في فبراير الماضي طلب ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس وزراء أوكرانيا، من مؤسس شركة سبيس إكس (SpaceX) إيلون ماسك عبر تويتر ربط أوكرانيا بالإنترنت، ويبدو أن طلبه تحقق بشكل كبير.


فمع اندلاع الحرب في أوكرانيا واجهت الدولة تهديدات بالهجمات الإلكترونية والقصف الروسي الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى تعطيل الإنترنت، مما جعل وضع خطة احتياطية ضروريا جدا.


وفي غضون ساعات، رد ماسك أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية ستارلينك (Starlink) التابعة للشركة "نشطة الآن في أوكرانيا" مع الوعد "بالمزيد من المحطات في الطريق".


وستارلينك هي وحدة تابعة لشركة الفضاء سبيس أكس التابعة لماسك. والتي تستخدم محطات تشبه أطباق التلفزيون المجهزة بهوائيات، وعادة ما يتم تثبيتها على الأسطح للوصول إلى الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في المناطق الريفية أو غير المتصلة.


وذكرت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) في مقابلة مع الملياردير الأميركي نشرت يوم الجمعة، أن الخدمة تعمل بشكل فعال وتربط أوكرانيا ببقية العالم.


وقال نائب رئيس وزراء أوكرانيا، إن بلاده تلقت آلاف هوائيات الإنترنت "الفعالة للغاية".


وأضاف فيدوروف من خلال مترجم، باستخدام اتصال ستارلينك، "جودة الاتصال ممتازة، نحن نستخدم الآلاف من المحطات مع وصول شحنات جديدة كل يوم".


ويرى الخبراء أن استخدام ستارلينك كإجراء مؤقت للمواطنين والحكومة للبقاء على اتصال أثناء الحرب هو اختبار رئيسي للتكنولوجيا الجديدة نسبيًا، وقد يكون له تداعيات واسعة النطاق على مستقبل الحرب. فقد أصبح الإنترنت أداة أساسية للتواصل والبقاء على اطلاع وحتى لتشغيل الأسلحة.


وقال الخبراء إن انقطاع الإنترنت يمكن أن يحدث بسبب انقطاع التيار الكهربائي أو بسبب قطع كابلات الألياف الضوئية نتيجة القصف. وتستخدم تقنية ستارلينك من قبل المدنيين في المناطق التي تعرضت للهجوم والتي فقدت خدمة الإنترنت، ومن قبل المسؤولين الحكوميين.


كما تم توفير محطات ستارلينك الطرفية لمساعدة شركات التكنولوجيا في البلاد على الإبقاء على الإنترنت عندما أجبرتها الحرب على الانتقال. وذكرت صحيفة تايمز أوف لندن (The Times of London) أن وحدة أوكرانية تستخدم ستارلينك لربط طائراتها المسيرة بمهاجمة القوات الروسية.


ومن المضحك أن صحيفة واشنطن بوست تواصلت مع ماسك للتعليق على هذه القصة وتلقَّت ردًا طريفا، حيث طلب ماسك أن يصل سلامه لجيف بيزوس -مالك صحيفة واشنطن بوست- حيث قال "تحياتي لسيدك الدمية بيسوسو".


ولكن رغم أنه لم يعلق، فإن هذه القصة تجعل خدمته تظهر بشكل جيد للغاية فرغم كل شيء كانت الخدمة قادرة على العمل في ظل ظروف الحرب، وأثبتت أنها تحقق ما أراده ماسك، وهو الوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها.


وبالعودة إلى يونيو/حزيران 2021، قال ماسك إن خدمته ستصبح عالمية في غضون أسابيع وستكرس نفسها لمساعدة من هم في أمس الحاجة إليها.


وقال ماسك في ذلك الوقت "يمكنك التفكير في ستارلينك على أنها تسد الفجوات بين شبكة الجيل الخامس 5G والألياف"، فهي تصل حقًا إلى 3% أو 5% من الأشخاص الذين يحتاجون إلى إنترنت عريض النطاق عالي السرعة.