مهما كان حب الوالدين للطفل، ومهما كانت العلاقة ودية ووثيقة بينهما، إلا أنه من الضروري معاقبته عندما يسيء التصرف.
وبالنسبة للعديد من العائلات، تثير مسألة تأديب ومعاقبة الطفل حيرة لدى الأم والأب، فشخصية الطفل تنمو وتتطور باستمرار وبسرعة، وقد يصعب السيطرة عليه أحياناً، مما يتطلب إجراءات ردعية من قبل الوالدين.
فيما قامت صحيفة Edinstvennaya الروسية بنقل 4 طرق مناسبة وسليمة يقترحها علماء النفس لعقاب الطفل:
1- الحرمان إذا كان طفلك وقحاً وعدوانيا أو يرفض القيام بواجباته المدرسية، فالطريقة المثالية لعقابه هي حرمانه من الأشياء التي يفضلها، على غرار حرمانه من ألعاب الفيديو، أو من الخروج مع أصدقائه، أو من فسحة نهاية الأسبوع.
وفي مثل هذه الحالة، يجب تطبيق العقوبة على الفور، أي فور قيام الطفل بالخطأ، وبالتالي، يمكن لأحد الوالدين أن يحرم طفله من بعض امتيازاته، لكن دون المساس بحاجياته الأساسية.
2- إجبار الطفل على الاعتذار في حال أَلحَق طفلُك الأذى بأحدهم، فالعقاب المناسب لمثل هذا التصرف هو إقناعه بالاعتذار لذلك الشخص.
عادةً يكون إقناع الطفل بالاعتذار صعباً للغاية، ولهذا السبب يجب أن تجبره على الاعتذار حتى يعي عواقب إلحاق الضرر بالأشخاص من حوله، في المرة القادمة.
3- كتاب أو قصة كعقاب يعد هذا الأسلوب من أعظم طرق العقاب وأروعها، فإن كان طفلك مشاغباً ومثيراً للمتاعب، من المستحب أن نعطيه قصةً يطالعها ونحثه على إنهائها.
ويفضل أن نختار قصةً تعكس بعض التصرفات المشابهة للتي يقوم بها طفلك في الغالب مع إبراز عواقبها الوخيمة، فعادة ما تحتوي القصص على حكايات وعبر يمكن للطفل أن يستفيد منها.
بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي هذه القصص على العديد من المشاكل التي قد يتعرض لها طفلك، مما يتيح له فرصة التعلم والاطلاع على كيفية تجاوز مشاكله الشخصية.
4- التجاهل عادةً ما يتصف الأطفال بنشاطهم المفرط الذي قد يتحول في بعض الأحيان إلى مصدر إزعاج.
ويتمثل الحل الأنسب والعقاب الأمثل لمثل هذه الحالات في اعتماد أسلوب التجاهل، إذ يمكننا في مرحلة أولى أن نشرح له أنه في حال استمر في التصرف بتلك الطريقة لن نتحدث معه ثانية.
وفي مرحلة ثانية، نستطيع ترك الطفل وحده في الغرفة وعدم إعارته أي اهتمام إلى أن يهدأ، ونحاول أن نوضح له سبب الغضب ومدى سوء سلوكه إثر التزامه بالهدوء.
الضرب ممنوع تماماً يمنع بتاتاً أن تضرب طفلك مهما كان حجم إساءته أو سوء تصرفه، وتذكر دائماً أن استعمال القوة الجسدية يولد لدى الطفل شعوراً بأن الأقوى على حق دائماً.
كما تَرسخ العقوبات الجسدية في ذاكرة الإنسان، وتولد لديه إحساساً بانعدام الثقة في نفسه وفي الآخرين.
وأثبت علماء النفس أن الأطفال الذين يعاقبون عن طريق الضرب، تتولد لديهم مشاعر الخوف من العقاب دون أن يدركوا فداحة تصرفاتهم.
هذه النقطة تعتبر مهمة للغاية، إذ إن وظيفة العقاب لا تتمثل في إيذاء الطفل أو إرباكه وتخويفه، وإنما ترتكز بالأساس على الدور التربوي والتأديبي. ومن اللافت للنظر أنه في اليابان على سبيل المثال، يمنع منعاً باتاً معاقبة الأطفال الذين لم يبلغوا ثلاث سنوات مهما كان نوع العقاب.