هل شعرت يوماً بأنك مُراقَب؟ علماء الكمبيوتر يقولون إنك ربما تكون على حق في شعورك هذا، إلا أنك لست مُراقَباً من قبل شخص ولكن من خلال التكنولوجيا الذكية، وفقاً لموقع "Study Finds”، الأمريكي.
وقال الموقع، في تقرير نشره الأربعاء، إن ورقة بحثية أعدها فريق من جامعة "ماريلاند" الولايات المتحدة، حذر خلالها لباحثون من أن هناك مليارات الأجهزة الذكية على مستوى العالم تقوم بمسح واستشعار حركات مستخدميها كل يوم، حتى أن بعض أجهزة الاستشعار هذه موجودة داخل أجهزة التلفزيون والسيارات والمكاتب وحتى الثلاجات.
ويقول الباحثون في الدراسة: إن الثورة التكنولوجية التي شهدها العالم أتت بثمن باهظ لخصوصية سكانه، حيث بات بالإنترنت يصل إلى الناس الآن في أماكن أكثر من أي وقت مضى.
وتابعت الورقة: "لكي تقوم كل هذه الأجهزة الذكية بعملها، فإنها تحتاج إلى الاتصال بالإنترنت حتى تتمكن من ربط جميع البيانات التي تجمعها عنك، فعلى سبيل المثال، يقضي منظم الحرارة الذكي يومه في جمع المعلومات عن سكان المنزل وعن تفضيلاتهم، ولكن بدون اتصال بالإنترنت لمعرفة توقعات الطقس، فإنه لن يستطيع تحديد كيفية ضبط درجة الحرارة في المنزل بشكل صحيح".
ويضيف الباحثون أن هذا مجرد غيض من فيض، إذ باتت الأجهزة التي تعمل على جمع البيانات عن كل ما يفعله الناس تتسلل إلى أماكن العمل ومراكز التسوق والمدن.
ويوضح الفريق أن الإنترنت بات يُستخدم على نطاق واسع في النقل والخدمات اللوجستية والزراعة والصناعة، مشيراً إلى أنه كان هناك حوالي 22 مليار جهاز متصل بالإنترنت قيد الاستخدام في جميع أنحاء العالم في عام 2018، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى أكثر من 50 ملياراً بحلول عام 2030.
ولفت الموقع إلى أنه قد يكون من المفاجئ أن يعرف الناس أن أجهزة التلفزيون الذكية يمكنها فعل نفس الشيء الذي تفعله كاميرات المراقبة التي تسجل أنشطة الناس طوال اليوم، كما تراقب لمبات الإضاءة الذكية معدل نوم الناس، وتقوم المكانس الكهربائية الذكية بإجراء مسح للمساحات الداخلية من المنزل لتجنب الاصطدام.
ويؤكد الفريق أنه بعض الشركات تسوق خصائص هذه المنتجات باعتبارها ميزات، فيما يدعي البعض الآخر أن بيانات المستخدمين لن تقع في أيدي أشخاص آخرين، وهذا لن يكون صحيحاً دائماً.
ومما يزيد الطين بلة هو أن العديد من هذه الأجهزة الذكية تصبح عديمة الفائدة في حال تم فصلها عن الإنترنت، كما أن خيار خصوصية الاتصال لا يكون متاحاً بالنسبة للأجهزة الموجودة في الأماكن العامة مثل المكاتب أو المراكز التجارية.
ورغم أن الحكومات في جميع أنحاء العالم تتخذ خطوات لحماية خصوصية مواطنيها، فإن مؤلفي البحث يقولون إن تطبيق هذه القواعد لا يزال لا يستطيع اللحاق بالعدد المتزايد باستمرار من الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
وينصح الفريق باتخاذ خطوتين رئيسيتين لتأمين الأجهزة الذكية وتقليل المخاطر المتعلقة بالخصوصية وهما تحديث البرامج الثابتة في الجهاز بانتظام والاطلاع على إعداداته وتعطيل أي عمليات جمع بيانات لا تتعلق بما تريد أن يفعله الجهاز، كما يوصي الفريق أيضاً بضرورة أن يبحث أي شخص يتطلع إلى شراء جهاز ذكي أولاً عن البيانات التي يقوم بجمعها وعن سياسات إدارة بيانات الشركة المصنعة عن طريق مصدر مستقل.