بعد انحسار وباء كورونا، وما رافقه من تخفيف التدابير والإجراءات الوقائية، عاد عدّاد الإصابات إلى الارتفاع مجددا في عدة مناطق، خصوصا في الصين، إضافة إلى الأزمة الأوكرانية التي يرافقها نزوح ولجوء واسع، فضلا عن المتحورات "دلتا" و"أوميكرون".


وسجلت الجائحة أكثر من 454.79 ‭‭‭‭‭‭‬‬‬‬‬‬‬‬‬مليون إصابة بالفيروس على مستوى العالم، ووصل إجمالي الوفيات إلى ستة ملايين و424557، وتم تسجيل إصابات في أكثر من 210 دول ومناطق، منذ اكتشاف أولى الإصابات في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019، وفق إحصاء لـ"رويترز".


قفزة إصابات كبيرة في الصين وحجر منزلي واسع

سجلت الصين مؤخرا إصابات محلية تظهر عليها أعراض كوفيد-19 أكبر مما تم تسجيله خلال عام 2021 بالكامل، ويتفشى المتحور أوميكرون في عدة مناطق، من شنغهاي حتى شنغن.


وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، الإثنين، تسجيل 1337 إصابة جديدة مصحوبة بأعراض، ليصل الإجمالي هذا العام إلى أكثر من 9 آلاف إصابة، مقارنة مع 8378 إصابة في 2021. كما سجل بر الصين الرئيسي 1437 إصابة جديدة، أمس الأحد، مقابل 1938 في اليوم السابق.


وأحصت الصين 906 إصابات جديدة لم تظهر عليها أعراض مقابل 1455 في اليوم السابق، ولا تصنف الصين تلك الحالات على أنها إصابات مؤكدة. في حين لم تسجل أية وفيات جديدة، ليظل العدد ثابتا عند 4636 وفاة.


وبينما أغلقت شنغهاي المدارس والمتنزهات، فُرض إغلاق جزئي في مدينة جيلين (شمال شرق). وقال تشانغ يان، مسؤول الصحة في جيلين، خلال مؤتمر صحافي، إن تفشي الإصابات يُظهر أن "انتشار المتحوّر أوميكرون خفيّ وشديد العدوى وسريع ويصعب اكتشافه في المراحل المبكرة".


مع استمرار ارتفاع عدد الوفيات في بولندا، والمجر، ورومانيا، ودول أوروبا الشرقية الأخرى، شهدت المنطقة وصول أكثر من مليون لاجئ من أوكرانيا، والتي تسجل أعدادا كبيرة من الإصابات والوفيات بالفيروس حاليا. بالتزامن مع الاجتياح الروسي.


كان اجتياح المتحور أوميكرون لأوروبا الشرقية قويا بشكل خاص، ومع الغزو الروسي لأوكرانيا، ظهر خطر جديد، يتمثل في فرار مئات الآلاف إلى أماكن مثل بولندا على متن قطارات مزدحمة.


عكف مسؤولو الصحة هناك، على تقديم جرعات لقاح مجانية لجميع اللاجئين، لكنهم لم يخضعوا لفحوص أو اختبارات طبية أو للحجر الصحي لدى الوصول. وقالت آنا بورون كاكزمارسكا، أخصائية الأمراض المعدية البولندية: "هذا أمر مأساوي حقا، لأن الإجهاد الشديد له تأثير سلبي للغاية على المناعة الطبيعية، ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى. إنهم يتعرضون لضغط شديد للغاية، ويخافون على حياتهم وحياة أطفالهم وأفراد أسرهم".


في ألمانيا، أظهرت بيانات مؤكدة لمعهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، الإثنين، ارتفاع عدد الإصابات إلى 17 مليونا و233729 بعد تسجيل 92378 إصابة جديدة، وارتفاع إجمالي الوفيات إلى 125590، بعد تسجيل 19 وفاة جديدة.


وفي اليونان، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في رسالة مصورة على "تويتر"، الاثنين، إن الاختبارات أثبتت إصابته بكوفيد-19.


وأوضح ميتسوتاكيس "جاءت نتيجة الفحص موجبة هذا الصباح، وبالتالي سأعزل نفسي في المنزل، وأمارس مهامي من هناك".


والتقى ميتسوتاكيس بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، أمس الأحد.


والجمعة، عبّرت منظمة الصحة العالمية عن الاستياء مع حلول الذكرى الثانية لإعلان الجائحة في 11 مارس/آذار 2020، مشدّدة على أنّ الخطر الحقيقي ظهر قبل ستة أسابيع من ذلك، لكنّ قلة من الناس أبدت اهتماماً، وبادرت إلى التصرّف.


وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة مايكل راين إنّ "عبارة جائحة كان لها وقع كبير على العالم... التحذير في يناير/كانون الثاني (2020) كان أكثر أهمية ممّا أُعلن في مارس/آذار (من العام نفسه)". وأضاف متسائلاً: "هل تفضّلون أن يقول التحذير إنّنا غرقنا أو أن يقول إنّ الفيضان مقبل؟".


وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إنّ "توزيع اللقاحات على الصعيد العالمي يبقى متّسماً بانعدام مساواة فاضح، علماً أنّه لا يمكن لعالمنا أن يسمح بانتعاش متفاوت بعد أزمة كورونا. المنتجون يصنّعون 1.5 مليار جرعة (من اللقاحات) شهرياً، إلا أنّ نحو ثلاثة مليارات شخص ما زالوا ينتظرون تلقّي جرعة اللقاح الأولى".


في المقابل، رفعت فرنسا، الإثنين، معظم القيود التي فرضتها لمكافحة فيروس كورونا، وسط دعوات للحذر من "عودة" الوباء.


وبات بالإمكان دخول دور السينما والمسارح والمطاعم والمعارض من دون إبراز شهادة التطعيم، أو التنزه في ممرات المدارس والمتاجر بوجه مكشوف دون وضع كمامة، ولكن يبقى وضع الكمامة إلزامياً في وسائل النقل ومؤسسات الرعاية الصحية، كما أوصت وزارة التربية "بشدة" بأن يضع من تواصلوا مع مصابين الكمامة "في الأماكن المغلقة لمدة 7 أيام".


وتبقى الشهادة الصحية مطلوبة عبر إبراز شهادة التلقيح أو اختباراً سلبياً للفيروس في مؤسسات الرعاية الصحية ودور المسنين.


ولم يؤثر ارتفاع عدد الإصابات حتى الآن على خدمات الرعاية الحرجة، رغم تسجيل زيادة في عدد حالات الاستشفاء، الأحد. وقال رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى بيشا في باريس، يزدان يزدنبانا: "لا يزال يتعين علينا الانتظار قليلاً لنرى ما إذا كان هذا الاتجاه يتعزز، ولكن في الواقع نرى الشيء نفسه على المستوى الأوروبي".