة بهذا المبدأ؟".

سأل ماسك في تغريدة كتبها في 26 مارس الماضي: "هل توجد حاجة إلى منصة جديدة؟". وأضاف قائلًا: "إنَّني أفكر بجدية في هذه المسألة".

4 أبريل: الانضمام لمجلس الإدارة

نشر ماسك استطلاعًا للرأي على موقع "تويتر"، يطلب فيه من المستخدمين التصويت فيما إذا كانوا يريدون من الشركة إضافة زر تعديل يسمح للأشخاص بتعديل التغريدات بعد نشرها.

مع حلول نهاية اليوم؛ وجّهت شركة "تويتر" الدعوة إلى ماسك للانضمام إلى مجلس الإدارة. كما أشار ماسك إلى أنَّه سيوقِّع على اتفاقية تنص على أنَّه لن يكون في مقدوره امتلاك حصة تزيد على 14.9% من أسهم الشركة.

5 أبريل: ماسك يصبح مستثمرًا نشطًا

كتب أغراوال تغريدة يقول فيها، إنَّ الشركة وماسك كانا يتحادثان منذ أسابيع، وجاء في نص تغريدة أغراوال: "يسعدني أن أشارككم بأنَّنا قمنا بتعيين ماسك في مجلس إدارتنا! من خلال المحادثات مع إيلون على مدى الأسابيع الأخيرة؛ أصبح جليًا بالنسبة إلينا أنَّه سيجلب قيمة كبيرة لمجلس إدارتنا". وقام ماسك بتقديم ملف الإيداع للإفصاح عن حصة ملكيته لتصنيف نفسه كمستثمر نشط، بعد قبوله الحصول على مقعد العضوية في مجلس إدارة شركة التواصل الاجتماعي.

9 أبريل: رفض عضوية مجلس الإدارة

في اليوم الذي كان قد قُرر فيه انضمام ماسك رسميًا إلى مجلس إدارة شركة "تويتر"، أبلغ ماسك الشركة بأنَّه سيرفض عرضها. وقام ماسك بكتابة تغريدات عديدة توجه انتقادات، وتقدّم اقتراحات مبطّنة للشركة. ووجّه ماسك سؤالًا لمتابعيه: "هل تويتر في حالة احتضار؟".

واقترح ماسك أن تقوم شركة "تويتر" بتحويل مقرها في سان فرانسيسكو إلى مأوى للمشردين، "نظرًا لعدم حضور أي شخص إليه". وألقى بعض الدعابات الفجة، مقترحًا حذف حرف "دبليو" من كلمة تويتر لتصبح (Titter) التي تعني الضحك في حالة التوتّر.

10 أبريل: "تويتر" تنشر الأخبار

يوم الأحد، أرسل أغراوال رسالة إلى الموظفين، ثم كتب تغريدة علنية في وقت لاحق. لم يطرح أغراوال أو ماسك سبب انقلاب الموقف.

جاء في نص تغريدة أغراوال: "إيلون ماسك قرر عدم الانضمام إلى مجلس إدارتنا. لقد بعثت برسالة موجزة إلى الشركة، أشارككم الأمر جميعًا حاليًا".

11 أبريل: تزايد التكهنات

يقدّم ماسك ملفًا معدّلًا للإفصاح إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات. توجد لديه حاليًا إمكانية لشراء أي عدد يريده من الأسهم. من دون مقعد عضوية في مجلس الإدارة؛ لم يعد مجبرًا على التصرف وفقًا للمصلحة العامة الأفضل لمساهمي شركة "تويتر". وفي شركة "تويتر"، التي لا يوجد لديها أي مؤسس يتمتع بأغلبية مسيطرة على غرار عمالقة التكنولوجيا الآخرين، ينتاب شعور بـ"ضغوط شديدة" لدى الموظفين، إذ يشعرون بالقلق من أنَّ هذه ليست إلا بداية الأمر.

14 أبريل: عرضٌ لشراء الشركة بالكامل

تقدم ماسك في تغريدة بصفقة نقدية لشراء شركة "تويتر" تصل قيمتها إلى 43 مليار دولار، وقال إن عرضه هو "الأفضل والنهائي". يتمثل العرض في دفع 54.20 دولار لكل سهم، أي 54% علاوة على سعر التداول عندما بدأ في بناء حصة ملكيته في شهر يناير الماضي. يعتبر الرقم أيضًا مثالًا جليًا (لا يعد بدعة جديدة تمامًا) عن محاولة ماسك الفاشلة لتحويل شركة "تسلا" إلى شركة خاصة في سنة 2018 مقابل 420 دولارًا لكل سهم.

خطة "الحبة السوداء" ضد ماسك

ومن جهته، سعى مجلس إدارة تويتر، الجمعة، لوضع خطة محدودة الأجل لحقوق المساهمين بهدف إبعاد الملياردير إيلون ماسك عن الاستحواذ على الشركة، تسمى بخطة "الحبة السامة".

وخطة "الحبة السامة" عبارة عن تكتيك ضد الاستيلاء على الشركات يحافظ على حق المساهمين بمنع الطرف المنافس من شراء المزيد من الأسهم بخصم كبير، مما يؤدي بشكل فعال إلى إضعاف حصته في الشركة، وفقًا لـCNN".

وأصدر مجلس إدارة تويتر بيانًا قال فيه إنه يهدف إلى "الحفاظ على حق المساهمين في الحصول على المزيد من الأسهم في الشركة بسعر رخيص نسبيًا"، مما يقلل بشكل فعال من حصة ماسك.

وأضاف البيان أنه "سيتم تفعيل الخطة إذا استحوذ إيلون ماسك أو أي مستثمر آخر على أكثر من 15٪ من أسهم الشركة".